عاجل: تفاصيل اجتماع جديد للمجلس الرئاسي بحضور جميع أعضائه أول رحلة سقوط الأسد.. مطارات سوريا تعود للعمل مطار في اليمن سيشهد تشغيل رحلات جديدة مع مصر قصف حوثي عنيف يتسبب في اغلاق شريان تعز معركة برية تنطلق من الداخل.. محلل سياسي يتحدث عن الخطر الحقيقي على الحوثيين وماذا يريدون من الهجمات على إسرائيل الصين تتفوق على أمريكا وتكسر رقما قياسيا في الفضاء.. إليكم التفاصيل 200 ألف جثة جديدة .. . سائق جرافة يكشف عن طريقة دفن الجثث بمقابر جماعية في القطيفة السورية اسعار صرف الدولار اليوم أمام الريال اليمني في العاصمة عدن تنبأ به الراصد الهولندي قبل ساعات.. مفاجأة حول زلزال الـ7.3 بالمحيط الهادي ترتيبات أمريكية بريطانية لعمل عسكري محتمل ضد الحوثيين في هذه المحافظة
قرأت ونحن أمة أقرأ عن أحداث إنسانية متنوعة , وتغيرات مفصلية وقعت على مر تاريخ البشرية , وندبت حظي على صدور قرار خروجي لهذه الدنيا لأواجه حقبة زمنية ومكانية لم أرى فيها لأبناء جنسي وثقافتي سوى الروتين والخنوع والجمود والهزائم والأذلال والفقر والجوع.
تمنيت أن يكون لحياتي كعربي معنى , لدرجة أني فضلت كوني حصاة في العصر الكمبري , سمكة في العصر الكربوني , ديناصور في العصر الجوارسي , نسمة هواء في العصر الطباشيري , أو حتى عامل من عوامل التعرية في العصر الإيوسيني لعل ذلك يجعل من ذرات جسدي العربية شيئا ما ذو فائدة بدلاً من كوني زائد على هذه الحياة لكوني عربياً.
تخيلت لو أني من جيل أكاديمية أفلاطون وسقراط وأرسطو , تمنيت كوني من أبناء جيل الخالدين أبوبكر وعمر وعثمان وعلي , راودتني نفسي بأني من جيل العارفين الرازي والخوارزمي وابن الهيثم وابن رشد , حلمت بعضويتي في جيل الحداثيين مونتسكو وجون لوك و روسو وفولتير وكانط , رغبت في كوني فرداً في جيل الثائرين جيفارا ولينين وعبدالناصر ولوممبا.
قرأت عن تاريخ العرب لكوني عربياً فوجدته يحكي عن بطولات في مشارق الأرض ومغاربها , قرأت عن تاريخ أرض العرب فوجدتها مهبط للديانات السماوية وحضارات البشرية , قرأت عن طبيعة أرض العرب فوجدتها مخزون للثروات الطبيعة من مياة ومعادن وبترول وغاز , قرأت عن تاريخ اليمن لكوني يمنياً فوجدته يحكي عن روائع حضارات إنسانية من قتبان وسبأ الى حضرموت وأوسان وأخرها حمير , قرأت وقرأت وقرأت ... ولم أجد مبرراً واحداً يقنعني ويجيبني عن سؤالي : لماذا أخجل اليوم لكوني عربياً !؟
وجدت نفسي أخيراً مجبراً للبحث عن أجابة تقنعني , ووصلت الى نتيجة مفادها : نعم , أخجل وايأس لكونك عربياً وأخفض رأسك يا عربي , فأنت فرداً في جيل الطافرين حسني وصالح والقذافي وبن علي والبشير...الخ
رجعت الى أحلامي لعلها تعطي لعروبتي معنى , وضعت رأسي على مخدتي الغربية الصنع , وبدأت أحلم أن الفاروق عمر ينزل من السماء لنجدتنا , لعل بن الوليد يقبل علينا من بحر العرب بجيوشه ليعيد لنا كرامتنا , لعل الأيوبي يقوم من قبره ليوحدنا وينجدنا, وفجأة وأنا غارق في منامي سمعت منادي ينادي : يا عربي يا عربي آن الأوان. فصحوت وقلت : من أنت ؟ . فأجاب : عربي . فقلت له : الفاروق او الأيوبي او خالد . فقال : لا هذا ولا ذاك . فقلت : اذا أنت كابوس عربي آخر. فقال : بل ناقوس عربي , أنا من واقعكم وشارعكم وحياتكم , أنا من بيتكم وحارتكم ومسجدكم , أنا الكرامة والحرية , أنا العدالة الإنسانية , أنا جيل البوعزيزي , فألعن احلام السماء البحار والقبور , وأرفع رأسك للعالم أجمع وأعلنها مدوية ..... "عربياً أنــــا" ولا تخجل بعد اليوم , ولا تحدثني عن عواقب التغيير قبل أن تعيش حلاوته والا صنفت مجدداً من جيل الطافرين.