تدشين عملية فحص وثائق الطلاب المتقدمين لاختبارات المرحلة الأساسية والثانوية العامة في مأرب. مليشيا الحوثي تجبر طلاب الجامعات والمدارس للمشاركة في استعراض عسكري تحت وعود زائفة وتهديدات قسرية - عاجل مزارعو الطماطم في مأرب يواجهون أزمة غير مسبوقة .. تحديات يجهلها المستهلك وتتهرب منها الحكومة بيان لمبعوث الأمم المتحدة حول آليات وخطط وقف شامل لإطلاق النار في اليمن الحوثيون يستثمرون معاناة غزة للدفاع عن نظام الاسد .. إرغام طلاب جامعة صنعاء بترديد هتافات تضامنية مع مخلوع سوريا.. عاجل بمشاركة 100 رجل أعمال من السعودية واليمن.. مباحثات في مكة تحت شعار ''رؤية سعودية وتنمية يمنية 2030'' المشاط يُغضب قبائل عنس ويتجاوز القضاء بقرار عفو عن قاتل موالي لجماعته.. القبائل تصدر بيان وتصف ما حدث بالخيانة عاجل: تفاصيل اجتماع جديد للمجلس الرئاسي بحضور جميع أعضائه أول رحلة بعد سقوط الأسد.. مطارات سوريا تعود للعمل مطار في اليمن سيشهد تشغيل رحلات جديدة مع مصر
أورد الكاتب مروان الغفوري في مقالة له بعنوان "بلدتي كانت الذهب في حقيقته" في صحيفة المصدر معلومة مهمة تجعلني اليوم أكتب عما أجلته كثيراً عن الطب في اليمن. ومفاد المعلومة المجانية كما سماها أن وزير الصحة عبد الكريم راصع تصل قيمة تخزينته إلى 500 دولار تدعونا المعلومة لتقييم مسئولينا ليس من خلال النظام الذي أسند لهم المناصب فقط، وإنما أيضا بناء على بيئة أتوا منها وقيم يحملونها.
أمر مهول بلغة الأرقام, أن تكون تخزينة يوم واحد لوزير الصحة عبد الكريم راصع قيمتها 500$ أمريكي ما يعادل تماما 100 ألف ريالا يمنيا بمعنى أن قيمة ما يتناوله من قات على مدار الشهر يصل إلى 15000 $ أمريكي أي ما يعادل 3 مليون و 150 ألف ريال يمني، مع مراعاة فارق الصرف طبعا.
لا تأتي الصدمة من فعل وزير الصحة من باب من أين لك هذا فالأفضل بالنسبة لي دائما حسن النية، لكن سلوكا كهذا لا يجب أن يعلمه المواطنون عن مسئوليهم وهم في بلد يحيط به الفقر من كل جانب وبالكاد يلقون فيه خدمات رديئة للغاية وكل يوم تحرص على الطلب من الآخرين مساعدتها.
لراصع الوزير وهو سيذهب آجلا أو عاجلا من منصبه، أريد أن أذكر بعض الملاحظات قد تفيده لينتبه أنه مسئول عنها وبإمكانه الذهاب من المنصب برصيد من الحب لدى الناس الذين يطلقون على المستشفيات مسالخ وعلى الأطباء جزارين، مدللين على ذلك بقصص لا آخر لها لقد أصبح الوضع يتعدى (إرضاء الناس غاية لا تدرك) إلى إصرار من الحكومة على تجاهل وإهمال المواطن فمشاكله القديمة هي نفسها الحاضرة.
2
غضب راصع بشدة من المنظمات الإغاثية التي حسب قوله تتباكي في بلاغات لها على وضع نازحي صعدة فيما لا تفعل شيء في الميدان، كان حاسما في تصريحه حين هدد بسحب ترخيص العمل منها لا أدري ما الذي سيفعله راصع أمام الحالات التي تستدعي نفس الصراحة والحزم، من خلال ما سأستعرضه من قصص أحتفظ بأسماء أبطالها:
في صيف 2007 وبعد غيبوبة دامت أسبوعاً توفيت سيدة تبلغ من العمر 45 عاما في قسم العناية المركزة أجريت لها عملية أخطأ فيها طبيب يعمل بمستشفى بصنعاء يعمل بطريقة \"الساعة بخمسة جنية والحسابة بتحسب\" اعترف الطبيب بالخطأ ضمنيا ثم تملص من المسئولية فيما بعد حين طالب بشدة وبإلحاح بباقي أتعاب العملية التي فشل في إنجاحها وتجاوزت قيمتها مليون ريال يمني. أما السيدة فقد كانت على استعداد أن تسبح وتصلي وتدعو لأبنائها لسنوات كثيرة قادمة.
