إلى فخامة الرئيس.. رئيس الحكومة فاشل وقراراته تضر بالسلم الاجتماعي
بقلم/ صحفي/محمد الخامري
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 17 يوماً
الخميس 01 إبريل-نيسان 2010 01:25 م

لا أدري بأي وجه اجتمعت حكومتنا "غير الرشيدة" قبل أمس الأحد وأقرّت فرض رسوم إضافية على بعض السلع التي أسمتها بالترفيهية..!!

في الوقت الذي يئن فيه الشعب اليمني المنكوب بهذه الحكومة من وطأة الغلاء وانعدام المواد الأساسية، تفاجئنا هذه الحكومة وفي غفلة من الرئيس المشغول في ليبيا بهموم الأمة وإصلاح الوطن العربي، وفي ليلة غاب عنها القمر، تفاجئنا بجرعة "تمهيدية" تزيد من وطأة الهموم التي خصّ الله بها المواطن اليمني المسكين عن غيره من مواطني المنطقة برمتها..

- هل انتزع الحياء من وجوه وزرائنا، هل ذهب الخوف من الله من قلوبهم، هل تبلدوا إلى درجة أصبحوا معها لايحسون بسخط الشعب وأنينه الخافت من شدة الجوف والمرض..

إلى أين تقودنا يادكتور مجور.. هل يمكن أن يصدق فيك المثل السائر "إذا كنت رايح كثر بالفضائح".. لقد أصبحت اليمن مقبرة المنح والهبات ومع ذلك لا يظهر شيء على ارض الواقع، أين تذهب المنح الدولية، والقروض التي سيتحملها أبناءنا من بعدنا.

- بصريح العبارة يادكتور مجور، وسامحني على صراحتي لأني احترمك شخصيا وأنت تعرف هذا جيدا، لكني أخاطبك الآن كرئيس للوزراء، وكمسئول عما وصلنا إليه.. أنت فاشل يادكتور مجور، وسياستك فاشلة، ووضعك أصبح مخزي في كرسي رئيس الوزراء الذي لم تستطع أن تملأه منذ اليوم الأول لجلوسك عليه، ومصيبتك انك جئت بعد رئيس وزراء كان ملء السمع والبصر، وبعدها "استبدلوا برأس الجمبية جعنان" كما قال احد كبار السن عندما سألته عن رأيه في تعيينك رئيسا للوزراء، ولم آخذ رأيه هذا على محمل الجد إلا بعد فترة من ممارستك لمهامك في المنصب، وتحديدا منذ ضاق الخناق علينا وارتفعت الأسعار وأصبح الواحد منا يفكر في مصروف الغد رغم أن الله متكفل به، لكن نخاف انه "إذا نزلت رحمة الله تلقفها الأقوياء"، خصوصا في ظل الفوضى التي نعيشها في عهدك "المجنون"..

الأمور تسير من سيء إلى أسوأ وأنت لاتحرك ساكنا، وبعد أن طفح الكيل واقترب رحيلك "حسب المعلومات الكثيرة وشبه المؤكدة" قمت بعمل مجزرتين وربما أكثر.!!

الأولى كانت اعتماد رفع الفائدة على ودائع البنوك من العملة المحلية لإيجاد حل لمشكلة انخفاض قيمة الريال الذي أهين في عهدك كثيرا، وتفتقت ذهنيتك وذهنية وزراءك ومستشاروك الماليون بهذا الإجراء، كنوع من التعويض عن الإجراء السابق المتمثل في آلية أذون الخزانة التي حققت فشلا ذريعا وحمّلت الدولة عشرات وربما مئات المليارات كفوائد للبنوك والتجار الذين استسهلوا واستساغوا لعبة الحكومة والبنك المركزي ووضعوا أموالهم فيها..

وبعد إعلان فشلها الذريع تفتقت العقلية المالية عن آلية جديدة وهي رفع سعر الفائدة عن ودائع العملة المحلية، وهي وإنْ اختلفت في التسمية والآلية إلا أنها لم تختلف في مشروعيتها فهي ربا، والله سبحانه وتعالى تكفل بحرب من يأكل الربا ومن يشتغل به، وإذا كان القاضي غريمك فمن تشارع فما بالك إذا كان مالك الملك ورب الأرباب وبديع السموات والأرض هو خصمك في هذه الحرب..

