انعقاد مؤتمر إطلاق الاستراتيجية المحلية للنساء بمأرب. بإسم الرسول الأعظم الحوثيون يغتصبون منزلا بالقوة ويضعون عليه اسم النبي تركيا ترسل فريق بحث إلى سجن صيدنايا سيء السمعة تتبع سلالة كوليرا شديدة المقاومة للأدوية ظهرت أولاً في اليمن ثم انتشرت في عدة دول ثروة ''آل الأسد'' كيف حصلوا عليها ومن يديرها؟ ترامب يخطط لحرمان أطفال المهاجرين من حقهم في الحصول على الجنسية الأميركية.. هل ينجح ؟ ولايات أمريكية تضربها عواصف مدمرة وأعاصير مع تساقط كثيف للثلوج سفارة واشنطن: ناقشنا مع العليمي مواجهة الحوثيين داخل اليمن وخارجه أول ثمار إسقاط نظام الأسد.. زيادة 400% في رواتب الموظفين زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر درجة يضرب دولة عربية
مأرب برس - خاص
حسب ما تناقلته الصحف المحلية مؤخرا بأن حسين الأحمر أستطاع أن يجمع حوالي خمسة وثلاثون ألف من رجال القبائل المسلحين ، ثم أمتشق المنبر وتعالى صوته ضد نظام كان هو وعائلته أهم مؤسسي ثقافته البدائية والتي تعود بقوانينها إلى ما قبل الأنسنة والتطور من مرحلة الكهوف إلى حالة الوعي واليقظة العقلية ، سبب هذه الصيحة المضرية كانت حول رفضه أن يطبق عليه القانون أسوة بسواه إذ أنه رفض أن يتخلى عن السلاح وعن المرفقين داخل العاصمة صنعاء ، بل أن من يلاحظ ردة فعل حسين الأحمر المتشنجة والغير متوائمة مع الحدث ذاته قد يلحظ حالة الذهول التي اعترته لأنه يعتبر نفسه شيء مختلف عن الآخرين وسليل أسرة نقية ومن غير المنطقي والمعقول أن يطلب منه ما يطلب من الآخرين .
قبل عام تقريبا من الآن تنافخ بعض كتاب المعارضة فرحا بحميد الأحمر كونه خرج معارضا ضد الرئيس وقدموه وكأنه النموذج المختلف صاحب الرؤية المدنية حتى وأن كان من أسرة إقطاعية نمت وترعرعت وزاد ثرائها من خلال الامتيازات التي أخذوها من الدولة على حساب الشعب ، فحميد الأحمر في نظرهم كان الرجل المناسب الذي خلع أرثه متجها نحو المدنية ، لكن وما أن كتبت قصيدة هجاء في حقه على أحد الصحف الرسمية حتى قام وبكل سهولة بالاتصال على رئيس تحرير تلك الصحيفة مهددا إياه بالقتل فيظهر حميد الأحمر كما هو ، متعالي عن الأطر القانونية وعن الأعراف الصحفية وضاربا عرض الحائط بكل ما كان ينادي به أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية .
لذا حالة التوائم في منهجية التصرف ألتي نراها تسري بين أبناء الأحمر هي حالة طبيعية حيث للأعراف القبلية قداسة لا تعلوها أي ثقافة أخرى ، وكيف لا وهم أكثر المستفيدين من هذه الأعراف التي تمنحهم نفوذا وسلطة وتجيش أعداد ضخمة من الرجال المسلحين في أي لحظة والذين يدينون لهم بالولاء التام ، وكنتيجة منطقية علينا أن نستوعب جيدا وأن نفهم بعمق سبب تخلف هذه البلاد التي أعطتهم الكثير بينما لا تذكر لنا الوقائع شيء منحوه لهذا الشعب البسيط والذي يعد من أكثر شعوب العالم فقرا .
