عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
ما أن تحط بقدميك مطار الخرطوم ، حتى تشعر وتلمس أنك نزلت بأرض شعب حر أبي يصارع الزمن ليخرج من بوتقة ما يسمى بدول العالم الثالث، لا ليلحق بركب الحضارة الغربية وإنما يجاهد جهاداً مريراً ليتفيأ نسائم الحضارة الإسلامية المشرقة .
تجد ذلك واضحاً جليا من خلال الإعلام السوداني المرئي والمسموع والمقروء ، ومن خلال ذلك العدد العريق من الجامعات والمنشآت التعليمية ، ومن خلال مظاهر الصحوة الإسلامية التي تبدوا واضحة للعيان في أنحاء الشارع السوداني .
لقد زرع السودانيون في أبناء الأمة الإسلامية الأمل الباسم ، والغد المشرق ، وأثبتوا بحق أن النصر مع الصبر ، فرغم التآمر الدولي على السودان ونظامه الإسلامي، ورغم قذارة اللعبة التي يلعبها الغرب مع السودان من خلال إذكاء الفتن الداخلية وتغذية القلاقل والفوضى، وفرض الحصار والخناق السياسي والاقتصادي، إلا أن السودان تمكن من صنع ما يشبه المعجزات حيث لا يزال يقف على قدميه صامدا متحدياً ، يصنع ويزرع ويشيد ويبني المصانع والجامعات ويؤسس بعزم وإباء للدولة القوية المتحررة من هيمنة الأعداء.
أبرز ما يشُدّ انتبهاك وأنت تتجول في أنحاء الخرطوم هو حالة التواضع والبساطة في الحياة السودانية ، بدءاً بالرئيس السوداني الذي يروح ويغدوا في سيارة واحدة متواضعة، ويصلي مع الناس ، ويذهب للمآتم والأعراس والمناسبات المختلفة ، بلا أهبة ، ولا فيالق ولا معسكرات للحراسة ، وهذا جانب عظيم من الجوانب المشرقة في السودان ، وليس هذا شأن الرئيس السوداني فحسب، بل ذلك شأن كل أفراد وأعضاء الحكومة والوزراء ، وهي نفس الصورة تجدها في الجامعات والوزارات المدنية والعسكرية.
وهذا يذكرنا بقول الله تعالى : {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }القصص83.
ما حققه السودان على صعيد التحرر السياسي ، وعلى صعيد التحرر من أغلال التبعية الثقافية والفكرية يعد بحق أهم منجز لثورة الإنقاذ الإسلامية الأصيلة ، رغم الثمن الباهض الذي دفعه الشعب السوداني من قوته ودمه ومعاشه وسلامه وأمنه، بيد أن النتائج التي جناها الشعب السوداني تجعل كل مراقب للوضع السوداني ينظر بعين الإعجاب والإكبار للتجربة السودانية ، وتجعل لزاماً على كل الدول العربية أن تستلهم الدروس والعبر ، من هذه التجربة الوليدة ، والتي من أهمها أن التحرر من التبعية للعم سام ليس صعباً ولا مستحيلا ، إذا ما توافرت الإرادة السياسية والقرار الحر.
قبل أسابيع قلائل احتفل الشعب السوداني وقيادته الحرة بتصنيع الطائرات التي أسموها ب\"الصافات\" ، بالتعاون مع الخبراء الروس ، فيما يؤكد السودانيون أنهم جادون في السير لتصنيع طائرات \"الزاجرات\" ، كمرحلة ثانية ، أما صناعة السيارات والمعدات الثقيلة فالمحاولات أيضا أكثر من جادة وهي في مراحل متقدمة ، بالتعاون مع بعض الشركات الكورية واليابانية الصديقة ، ومن المتوقع أن تحرز السودان نتائج مذهلة خلال العامين القادمين، هذا فضلا عن المنجزات الكبيرة التي حققها السودان على صعيد زراعة القمح والسكر والمواد الغذائية الأساسية ، وصلت حد الاكتفاء الذاتي والتصدير الدولي .
ختاماً أرى من المهم القول أن السودان بالطبع ليس جنة خضراء ، وإن كان يخيل لكل زائر لأرض السودان ذلك ، من خلال نهر النيل العظيم ، والأرض الواسعة المترامية الأطراف ، الطيبة الخصبة التي يملكها أبناء السودان ، إلا أن ثمة تحديات إقتصادية ومالية وسياسية تقف أمام الحكومة السودانية وشعب السودان ، الأمر الذي يوجب على أبناء السودان أن يكونوا عند مستوى هذا التحدي الكبير ، ويوجب كذلك على الدول العربية أن تقف مع الحكومة السودانية لتتجاوز أزماتها الاقتصادية والمالية ، وذلك بفتح الأسواق للمنتجات الزراعية والحيوانية السودانية، وفك الحصار الغربي عن هذا الشعب المسلم المجاهد ، فإن تعذر كل هذا فبكف الأذى عن شعب السودان وحكومته الرشيدة ، وهذا أضعف الإيمان ، والحمد لله رب العالمين،،