الشيخ الأحمر في حوار مثير مع الشرق ألأوسط
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 17 سنة و 11 شهراً و 29 يوماً
السبت 23 ديسمبر-كانون الأول 2006 06:25 ص

قال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب اليمني وزعيم حزب الإصلاح، ثاني اكبر الاحزاب اليمنية، إن المؤتمر العام الرابع لحزبه، الذي سيلتئم في صنعاء في فبراير (شباط) من العام الجديد، سينتخب قيادة جديدة تقود الحزب في السنوات المقبلة، وفقا للنظام الداخلي الخاص بهذا الحزب المعارض.
و قال في حوار مطول أجرته معه «الشرق الأوسط»، في منزله , إن المنتسبين إلى حزب الإصلاح يتمتعون بمرونة عالية ويخضعون للنتائج الديمقراطية، ووصف المحطات التي مر بها الحزب منذ الاعلان عن نفسه منذ 16 عاما، بأنها كانت مليئة بالتحديات والمعوقات والمتاعب، لكن حزبه خرج من هذه التجربة باكتسابه القدرة والكيفية التي يعالج بها تحديات المستقل
. ومن ابرز الأمور التي يتعين على هذا المؤتمر الحزبي الانتخابي معالجتها المسألة التنظيمية، وهي قضية لا تخص حزب الإصلاح، بل هي موجودة في كل الأحزاب السياسية، وسينتخب المؤتمر العام الرابع هيئة عليا جديدة، وهي بمثابة المكتب السياسي، كي تخلف الهيئة التي ستحل فور انتخاب القيادة الجديدة، وينتخب مجلسا للشورى، الذي يعد اللجنة المركزية وأمانة عامة بدلا من الأمانة الحالية.

وحول موقف حزب الإصلاح من دور المرأة في مكونات الحزب، قال الشيخ الأحمر، إن الإصلاح منفتح على المرأة أكثر من جميع الأحزاب السياسية الموجودة في الساحة السياسية اليمنية، وإنه لا توجد ممانعة في الأوساط الإصلاحية من أن تتبوأ المرأة مختلف المواقع القيادية في الهيئات الحزبية في حزب التجمع اليمني للإصلاح. ووصف علاقات حزبه بالحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام، بالعلاقات التاريخية والثابتة. أما العلاقات بأحزاب اللقاء المشترك، التي يتصدر هذا التكتل الحزب الاشتراكي، إلى جانب حزب الإصلاح، فقال إنها علاقات استدعتها الظروف والضرورات، لكنها علاقات حسنة وتتسم بالتعاون والوضوح والشفافية. وأشار الشيخ الأحمر إلى أن اليمن في طريقه إلى الشراكة الحقيقية في علاقاته بدول مجلس التعاون الخليجي، بعد مؤتمر المانحين، الذي انعقد في لندن، مشيرا إلى ما تدعو اليه دول المانحين بدخول اليمن في إصلاحات، اكثر من ذي قبل، واهمها في النواحي الاقتصادية، التي يحدث فيها الفساد. ودعا حماس وفتح الفلسطينيتين إلى عدم الانزلاق إلى الهاوية في الصراع الجاري في فلسطين. وتطرق الحوار إلى العديد من الملفات الساخنة في الساحة العربية والدور الاميركي فيها.

 وفي ما يلي نص الحوار:

* متى سيلتئم المؤتمر العام الرابع لحزب الإصلاح، وما هي القضايا التي سيقف أمامها؟

ـ المؤتمر العام الرابع لحزب التجمع اليمني للإصلاح سينعقد في النصف الثاني من شهر محرم القادم، أما القضايا التي سيقف أمامها هذا المؤتمر، فهي قضايا الساعة الداخلية والخارجية.

* ما هي التحديات التي تواجه حزب الإصلاح في هذا المؤتمر؟

ـ التحديات التي تواجه حزب الإصلاح هي التحديات التنظيمية، وهي من الأمور التي توجد في كل الأحزاب، أما التحديات على المستوى المحلي والداخلي لليمن، فهي ما يحصل أيام الانتخابات، وقد تجاوزناها، واهم التحديات الراهنة هو وضع الشعب الفلسطيني وما يعانيه من الاحتلال الإسرائيلي، وهذا الاهتمام من حزب الإصلاح بقضية الشعب الفلسطيني، لانه يعتبرها قضية جميع العرب والمسلمين.