في تعز، مؤخراً اتجه تجار المواد الغذائية لفتح مستشفيات ومستوصفات بمعايير شقق رديئة للسكن ولست محتاجا للتأكد مما ذكرت من مصادر خاصة فالمواطنون يتحدثون عن ذلك في كل مكان إضافة إلى أن هناك مثالا قريبا حول تعامل مستشفيات تعز مع وباء حمى الضنك فقد وقفت جميع المستشفيات مرتبكة و عاجزة أمام هذا المرض. لدرجة أن مستشفى أحتفظ باسمه كان يشخص حالات الملاريا بأنها حمى للضنك ويطلب من المرضى الذهاب للخارج للعلاج.
ذات المستشفى، كان مسرحا لجريمة توفي فيها أحد الأطفال البالغ من العمر 11 عاما إثر نزيف حدث له بعد إجراء عملية لوز، ليس هذا فقط لكن مدير المستشفى وهو طبيب\"تاجر\" كان يريد أن يحمَِل والد الطفل تكاليف العملية وأجرة ثلاجة المستشفى، لولا رفضه ذلك وقام بالاعتصام وهدد بالانتقام لدم ابنه. وانتهى الأمر بتنازل والد الطفل الذي أدخل ابنه حيا وأخرجه بفضلهم ميتا. وقد أجبر صاحب المستشفى على دفع تكاليف جثة ابنه في ثلاجة الموتى مسلما أمره لله. أهم ملاحظة يمكن أن تسمعها عن مستشفيات تعز أن مستشفيات صنعاء لا تثق بإجراءات ونتائج الفحوصات الآتية منها وتقوم بإجراء فحوصات للمرضى القادمين من هناك من جديد وهذا اعتراف رسمي بأن مستشفيات تعز تقتل الناس. ألم أقل إنها كذبة واسمها الطب، فمن السهل في بلدنا أن تسمع أحدهم يشتكي بأنه ذهب للمستشفى لمعالجة عينه اليمنى فلم يعد يبصر بالعينين ثم يصمت.
3
هناك مئات المرضى الذين تصدرهم اليمن إلى الخارج في جميع الحالات الطبية، فطيران اليمنية الذي يقل يمنيين إلى دول خارجية يطلق عليه على سبيل المثال مسافري اليمنية إلى القاهرة طيران إسعاف لكثرة المرضى الذين يذهبون إلى الخارج للعلاج، في فترة دراستي بالقاهرة نشرت تقريرا في صحيفة رأى عن المرضى اليمنيين في القاهرة بعد أن سمعت قصصا غريبة ومؤلمة وأستطيع نشرها للتدليل على ما نحن فيه اليوم وما كنا قبل سنوات لم يتغير الوضع.
\"الغريب في الأمر أنك عندما تتحدث إلى أحد المرضى لتسأله عن سبب مجيئه إلى القاهرة للعلاج يسرد لك حكايته بكل ألم، وتجده أيضاً يعرف حكايات كثيرة عن مرضى آخرين تسبب لهم الطب، والأطباء، والصيادلة في اليمن كما يقول باليأس، وربما أورثهم عاهات مستديمة أو أورد بعضهم الموت.
هذا مواطن تهشمت إحدى ذراعيه في حادث انقلاب سيارته التي كان يقودها في إحدى الطرق وبعد نقله إلى أحد المستشفيات الحكومية (......) خرج الطبيب المسئول بقرار بتر من الكتف طالبا منه التوقيع على التنازل المتعارف عليه. ولولا أن أحد الأطباء غير المسئولين أكد له إمكانية العلاج إذا انتقل إلى دولة غير اليمن. وعندما أتى إلى القاهرة بعد عودة أخرى له هنا رأيته يحرك ساعده أمامي وهي بصحة جيدة فقد كنت أتخيل كيف يكون حاله لو بتر الطبيب ذراعه!
