شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم
ما أن تطأ قدمك صباح اليوم مدينة عمران حتى تشعر أن شيئا غير طبيعي يحدث فيها على غير العادة، المدينة التي تقع على الشمال من أمانة العاصمة كانت اليوم على موعد مع جمع من المواطنين لم تشهدها أجيال من ذي قبل حسب تأكيدات محلية هناك، وحتى لا تدخل في معمعة الزحمة التي لا تخرج منها إلا بعد ساعة تقريبا عليك أن تضع سيارتك على شارع صنعاء الواسع ذي الخطوط الثلاثة.
زحمة حدث اليوم الذي جمع المواطنين من مديريات عمران يذكرك بزحمة السيارات وسط نفس المدينة في الخط الإزفلتي المتقطع الذي لا يستوعب سوى سيارة واحدة قبل عشر سنوات تقريبا، ويذكر الكثير أن المسافة من مدينة حجة إلى عمران تقارن بالوقت الذي يمكن أن تقطعه خلال شارع المدينة الوحيد آنذاك.
تستقبلك لجان التنظيم على بعد كيلو متر تقريبا من ملعب المدينة الواسع لتقدم لك خدماتها مصحوبة بابتسامة ترسم على شفتيك أنت الآخر ابتسامة مماثلة ويلفت نظرك صورة بن شملان التي تتوسط الفنيلة البيضاء التي تعتبر بمثابة زي موحد لكل لجان التنظيم.
الكتل البشرية المتجهة إلى ملعب مدينة عمران تأخذك معها بخطوات بطيئة إلى مهرجان مرشح المشترك للانتخابات الرئاسية، وعلى حافة الشارع يتساءل أحد المارة "ما به"، فيجيب آخر "بيقولوا معاهم مهرجان المشترك، وشكلهم ناوين على الكرسي من جدهم".
قبل أن تصل إلى منصة الملعب لا ترى عينك غير كتل بشرية مزدحمة تنبئك صورهم أنهم قطعوا المسافات للوصول إلى مركز المدينة ويشهد بذلك الغبار الذي يعلوا وجوههم، وما أن تعتلي منصة الملعب حتى يخيل إليك أن جميع سكان المدينة وما حواليها قد سكبوا جملة واحدة إليه، وقدر بعض المواطنين عدد الحضور بأكثرمن (100) ألف نسمة كان للنساء بينهم مكان، وحسب قول بعض المحللين فإن "محافظة عمران التي تعتبر معقل قبيلة حاشد انحازت اليوم مع مرشح المشترك الحضرمي وأثبتت عكس بعض التنبوءات التي راهنت أنها ستخذله".
تدخل مدينة عمران وتخرج منها على صورة جبالها القاحلة، لكنك تكتشف عندما تعمق النظر أن الخضرة هي تلك التي تكسو قلوب المواطنين هناك كما قال أحد الصحفيين الذين حضروا المهرجان.
وفي المهرجان اعتبر الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر أن اختيار اللقاءالمشترك فيصل بن شملان للانتخابات الرئاسية تتويجاً للنضال الذي قدمه الشعب اليمني وتحقيقاً لما قدمه من الجماجم والدماء لتحرير الشعب اليمني من الفقر والجوع والفساد والاستبداد.
وقال الأحمر "إننا ومع مرور 43 عام وللأسف نعيش الحالة التي كانت موجودة قبل الثورة، وقد تكون أسوأ، فالحرية والكرامة أولاً إذا ما سفكت من أجلها الدماء الطاهرة، وتلك الجماجم الزكية".
وأشار الأحمر –في خطابه الذي ألقاه في مهرجان مرشح اللقاء المشترك فيصل بن شملان في محافظة عمران- أشار إلى تضحية أبناء عمران الكبيرة التي قدمت فداء لهذا الوطن ولم يبخلوا في تقديمها، وقال "إذا كنا في السابق قد تسابقنا على أن نفدي هذا الوطن بالدماء فاليوم مطلوب منا معركة أسهل، وهي معركة الصندوق، فلنتوجه جميعاً بعزيمة التغيير، ومن ورائنا إلى اختيار الأصوب والأصلح حتى نسجل ما سجلته هذه المحافظة دوماً بأن ننحاز لمصلحة الوطن، وحتى نرفع شعار اليمن عاليا فوق كل اعتبار، اليمن الذي يضم أبنائه، اليمن الذي نؤمن بوحدويته بهذا الإيمان اختيارنا للأستاذ فيصل بن شملان بإذن الله الرجل الذي اعترف له خصومه قبل الأصدقاء بنزاهته وكفاءته، هذه الكفاءة والنزاهة إنما هي خلاصة ما تحتاجه اليمن التي تعيش في حالة فوضى وفساد وفشل متتالي".
وتحدث الأحمر عن رفض أبناء عمران للمناطقية وعدم إيمانهم بها وأضاف "إننا لا نؤمن باحتكار السلطة لأي فئة كانت، وأن شعورنا السوي سيجعلنا نناصر الحق والتغيير لأي من أبناء اليمن، وطالما وقد تقدم لها ابن اليمن الشجاع الأستاذ فيصل بن شملان، فإننا وبإذن الله سنلتف حوله، وسنختاره مرشحاً للرئاسة، فبإذن الله نرى لهذه المحافظة ما يسر البال والخاطر، ونرى التفافاً جماهيري كبير، نحو التغيير الإيجابي إلى الأفضل".