* بعد 16 عاما من إعلان حزب الإصلاح عن نفسه كحزب سياسي، ما هي المحطات الرئيسية التي مر بها طوال هذه الفترة، وماذا استفاد من هذه التجربة؟

ـ مر حزب التجمع اليمني للإصلاح بمحطات كبيرة وكثيرة، أنتم تعرفونها، وبلا شك فقد استفاد من عناصر تلك التجربة، بما مر به في تلك المحطات من متاعب ومعوقات واحراجات، لا أول لها ولا آخر، ونحن مستعدون في حزب الإصلاح للتعامل مع أي صعوبات في المستقبل.

* ماذا عن التغيير الذي يحمله المؤتمر في قيادة حزب الإصلاح؟

ـ إذا كان هناك ما يدعو لتغيير، فعلى كل حال، حزب الإصلاح وكوادره يخضعون للديمقراطية، وأمورهم داخل الإصلاح تسير بالمرونة والديمقراطية.

* القيادة الحالية ستنتهي فرصتها الأخيرة بانعقاد المؤتمر العام الرابع وهو يتطلب انتخاب قيادة جديدة؟

ـ القيادة الحالية في حزب التجمع اليمني للإصلاح أدت دورها والباب مفتوح للانتخابات من جديد.

* هل ستدفعون نحو انتخاب قيادة جديدة؟ 

 هذا ما نتجه إليه إن شاء الله.

* ألا يعني ذلك أنكم تتجهون نحو انتخاب قيادة شابة في حزب الإصلاح؟

ـ الخير موجود في حزب الإصلاح وشباب الإصلاح فيهم البركة.

* فيما لو طلب من الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الترشح من جديد في قيادة الإصلاح، ألا يتطلب ذلك تعديلا في النظام الداخلي؟

ـ ذا السؤال سابق لأوانه.

* بعد المعركة الانتخابية الحادة التي خاضتها السلطة والمعارضة، كيف تقيمون علاقات حزبكم بحزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك؟ 

 علاقاتنا في حزب الإصلاح بحزب المؤتمر الشعبي العام علاقات تاريخية ومتينة وثابتة، وعلاقاتنا بأحزاب اللقاء المشترك علاقات جديدة استدعتها الظروف والضرورات.

* ماذا تقصدون بالضرورات؟

ـ أقصد بالضرورات الظروف المعيشية.

* ما القصد السياسي من هذا؟

ـ الظروف التي يمر بها اليمن والعالم العربي.

* هل تعتقدون أن حزب الإصلاح ربح من علاقاته بأحزاب اللقاء المشترك؟

ـ لسنا في مجال تقييم الربح والخسارة.

* هناك من يقول ان خسارة الإصلاح في الانتخابات الأخيرة، خاصة المحلية، يعود إلى تحالفه مع اللقاء المشترك ماذا تقولون؟

ـ لا أستطيع أن أثبت ولا أنفي.

* قضية المرأة من الأمور المثارة في أي انتخابات، فالبعض يرى أن حزب الإصلاح ينظر إلى المرأة على أنها ناخبة وليست منتخبة، كيف تردون؟

ـ على العكس، حزب الإصلاح منفتح على المرأة أكثر من الأحزاب الأخرى كلها، سواء أكانت المرأة ناخبة أم منتخبة.

* هل تتوقعون أن يرتفع مستوى التمثيل للعنصر النسائي في الهيئات القيادية القادمة لحزب الإصلاح؟

ـ حزب الإصلاح لا يمانع في انتخاب المرأة في مختلف الهيئات الحزبية فيه، وعندئذ المرأة هي وحظها.

* هذا يعني عدم تمكينها والأخذ بيدها؟

ـ هذا ما قبلنا به، وهو الاعتماد على ذاتها، وإذا كانت هناك من تطمح من النساء إلى المراكز القيادية، فلا يوجد في الإصلاح من يقف أمام هذا الطموح، ولن يقف الإصلاح ضد المرأة على الإطلاق.

