شهداء في جباليا والاحتلال ينسف المنازل بجنوب غزة وشمالها الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد ..
في قراءة تأملية فاحصة لما يجري في ساحات وميادين التغيير باليمن - منذ سقوط ثاني الأصنام التي هجنت الشعوب العربية وجعلتها فريسة للفساد والعبث والفوضى والتسلط بل وجعلت منها شعوبا محبطة خائفة ذليلة منكسرة – توصلت إلى استنتاجات قد تكون واقعية بنسبة كبيرة، وقد تكون أبعد قليلا.. لكنها تظل في محيط ما يجري.. ولا تبتعد عنه بأي حال من الأحوال.
في ميادين وساحات التغيير المطالبة بالرحيل وإسقاط النظام تتواجد جموع يحدوها - من حيث المبدأ - الطموح المشروع في الخلاص من حكام يرون فيهم عنوانا للكثير من علامات الإفلاس السياسي الشامل. وهذه الجموع تتألف من تنظيمات وفرق وفئات يمكن تقسيمها على النحو الآتي:
- أعضاء التجمع اليمني للإصلاح (جماعة الإخوان)، ويمثلون 30%.
- أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني وعناصر الحراك الجنوبي، ويمثلون 10%.
- أعضاء الحزب الناصري، ويمثلون 10%.
- أعضاء حزب الحق والحوثيون، ويمثلون 10%.
- الشباب المنتمون للأحزاب الأصغر والمستقلون، ويمثلون 15%.
- المتعاطفون والمستقيلون من المؤتمر الشعبي العام، ويمثلون 5%.
- مجموعة من الفاسدين الذين كانوا شركاء فاعلين في وصول اليمن إلى ما وصلت إليه وكأنهم يقومون بإعادة التموضع ترقبا لكل الاحتمالات، وهؤلاء يمثلون 5%.
- القبائل والانتهازيون والمتربصون من أصحاب التجارب المعارضة - فيما سبق من عمر الجمهورية - لدولة المؤسسات والنظام والقانون، ويمثلون 10%.
- المرتزقة والمأجورون من أفراد بعض القبائل القادمون على نفقة بعض المشايخ وهؤلاء يماثلون من حيث الضمائر الميتة والولاء من يطلق عليهم مسمى البلاطجة لدى الطرف الآخر، ويمثلون 5%.
وجميع هؤلاء بنسبهم التقريبية المختلفة لا يتجاوز عددهم الفعلي ثلاثة ملايين شخص في عموم المحافظات التي تتواجد فيها ساحات التغيير والاعتصامات.
أما في الجانب الآخر الذي يقف سندا ودعما للحاكم بمبادراته المتتالية، وهم أيضا يطمحون فعليا في الخلاص من مرحلة حرجة يرونها فترة مرضية مترهلة أوصلت البلد إلى هذا النفق المظلم، فيمكن تقسيمهم على هذا النحو:
- محبون ومخلصون للحاكم لقناعتهم بإنجازاته مهما كان حجمها، ويمثلون 10%.
- مسؤولون وقيادات مدنية وعسكرية نافذة تخشى سوداوية المستقبل، ولا تمتلك القدرة على إجابة السؤال: من أين لك هذا؟ في حال سقوط النظام ونجاح الثورة، وهم يمثلون 10%.
- عناصر سلبية من تلك التي تمارس الفساد، وتعشق المال العام حين تأت المكرمات والعطايا وتؤمن بفكرة (الفود أو الفيد) ولا يعنيها أمن واستقرار الوطن أو خرابه، وهم يمثلون 25%.
- متعاطفون مع الحاكم ومؤيدون لمبادراته خوفا من المصير المجهول في حال انزلقت الأوضاع إلى لغة البنادق، وهؤلاء يقرءون ما يجري من زاوية متناقضات ما تحتضنه مخيمات الساحات المطالبة بالتغيير، ويمثلون 55%.
ويمكن تقدير عدد هؤلاء بحوالي خمسة ملايين شخص كحد أعلى.
أما الأغلبية الصامتة أو المتفرجة التي اكتفت حتى الآن بالمتابعة لما تبثه الفضائيات وما تنشره وكالات الأنباء وهم في الحقيقة السواد الأعظم من جموع أبناء اليمن، فيمكن تقسيمهم إلى ثلاث فرق:
- فريق مع فكرة وطموح وحلم التغيير بطريقة سلمية ديمقراطية، وفقا لرؤية الحاكم، ويمثلون 50%.
- فريق متعاطف مع شباب الثورة المطالب بسرعة الرحيل، لكنه يخشى همجية وعنجهية بعض المغامرين ذوي الماضي السيئ الذين يتدافعون إلى الساحات لأغراض مريبة، ليست بعيدة - من وجهة نظرهم - عن هواجس التمزق والتشظي والفوضى والحرب الأهلية، ويمثلون 30%.
- فريق خامل وسلبي يتعاطف مع الحاضر بكل ما فيه من فساد أو تدني طالما لم تحدث تطورات أسوأ تنهار معها دماء إضافية وتتساقط فيها أرواح بريئة من فلذات وأبناء الوطن، وهؤلاء يمثلون 20%.
ومجموع تعداد الأغلبية الصامتة يتجاوز الخمسة عشر مليونا.
فهل تعني هذه المؤشرات والقراءات أننا بالفعل أمام تجربة مختلفة تماما عن تجربة الثورتين التونسية والمصرية؟ وأن على أبناء هذا الوطن العظيم أن يختاروا أسلوبا مختلفا للمعالجة؟
هل يدرك الساسة وأصحاب القرار الذين يحركون الساحات والميادين أن المسألة أشبه ما تكون باللعب بالنار؟ هل يعلمون أن ثقافة تبادل الاتهامات وتعميم ثقافة الانتهازية والزج بالشباب في أتون معركة غير متكافئة قد يعجل بتحقيق الصوملة المقيتة؟ أم أن لهم رؤى مختلفة تجعل من الاستمرارية أسلوبا وطريقة قد تتمخض عنها تحولات وقناعات تعيد للشباب ألق تطلعاتهم في تحقيق ثورة سلمية راقية؟
حقيقة لا أخشى العقلاء, فهم أكثر فهما واستيعابا وقدرة على التعاطي وفق فلسفة الحكمة اليمانية, لكنني - وربما يشاطرني البعض تخوفي - أخاف تطرف وحماقات من أفسدوا الحياة وخلعوا ثيابهم المتسخة وارتدوا قمصان الزهد وصاروا ينشدون الدولة الحديثة التي يسودها الإخاء والحب والقانون والسلام!.