أذا حسين الأحمر هذه الأيام غاضب ويتوعد بمؤتمر ثالث بخمر ليعيد حسب قوله الثورة اليمنية إلى مسارها الصحيح ، وكأن هذه الثورة سلكت طريقا سليما ثم انحازت عنه ! بينما كل ما في الأمر هو تضارب مصالح بينهم وبين النظام الحالي ، فاضطروا إلى اللجوء إلى القبلية التي ظلوا ينفخوا في كيرها إلى وقت الحاجة والي متى ما شعروا بأن الأمور لم تعد لهم كما يجب ، وأحسب أن هذا الوقت هو الزمان الملائم لابتزاز البلاد إذ انه من الواضح أن زمام الأمور بدأت تفلت من يد الرئيس الذي يخرج من مصيبة دون أن يعالجها بالشكل الصحيح ليقع بأخرى أشد ضراوة من سابقتها ، بينما كل هذا الضجيج الذي أفتعله حسين الأحمر لم يأتي لنا بما يريده فعلا ، فأن كان غيورا على وطنه وعلى ثورته اليمنية كما يدعي ، فأين كانت كل تلك الغيرة خلال السنوات العجاف الماضية .
لو أخبرت أي إنسان غير يمني طبعا بأن سبب غضب حسين الأحمر كان بسبب منعه التجول في عاصمة البلاد بسلاحه وبمرافقيه لما صدقك أحد ، وعليك أن تسرد له مضطرا تاريخ اليمن الحديث وطبيعة الحياة بها ، ومع ذلك لن يصدقك ، لأنه من غير الطبيعي والمنطقي ما نراه الآن أو نجد له تفسيرا سوى أنها عنجهية مقززة اعتادوا عليها ولم يردعهم أحد عنها بل أنهم تربوا عليها وأن أي تصرف آخر قد يعتبر في نظرهم شيء من الخنوع والذل والمس بكرامتهم .
اليمن في ورطة وتسابق القبائل لعقد مؤتمراتها خير دليل على ذلك ، فحين تجد القبيلة متنفس لها لتجمع مئات الآلاف شاهرين أسلحتهم في وجه النظام دون أن يمس أحد منهم ، بينما يستدعى الجيش لقتل المواطنين الذين خرجوا بمظاهرات سلمية ومدنية، هي علامة شديدة الوضوح على أن هذا النظام لا يفهم سوى لغة الغاب التي هو أشتهر بها وأسسها كخط وحيد للتفاهم وتسلق المناصب والنفوذ في اليمن .
وهذه الورطة ألتي تغولت في التربة الوطنية وأصبح كل من لا يلتجئ إلى قبيلة يداس بالأقدام ستقف عثرة لعقود من الزمن أمام أي محاولة لصنع عجلة التمدن ، كما أن معالجتها تحتاج إلى انتظار أجيال متتالية وصبر لا ينتهي ، بمعنى أكثر دقة أنها تحتاج إلى كسر وتجبير من جديد .
أعول كثيرا على مثقفي اليمن وفي هذه اللحظة بالذات لسن أقلامهم لمحاربة هذه الظاهرة وعدم التوقف عن نقدها ورفضها حتى وأن كانوا من النخب المعارضة للنظام خاصة أن هذه الظاهرة هي أحد أهم أعمدة بقاء هذا النظام الذي هو الآخر يستدعي القبيلة كلما شعر أن سطوته في البلاد قد اهتزت والذي ظل يضرب قبيلة بأخرى غاضا النظر عن نتائجها المستقبلية والذي يقبل أن يهمش القانون مقابل ذبح ثور أمام مستشفى كما حدث في ذمار أو كما حدث سابقا مع مقتل الرعوي في أحد السجون ذبحا .
وعلى المثقف ألذي يؤمن بأن هذا البلد هو ملك للجميع وليس للمشائخ فقط أن يعري هذا التخلف ويصر على رفضه إياه مهما كانت العواقب التي سيجنيها ، لأن الأمر أصبح فوق ما لا يمكن السكوت عليه ، وأن القبلية وحتى الآن لم تأتي بالخير على أحد سوى على بعض المتنفذين الذين هم على أتم الاستعداد لحرق البلاد متى ما شعروا بأن مصالحهم تضررت .