* صارت قضية تنظيم السلاح في اليمن من الأمور، التي تظهر أحيانا وتختفي أحيانا أخرى، لماذا يحدث ذلك بنظركم؟

ـ لا توجد قضية في قانون حمل السلاح في اليمن، فقبل 12 عاما صدر قانون تنظيم وحمل السلاح، بعد قيام الوحدة اليمنية المباركة مباشرة. وهو قانون متكامل وفيه تنظيم لحمل السلاح وتنظيم لحيازته، ولكن وزارة الداخلية لم تطبق هذا القانون وتقدمت بمشروع لقانون جديد قبل أن تطبق القانون الاول، فالمفروض من وزارة الداخلية تطبيق القانون الأول، ثم إذا ما كانت هناك من دواع موضوعية تدعو إلى إدخال تعديلات فترسل التعديلات إلى مجلس النواب لمناقشتها وإقرارها.

* هل يقال إن أمورا غير منظورة في هذا السياق؟

ـ وزارة الداخلية وبعض أعضاء في الحكومة يريدون أن يدخلوا إلى البيوت ليفتشوا ما فيها تحت مظلة حيازة السلاح، ولكن في الواقع ليس هناك ما يدعو إلى قانون جديد لحمل السلاح.

* هناك تطورات على ساحة التنمية في اليمن، مؤتمر المانحين الذي التأم في لندن، ومن أبرز المانحين دول مجلس التعاون الخليجي، هل تعتقدون فعلا إن اليمن في هذه العلاقات انتقل من الجيرة إلى الشراكة؟ 

 هذا هو ما تم في مؤتمر المانحين في لندن، وقد سمعنا ذلك جميعا أثناء انعقاد المؤتمر وتصريحات الرئيس علي عبد الله صالح وتصريحات بعض القادة من دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن الان في اليمن في طور الشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي.

* هناك من يدعو من دول المانحين إلى إحداث إصلاحات حقيقية في اليمن، ما وجاهة تلك الدعوة؟ وهل هذه المطالب تختلف عن الإصلاحات السابقة؟

ـ هذه الإصلاحات مطلوبة، وقد سمعنا من الدول المانحة، ضرورة إحداث هذه الأمور، وهذه الإصلاحات مطلوب من الحكومة أن تقوم بها، والرئيس كان قد صرح بضرورة القيام بها، وقال لا بد من الإصلاح وستكون هذه الإصلاحات أكثر صرامة، والاهم في هذا هو الإصلاح الاقتصادي، فالنواحي الاقتصادية هي التي يحدث فيها الفساد والعوث واللوث.

* أنتم كحزب كبير في اليمن كيف تنظرون إلى ما نفذته الحكومة في مجال الإصلاحات لأكثر من عشر سنوات؟

ـ نحن في حزب الإصلاح ننظر إلى أن الحكومة لم تخط حتى الان الخطوات المطلوبة، وما أحدثته من إصلاحات هو أقل من المطلوب.

* يقال إن الساحة الفلسطينية من الملاعب التي تدار فيها الصراعات بين قوى إقليمية ودولية كيف تنظرون إلى هذا؟

ـ ما يحدث في فلسطين هو تأمر إسرائيلي اميركي أوروبي على القضية الفلسطينية، وقسم المتآمرون الفلسطينيين إلى معتدلين ومتشددين، كما قسموا الدول العربية إلى دول معتدلة وأخرى متطرفة، فالمعتدلون هم المستسلمون والمتشددون هم الثابتون.

* لكن هناك طرحا جديدا من حماس، قاله أبو مازن، بموافقتها على قيادة دولة فلسطينية في أراضي 67 وعقد هدنة مع إسرائيل لمدة 15 عاما، ففيما تختلف حماس عن فتح في هذا؟

ـ أما هدنة لمدة 15 عاما، فانا لا استوعب مثل هذا الطرح، ولكن ما يجري هو التآمر، على حركة حماس وعلى الديمقراطية التي جرت في فلسطين.

* باعتبار العلاقة بينكم وبين حماس ماذا تقولون في خضم التوافق الدولي ضد حماس؟

ـ الشعب اليمني كله مع حماس، ولكل اليمنيين علاقة بحماس وحماس على الحق وغيرها على الباطل.

* ولكن كيف يمكن تلافي الصدام بين حماس وفتح؟

ـ هذا الذي لا نتمناه ونرجو من قادة حماس وقادة فتح الحرص الشديد على عدم الانزلاق إلى الهاوية.

* وماذا عن الوضع اللبناني بما فيه من تعقيدات؟

ـ التآمر على لبنان، لا يبتعد عن التآمر الجاري على فلسطين، والولايات المتحدة هي التي دفعت بالأمور إلى ما وصلت إليه الحالة الراهنة في لبنان، وهي التي دفعت بالأمور إلى ما وصلت إليه في فلسطين، والولايات المتحدة هي التي ألبت حلفاءها في لبنان على أشقائهم السوريين، ثم حلت في لبنان في المحل الذي كان فيه السوريون.

