من صحيفة الوحدة..هل عاد مسيلِمة بالآيات الشيطانية ؟
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 14 سنة و 10 أشهر و 15 يوماً
الأحد 31 يناير-كانون الثاني 2010 05:39 م

عندما توفى النبي صلى الله عليه وسلم حدثت موجة ارتداد في الجزيرة العربية لان الناس آنذاك كانوا حديثي عهد بالإسلام، وظهر آنذاك زعماء للارتداد وعلى رأسهم مسيلِمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي وكلهم ادعى النبوة وذهب مسيلِمة ينسج آيات شيطانية من بنات أفكاره وبوحي من شيطانه كما قال ربنا عز وجل \"شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا \" فعمل على تحوير القران الكريم وخاصة سورة الكوثر، كي يلبس على الناس انه نبي يتنزل عليه الوحي من السماء، ولكن قيض الله لتلك الموجة من الارتداد الصحابة الكرام بقيادة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي خاض المعركة ضد زنادقة عصره تحت شعار \"والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه\" فنصره الله نصرا مؤزرا ،لتخضع بعد ذلك جزيرة العرب لحكم الله تعالى ،وظل الإسلام معززا مكرما إلى أن جاء العصر الحديث وهو يحمل بذور ارتداد فكري وعقدي ظهر على شكل تيارات وأفراد نتيجة لهيمنة ثقافة الأقوياء – الغربدولار- والذي قاد الى الانبهار المفرط بالحضارة الغربية من بعض المغفلين من المسلمين بدلا من الانتفاع بها، لم يستفاد من التقدم المادي والعلمي المعاصر، والثورة المعلوماتية المتصاعدة بل استوردوا (زبالة) حضارتهم من تفسخ ومجون وحرية الانحطاط والارتداد عن الثوابت والقيم باسم حرية الفكر، وهي حرية تقود بعض الأحيان إلى الفتن وتمزيق الأمة والوطن وتدنيس المقدس،وتقديس المدنس ،من طواغيت وظلمة ، ومتفسخين وخونة ،.

وأحيانا تؤدي إلى الكفر والزندقة من خلال استبدال أحكام الإسلام أو السخرية بالدين وازدرائه وهذا ما نلاحظه في بعض الصحف من كتابات غير موفقة وأخيرا ما لاحظناه في صحيفة الوحدة الرسمية التي حورت آيات سورة الفيل قائلة \" الم تر كيف فعل ربك بأصحاب البيض.....الخ\" لتنزلها على أصحاب البيض - علي سالم البيض- برغم أن الكاتب كان من جماعته ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال \" تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم \" فذهب يقدح في رفاق دربه السابقين حتى وصل به الأمر إلى تعدي حدود الله بتحوير آيات القرآن الكريم وهذا يعد ازدراء وتندرا لآيات الله وسخرية ، أما يخشى هؤلاء من قوله عز وجل \"وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ \".

والكاتب المذكور والصحيفة المذكورة التي نشرت مثل هذه السخرية اعتدت على الثوابت والأخلاق و أساءت الأدب مع كلام الله عز وجل القائل \" مالكم لا ترجون لله وقارا \" ثم السؤال الذي يطرح نفسه هل يعقل هؤلاء ما يكتبون ؟هل مثل هذه الكتابات تؤلفنا أم تفرقنا ؟ إن توجيه مثل هذا الخطاب إلى إخوتنا من أبناء الجنوب يصب في خانة التفرقة والكراهية إن على الرئيس إذا أراد أن يصلح الأوضاع حقيقة أن يعيد النظر بمن حوله من المطبلين والمزمرين من بطانة السوء ،فإخواننا من أبناء المحافظات الجنوبية يريدون خطابا مؤدبا يساهم في رفع الظلم الذي وقع عليهم هم وغيرهم من أبناء الوطن، إن المظالم التي لا يريد البعض أن يسمعها سواء في الجنوب او في الشمال ،كانت نهب أراضي الناس أو طرد الناس من أرضهم كما هو حاصل لأبناء (الجعاشن) ممن يزعم أنه شيخهم،والتي صارت قضيتهم منذ سنوات من القضايا المستعصية ،بسبب حماية السلطة لهذا الشيخ، إن مثل هذه المظالم تمثل معاول هدم تدك السقف الذي سيخر على الجميع ، بلا استثناء ، قال تعالى \"وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ \" إذا نحن بحاجة الى صحافة ترفع صوت المظلومين لا أن تلبس وتدلس وتهدم القيم وتخرب الوطن وتغذي الفتن ،.

ومن المؤسف أن تتبنى مثل هذا صحيفة باسم الوحدة ، إن الاعتداء الأخير على قدسية القرآن الكريم يدل أنه لم يعد عند البعض خطوط حمراء فصار كل شيء مباح ، إن البعض سيقول المسألة حرية فكر وحرية رأي وأنا أقول لمثل هؤلاء هل ستسمحون لأحد أن يسخر من أعراضكم ويتندر بها؟ قطعا ستقولون لا كما اعتقد لأنكم أصحاب غيرة تغارون على أعراضكم ،إذا لماذا السخرية بالدين جائزة ؟هل الأعراض أغلى من الإسلام الذي جاء يحميها ضمن مقاصده العظمى ؟ انه لا يوجد حرية مطلقة في جميع الشرائع السماوية والقوانين الأرضية، وإلا ماذا تعني الدساتير الموجودة والقوانين المصاغة إنها مجموعة قيود توضع ليسير الناس في ضوء هذه القيود، إن اليهود وحلفائهم وضعوا قيودا وشرعوا قوانين تمنع الاستهزاء بالديانة اليهودية –السامية- ويسعون أن تكون هذه القيود عالمية، وقد كنت قبل فترة في زيارة للهند ووجدت إن الهندوس يقدسون آلهة متعددة منها البقر فوجدت انه لا يمكن لعلماني هندي أيا كان أن يسخر أو يطعن بالمقدسات الهندوسية بل من المستحيل أن يعترض البقرة أحد من الناس ولو دخلت إلى متجره وعاثت فيه فسادا فالحرية المطلقة هي للبقرة الآلهة ، فلماذا العلمانيون الهنود يتأدبون مع البقرة وعلمانيو بلاد المسلمين لا يتأدبون مع الله ؟ إن الانحطاط الفكري الذي يمر به البعض أخطر من الانحطاط الأخلاقي لأنه يقود إلى كل مستويات الانحطاط الأخرى إن على الكاتب المذكور أن يعلن توبته إلى الله وعلى الصحيفة المذكورة أن تقدم اعتذار إلى الشعب اليمني المسلم ،وعلى الدولة المناط بها حماية العقيدة أن تضع حدا لمثل هذا الطيش والسفه والعبث بالقيم وإلا عليها أن تنتظر حكم الله القائل \"قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ \".

والله حسبنا ونعم الوكيل