المواطن "منصور" بعد تعبه في اليمن من طبيب إلى آخر ما يزيد على 5 سنوات في محاولات لعلاج ابنته التي لا تسمع ولا تتكلم وبعد فحوصات كثيرة في اليمن يأس الطبيب فقرر زراعة قوقعة طبعا زراعة قوقعة هي تقنية طبية جديدة لا توجد إلا في دول قليلة في العالم، وعندما أتى إلى القاهرة أتضح أن ابنته تحتاج لتغيير سماعتها الخاصة بالأذن ، لخلل فيها وتدريب على المخاطبة. ربما لو كان الطبيب في اليمن يعرف ذلك لاستطاعت ابنته الكلام والسماع منذ سنوات فائتة..أما هو فما يزال يذكر العملية التي تسببت في وفاة أمه "رحمها الله" بعد عملية في عمودها الفقري أدت إلى تورمها وموتها وقد أخبره طبيب آخر عن الخطأ الذي ارتكبه الطبيب الذي أجرى العملية، لكنه سلَّم أمره لله كما أخبرني!
أما "عبد الكريم" مواطن آخر سافر بابنه إلى القاهرة بعد أن أخبره الطبيب في مستشفى خاص (....) باليمن بأن ابنه لديه سرطان في الدماغ، يجب عليه سرعة إسعافه للعلاج في خارج اليمن، مما أضطره للسفر به فوراً إلى القاهرة، وعند إجراء الفحوصات له من قبل طبيب في القاهرة أتضح أن ابنه يعاني التهابا في اللوزتين تدخله في غيبوبة"
كان ذلك في 2006 لكن ما الذي تغير الآن، ما أستطيع تفهمه هو أن يخطئ الطبيب لمرة أو مرتين طوال مشواره أما أن يكون احتمال النجاح في عمله أقل من الفشل فهذا قتل عمد. أستطيع أن أتفهم أن تكون 30% من المستشفيات العامة والخاصة خدماتها متدنية أو معدومة، لكن أن يكون العكس هو الحاصل فهو مرهق ومثقل للناس فهم يخفون حالة من الاستياء والسخط لم تعالج أسبابها وقد تظهر لاحقا إذا ما تهيأت الظروف كردود أفعال قاسية.
يخطئ المسئولون حين يعزلون أنفسهم في أبراج عاجية عن الناس وهمومهم فوزير يخزن ب500$ يوميا أثق أنه لا يزور المستشفيات العامة ولا يمر من جوارها حتى، هناك فجوة بين ما يتعالج في مستشفيات الخارج المتطورة وبين من يتداوي في مستشفيات يمنية تطلب منك شراء الحقن والشاش من الصيدلية المجاورة. بين من يخزن بـ 500 $ وبين من يخزن بـ 500 ريال كيف للأول أن يشعر بحال الثاني. نريد من راصع وزير الصحة أن يهدد أو يكون لديه استعداد لسحب تراخيص العيادات والصيدليات والمستشفيات التي يقول الناس عنها مسالخ ومعاقبة الأطباء الذين يموت الناس على أيديهم. نريد منه أن ينزل إلى الشعب ليعرف كيف يقيِّم الخدمات الصحية التي تقدم له نريده أن يخرج بصفحة واحدة بيضاء في دفتره ويقوم بقليل من الإصلاحات لتحسين الخدمات التي تقدم للناس. أنا أتحدث هنا عن خدمات متكاملة تبدأ من الأطباء والمعدات إلى الممرضين والحقن، وإذا ما قرر ذلك فأرجو أن يستعين بالقات بارك الله له فيه ليفكر في كيف يمكنه أن يقوم بإصلاحات ولو طفيفة في الرعاية الصحية للناس. فهذا المواطن بحاجة لمن ليزيح عن كاهله المثقل ولو القليل بإيجاد حلول لمشاكله التي يقابلها في حياته. وإذا ما قرر الوزير فعلها، فعلى افتراض أن أهل مكة أدرى بشعابها.
4
نشرت الصحف تصريحا لرئيس الوزراء مجور يقول من غير المقبول أن يتم التحدث عن اليمن كدولة فاشلة لا أدري هل يعرف أن هناك معايير للدولة الفاشلة أو تلك التي على حافة الفشل ويتفق عليها المختصون فهم لا يقولون ذلك إلا وفقها. منها تدني مستوى الخدمات العامة كالتعليم والصحة والمواصلات وفساد جهاز القضاء والشرطة، والرفض يا سيدي لا يكفي أما الاعتراف بالمشاكل فيعني أننا مستعدون لحلها، بعدها سنقول للجميع انظروا وليس اسمعوا.
alshalfi@hotmail.com