* هل يعني ذلك أن ما يحدث أصبح الناس تجاهه مسلوبي الإرادة ؟

ـ الولايات المتحدة هي التي أوصلت اللبنانيين إلى ما أوصلتهم إليه، وبالتالي يقطعون حبالهم مع الأشقاء.

* ماذا عن المخرج مما يحدث؟

ـ المخرج في لبنان هو تدخل عربي واستمرار الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مساعيه لحل الأزمة.

* وماذا عن الوضع في العراق وهل فشل مشروع الشرق الأوسط الكبير؟

ـ أما الوضع الراهن في العراق فلا يستطيع احد أن يفسره، لكي ينظر إلى ما هو المخرج للشعب العراقي مما وقع فيه ونتيجة للتعقيدات في الواقع العراقي فحتى جهود المخلصين إزاء ذلك قد أصبحت غير قادرة على إخراج العراق، إلا إذا قامت الدول العربية بضغط على الولايات المتحدة كي تنسحب من العراق وتترك العراق لإرادة الله وحمايته هذا هو المخرج الأساسي.

* لكن الكثيرين يقولون إن خروج الأميركيين أخطر على العراق من بقائهم فيه؟

ـ ولكن ماذا أفاد الوجود أو البقاء الاميركي في العراق؟ فما يجري في العراق من أعمال رهيبة يتم تحت سمع وبصر الأميركيين، أما المشروع الاميركي للشرق الأوسط الكبير أو الجديد، فقد فشل ولن يمر، وهذا الفشل يعود إلى إن الاميركيين تهوروا واستبسطوا الأمور في عواقب احتلالهم العراق، فوصلت الحالة إلى ما وصلت إليه الان وستصل مستقبلا إلى أسوا مما هو جار حاليا على الساحة العراقية.

* اليمن شهد حربا دامت 5 سنوات بين الملكيين والجمهوريين، ثم جرت مصالحة بعد ذلك ألا يمكن للعراقيين أن يتصالحوا ويخرجوا مما هم فيه؟ 

ـ لا ليس الأمر هكذا في العراق، فما حدث في اليمن يختلف عما حصل ويحصل في العراق، فلا توجد مقارنة أو تشابه، فالحرب التي حدثت في اليمن لم تكن حربا طائفية أو مذهبية، بل كانت حربا سياسية بين النظام الجمهوري والنظام الملكي البائد.

* وما يجري في العراق هو صراع سياسي أليس كذلك؟

ـ الصراع العراقي الحالي هو صراع سياسي، هو صراع مذهبي، وهو صراع طائفي، وبه كل أشكال الصراعات.

* اليمن يهمه ما يجري في القرن الأفريقي؟

ـ نعم ما يجري في هذه المنطقة الحساسة يهم اليمن بدون شك، لكن ما يحدث في القرن الأفريقي هو أهون بكثير مما يحدث في العراق وفلسطين، وما يجري في منطقة القرن الأفريقي هو من صنع الولايات المتحدة.

* ماذا عن دور اليمن في حل القضية الصومالية، وهل من دور عربي إلى جانب اليمن؟

ـ الدور اليمني في السعي لحل القضية الصومالية، دور شريف، ثم ان الدولة المؤهلة للعب دور مساند للدور اليمني، هي مصر، وبإمكانها أن تكمل الجهد اليمني، كما ان السودان كان بإمكانه أن يقوم بمثل هذا العمل، لكن السودان غارق في مشاكله التي أوجدتها له الولايات المتحدة، فأميركا وراء كل شر وبلاء ضد العالم العربي والإسلامي.

* أنتم تقولون إن اميركا وراء كل شر، فماذا تقولون في التحالف اليمني الأميركي في مكافحة الإرهاب؟

ـ اليمن لا يجني من هذا التنسيق إلا الشر، ولا يستفيد من هذا الأمر. أما في ما يتعلق بما يسمى محاربة القاعدة، فصاحب الدار أدرى بالذي فيه، فإذا ما كان مثل هذه العناصر يشكل خطورة على الأمن اليمني فنحن اكثر خبرة من غيرنا بالمعالجة في هذه القضايا.

مشاهدة المزيد