وأشاد الأحمر بموقف بن شملان وجوابه بقبول الترشح لمنصب رئيس الجمهورية رغم ما فيه من الصعاب قائلاً "حق علينا وعلى كل أبناء اليمن الشرفاء الأحرار المتطلعين إلى التغيير وإلى حياة أفضل أن يتقدموا بجزيل الشكر والتقدير للرجل الشجاع الأستاذ فيصل عثمان بن شملان على جوابه الحكيم وعلى موافقته الكريمة بخوض غمار الرئاسيات بالرغم مما يعرفه من أن هناك صعوبات كبيرة".
وبين الأحمر أن الدافع الأساسي الذي دفعه إلى الموافقة على طلب قيادات لمشترك وخوض غمار المنافسة كانت لـ"ثقته بالله سبحانه وثقته بهذه الجماهير واستشعاراً منه للوضع الذي وصلت إليه البلاد" متسائلاً بالقول "المنافسة على ماذا؟ ليست منافسة على أن يغنم منصب؟ ولكن المنافسة على رفع لواء التغيير، لواء التحرر من الاستبداد، رفع لواء البناء وإنهاء حالة الفساد والفوضى التي حلت باليمن منذ سنوات، والتي سببها الحزب الحاكم، بسبب سياساته الهوجاء".
وأكد الأحمر أن المؤتمر الشعبي العام "لم يعمل قط لمثل هذا اليوم، فعلى طيلة 16 عاماً من الديمقراطية التي أعلنت مع قيام الدولة المباركة لم يعمل المؤتمر الشعبي العام حساب لهذا اليوم، اليوم الذي ستقول فيه الجماهير اليمنية كلمتها إلى جانب ما يحدد خيرها بإذن الله تعالى".
وقال "لم يكن المواطن اليمني في تقديري في لحظة من اللحظات في حسبان الحزب الحاكم، لم يعمل لهذا المواطن ولا لخيره، وظن أنه قادر على أن يستمر في تجييش ضعاف النفوس لتحقيق المآرب، ولكن هيهات أن يتحقق هذا، فلا بد من تغيير، ولا بد من يوم يقف فيه الجميع في صفوف الحق، وقد تقدمهم هذا الرجل الشجاع الذي يجب علينا أن نشكره على هذا".
ودعا الأحمر قيادات المشترك إلى الاستمرار ومواصلة ما بدؤوه لحمل لوا التغيير "رأفة بهذا الشعب مما وصل إليه" مشيراً إلى اختيارهم الموفق للمهندس فيصل بن شملان الذي أكد على أن اختيارهم كان دليلاً على "حب وطني كبير وعلى تسامي وترافع عن كل الحسابات الأخرى، فاليمن أولاً واليمن أخيراً، وهذا هو ما دفعهم لمثل هذا الشيء".
ووجه الأحمر نداءه إلى أبناء عمران دعاهم فيها إلى "مناصرة الحق والتغيير الإيجابي الأفضل، فإلى الالتفاف حول مرشح الرئاسة فيصل بن شملان" إلى جانب دعوته لاختيار مرشحي أحزاب اللقاء المشترك في المحليات "الذين اختيروا بعناية كبيرة، ليقدموا خدماتهم الجليلة لأبناء هذه المحافظة المحرومة بالرغم من نضالاتها الكبيرة وبما يحقق الهدف الحقيقي من قيام المجالس المحلية، أما اعتمادهم على الحزب الحاكم فقد جرب لسنوات طويلة ولم يتحقق منه شيئاً".
من جانبه تحدث المهندس فيصل بن شملان في المهرجان قائلاً "يا أبناء هذه المحافظة الباسلة، يا ليوث الشرى، وحماة الوطن، لقد كان لجهادكم مع إخوانكم من المحافظات الأخرى، وقد كان جهدكم هذا حاسماً في تثبيت الوحدة اليمنية، ولكن ثمار هذه الوحدة والجمهورية لم تأت أكلها بعد، بل بقي الكثير منها".
وأشار بن شملان أن ميلاد الجمهورية اليمنية كان أملاً في رخاء هذا الوطن ورقيه وفي مساهمته مع إخوانه الآخرين من العرب والمسلمين في قضاياهم الكبرى "ولكن ذلك لم يتم حتى الآن ولكنه حتماً سيحدث عندما يأتي التغيير الذي ننشده جميعاً".
وقال بن شملان "كان المؤمل في هذه الجمهورية بعد قيام الوحدة أن يرفع الغلاء والبطالة وأن تسود العناية الصحية" مستدركاً بالقول "أيها الإخوة اليمن درع الجزيرة العربية وحامي بوابتها الجنوبية، ولذلك يتوجب عليه أن يكون وطن قوي".
وأكد على تكراره المستمر في خطاباته "أن الوطن القوي لا يكون إلا بالمواطنين الأقويا".
وتطرق بن شملان إلى مشاكل الثأر في المحافظة وغيرها من المشاكل التي وعد بحلها.