شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم
لم تكن الجمعة الماضية مجرد يوم إجازة روتينية يستريح فيها اليمنيون من صداع أسبوع مزدحم بتطورات الوضع السياسي المستعر بين السلطة والعارضة، ولكنه كان يوما سياسيا مفعما بالمشاعر الفياضة سواء بالنسبة للرئيس على عبد الله صالح أو بالنسبة لأحزاب اللقاء المشترك، غير أن هذه المشاعر الفياضة لدى طرفي الصراع السياسي كانت في غاية التناقض والتباين الذي يعكس حجم الهوة السياسية بينهما.
ففي الوقت الذي كان فيه الرئيس "الصالح" يحتفل بالافتتاح الرسمي لأكبر مسجد في اليمن "مسجد الرئيس الصالح"، كان اللقاء المشترك يدشن مرحلة جديدة من مراحل النضال الوطني لإنقاذ اليمن من أزمات وطنية محدقة، تعتبر دموع مستشار رئيس الجمهورية المناضل محمد سالم باسندوة أصدق تعبير عن مدى خطورتها على وحدة الوطن وأمنه واستقراره.
كان قادة "المشترك" مثقلين بالهم الوطني وتدشين مرحلة جديدة من النضال في مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني الذي يقع في منطقة غير بعيدة من المسجد الرئاسي "الأسطورة" الذي كان الرئيس الصالح يحتفل بافتتاحه، في ظل إجراءات أمنية مشددة أفسدت على المصلين جمعتهم، وأرضت غرور الذات الرئاسية الطامحة إلى أن يكون هذا المسجد معلما يمنيا يضمن تخليد اسم "الصالح" في صفحات التاريخ اليمني وتاريخ العمارة الإسلامية المعاصرة.
لم يكن تحديد هذا الموعد لدشين مشروع التشاور الوطني الشامل للإنقاذ مصادفة من قبل اللقاء المشترك، فالموعد بحد ذاته يحمل دلالات سياسية متعددة، فهو بالإضافة إلى كونه إعلانا من قبل المشترك بمقاطعة احتفال الرئيس الصالح بافتتاح مسجده، يعتبر رسالة سياسية تهدف إلى إبراز الفارق الكبير بين سطحية السلطة الراقصة على نزيف الجراح الوطنية وبين الهم الوطني الذي تحمله المعارضة عندما دشنت مشروعها الوطني للإنقاذ في يوم جمعة لأن الوضع السياسي المتأزم لم يعد يحتمل أي تأجيل أو تسويف.
الجمعة الماضية بقدر ما كان يوما احتفاليا بالنسبة للرئيس الصالح، كان يوما ثقيلا على الجماهير اليمنية التي تابعت أنباء الاحتفال الرئاسي على وقع طبول الحرب التي أعلنتها السلطة كمرحلة جديدة من مراحل العنف والقمع السياسي لمواجهة كل من يعلن رفضه للوضع القائم، حيث أصدرت اللجنة الأمنية العليا بيانا أعلنت فيه الحرب ضد الشعب، وحملت المعارضة بأسى بالغ نتائج هذه الحرب مسبقا وما قد يترتب عليها من أخطار على حياة المواطنين.
وفي ظل هكذا تصعيد للأزمة يجب أن نتساءل عن ملامح المرحلة المقبلة التي يبدو بأنها ستشهد مسلسلا جديدا للجريمة والاغتيالات السياسية في اليمن..
majedabdalla@hotmail.com