الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني بعد احتلالها أراضي سورية...تركيا تحذر إسرائيل ... إدارة العمليات العسكرية تفرض هيمنتها وسيطرتها على كل الأراضي السورية ماعدا هذه المساحات برئاسة اليمن.. قرار لمجلس الجامعة العربية يخص فلسطين صقيع وضباب على هذه المناطق في اليمن خلال الساعات القادمة هكذا خدع بشار الأسد جميع المقربين منه ثم هرب.. تفاصيل اللحظات الأخيرة للمخلوع في دمشق
مأرب برس - خاص
ما دعاني لكتابة مقال كهذا، هو ما قِيل عن محافظ محافظة مأرب السيد عارف الزوكا، والتعليقات التي كتبت عنه في مأرب برس، وحتى أكون صريحاً معكم منذ البدء، فليس ثمّـة علاقة قرابة ولا حتى صداقة تجمعني به بقدر ما هو رأي شخصي بحت فيما يقوم به المحافظ منذ توليه مهامه كمحافظ لمحافظة مأرب في يناير (كانون الثاني)2006م.
ولبعدي عن المحافظة وعدم معرفتي للأمور عن قرب، لا استطيع الجزم بأن الزوكا يمارس عملية " احلالية " لموظفين من محافظة شبوة بدل ابناء مأرب كما قيل عنه ذلك، وحتى إنْ صحت الرواية في هذا الشأن فلدى الناس مؤسسات ودوائر يستطيعون الرجوع إليها للتقاضي، لكن ما ليس صحيحاً هو ما يقال أن الزوكا لم يفعل شيئاً، وهذا فيه اجحاف لما يقوم به الرجل من اصلاحات، على الأقل في أروقة حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي كان قبل مجيء الزوكا عبارة عن مقر أو بالأصح " لوكنده " للمقيل والقات، فأخرج المؤتمر من عزلته وجعله يحقق أرقاماً قياسيّة على مستوى المحافظة في انتخابات سبتمبر2006م ، لم يكنْ المؤتمر ولا "محاربوه القدامى" يحلمون بها، وهذا يشهد به القريب والبعيد، بل الواقع يشهد بذلك، فقد حققت أحزاب المعارضة في الانتخابات قبل الماضية نجاحاً باهراً في الدوائر الانتخابية قاطبة وحصلت على معظم مقاعد السلطة المحلية وأمينها العام، لكن هذا المجلس اوقف بقرار قيل أنه رئاسي في واحدة من أبشع الجرائم ضد الديمقراطية وحرية الانتخاب والتصويت .
أنا هنا لا أناقش شخص بعينه ولا انصّب من نفسي محامياً له، بقدر ما هو تلمس لواقع يعايشه الماربيون جميعاً، بغض الطرف عمّاذا قدم الزوكا للمحافظة من مشاريع أو غيرها، فالمحافظة لم تحصل على ما يمكن ذكره قبل تولي الزوكا حتى نقارن بين فترته ومن سبقوه، فالحرمان قائم والغضب يطاردها منذ سيل العرم حتى انفجار عرش بلقيس .
عارف الزوكا رجل حزبي من الطراز الأول وهو لا يخفي ذلك، ولا أظن أنه سيدّعي أنه لم يخلط بين مهامه كمحافظ للمحافظة وبين كونه القائم باعمال المؤتمر، ولا اظن أيضاً أنه سينكر أن ما يقدمه لحزبه من "خدمات" هو أضعاف أضعاف ما يقدمه للمواطن العادي من أبناء مارب الذي لا ناقة له ولا جمل في الحزبية والسياسة بل يبحث عن وظيفة يسد بها رمق حاجته هو واسرته !
لهذا فسيادة المحافظ لا يأبه كثيراً بالناس العاديين، ولا يتورع أن يكيل لهم الوعود (وإنْ بدون تنفيذ) لأن همه الأكبر هم " رؤوس القوم " الذين استطاع الزوكا ان يمسك ببعضهم، وأن يتواصل معهم، سيما ابان الفترة الانتخابية التي قام فيها بـ" حملة علاقات عامة " واسعة النطاق، استخدم فيها شتى أنواع الأساليب، فنجح في بعضها وأخفق في البعض الآخر.
فالرجل يخوض تحدٍ كبير لا سيما مع أحزاب المعارضة التي يعرف جيداً التعامل معها مذْ كان رئيساً لفرع المؤتمر في شبوه وقد منيت بنكسة كبيرة في الانتخابات الماضية، لكن ذلك لا يعني أنها لا تمتلك قطاعاً عريضاً وتحضي بتأييد شعبي كبير، والوضع القائم اليوم يمثّل بالنسبة للمعارضة (إما أن تكون أو لا تكون) وهو ما يحتّم عليها ايجاد البديل المناسب وكشف المستور عن "الممارسات الخاطئة" التي يتحدثون عنها والنزول إلى مستوى الناس بدل العيش في " بروج عاجية " ومحاكمة الواقع عن بعد لأن ذلك لن يغيّر شيئاً بقدر ما هو لفت نظر لممارسين جدد قادمون .
في مأرب، نحنُ في غنى عن التكتل الحزبي ورفع الشعارات الرنّانة وإثارة النعرات الحزبية بين الناس، فالناس هنا ليسوا مستعدين لتقبل الرأي الآخر نتيجة تراكمات عدة، وجلّ همنا في الوقت الحاضر أن يحصل الطالب على الكتاب المدرسي بداية كل عام، وأن يحظى بمدرسين اكْفاء لانتشال التعليم من الحالة السيئة التي يمر بها، وغرس مفاهيم جديدة لمستقبل التعليم في البلد .
ما احوجنا _ وليت المحافظ أن يسمع أو يقرأ أو يُبلّغ _ إلى مدارس نموذجيّة وكليات علمية ومنح دراسيّة أسوةً ببقية محافظات اليمن، بدل أن نظل نتصارع من أجل الحزبية الضيّقة التي لم نرَ من ثمارها إلا مزيداً من التشرذم والشتات وتغليب المصالح الذاتية على المصلحة العامة للمارسة الخاطئة التي يقوم بها رجالات السياسة .
اعتقد لو صدقت نوايا الماربيين بإحداث إصلاحات حقيقية في المحافظة وترك الأنانية، لن يكون بوسع المحافظ إلا الرضوخ عند مطالبهم لأن الأمر لا يحتمل أكثر من هكذا وضع سيء .
Ms730@hotmail.com