هل تتحدى الله يامجور.. ألم تسمع قول الله جل وعلا في كتابه العزيز "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله"، كيف ستقابل الله وأنت أعلنت الحرب عليه، كيف يهنأ لك عيش، أو يطيب لك بال، وأنت من عالج مشاكله بالربا، ألم تسمع قول الله جل وعلا "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْـمَسِّ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا * وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا * فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إلَى اللَّهِ * وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"، ألم تسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم "درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم، أشد من ستة وثلاثين زنية"، وقوله في الحديث الصحيح "الربا ثلاثة وسبعون بابا، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم".

الم تتعظ مما حصل في أذون الخزانة، والذي كان مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي وعد المرابي بالخسارة في أمواله في نهاية المطاف، حيث قال "الربا و إن كثر، فان عاقبته تصير إلى قِِل"..

- أما المجزرة الثانية فهو قرار فرض رسوم إضافية على 71 سلعة قلتم إنها غير أساسية وذات طابع ترفيهي، فهل زيوت الطبخ ترفيهية، وهل بسكويت وكيك الأطفال ترفيه، هل استكثرت على أبنائنا أكل كيك أبو 10 ريال وليس الماركات العالمية التي يأكلها أبناؤكم، هل تريدهم أن يعودوا إلى "قرط الغرب والدخن والدجرة"..

- هل الثوم والزنجبيل والدخن من الرفاهية، هل الصلصة والتمر من الرفاهية، هل تستكثر علينا أن نأكل التمر ونعمل شوية صلصة بين الرز لتغيير لونه بعد أن مُنع عنه اللحم ومشتقاته، هل تعتبر أننا أصبحنا منعمين بالتفاح والبرتقال والجوافة والأناناس والكمثرى، فقمت باتخاذ إجراء وقائي يحد منها رغم أنها غالية ولا يأكلها إلا 10 % من الشعب تقريبا..

- إذا كان البطاط والطماط من الرفاهية والكماليات وأضفتموه إلى القائمة فماذا تنصحونا أن نأكل..!!

لم نستطع شراء الذهب فاتجهنا إلى "الفالصو"، وصدق المثل الذي يقول "يحسدون الفقير على سواد شوالته"، وعندما رأى مجور أن غالبية الشعب اتجه لشراء الفالصو من الإكسسوارات، اتخذ قرارا بفرض رسوم إضافية عليها لرفع أسعارها..

حتى الزبادي صنفه الأخ مجور بأنه من الترفيه، وبالتالي فقد ضمه إلى قائمة المواد التي فرض عليها رسوما إضافية وسيرتفع ثمنها خلال اليومين القادمين، مثله مثل البن، والفراولة، والخوخ والملح والمشمش والليمون، والبصل، هذا الذي يُعد من أغلى الفواكه في العالم "بنظر مجور"، وبالتالي لايجوز لليمنيين الـ"..." أكله لأنهم لو كثروا من أكله (فسينوقوا)، وبعدين تنقلب اليمن كلها إلى "أنكر الأصوات"، لذلك تم اتخاذ عملية استباقية لكل ذلك وتم ضم البصل إلى المواد الترفيهية التي يمكن أن تؤثر على الشعب وعلى مزاجه وتوهمه انه أصبح من الشعوب الاسكندنافية..

سيدي الرئيس.. إن الدكتور مجور يسبح عكس التيار، وارى أن قراراته يمكن أن تعكر السلم الاجتماعي، وتصب في صالح المتمردين على الأوضاع التي وصلت إليها البلاد، وبالتالي فهو يشجع على تفاقم الوضع، وأرى أن تبرز عضلاتك وتمارس صلاحياتك بقرار جمهوري يُعيد الأمور إلى نصابها ويُريح الناس من مجور وحكومته الفاشلة.. فهل تفعلها سيدي الرئيس.

* رئيس تحرير صحيفة"ايلاف" الأسبوعية

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالكريم ثعيل
قبيلة أرحب عنوان للتضحية والصمود والنصر
عبدالكريم ثعيل
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
فضل حنتوس
على خُطى الأسد... الحوثي في مأزق خطير!
فضل حنتوس
كتابات
د.عبدالمنعم الشيبانيالمقامة الحزمية (2)
د.عبدالمنعم الشيباني
المحامي/ أسامة عبد الإله الأصبحيمهنة المحاماة وحماية المحامي
المحامي/ أسامة عبد الإله الأصبحي
محمد عبده السامعيكيف تقتل الحاكم بقلمك...؟
محمد عبده السامعي
د/ محمد حيدرة مسدوستوضيح ثالث للحراك
د/ محمد حيدرة مسدوس
محمد بن ناصر الحزميبيننا وبين المخالفين لنا
محمد بن ناصر الحزمي
مشاهدة المزيد