أول تعيم صارم من وزارة الاعلام المؤقتة خاطبت به وسائل الإعلام والاعلاميين أسماء الأسد تحتضر والأطباء يضعونها في عزلة وصحتها في تدهور نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي عاجل: مطار صنعاء يخرج عن الخدمة وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع في غارات شنها طيران الاحتلال ايران تهدد رسميا بنشر الفوضى والطائفية في سوريا وابتعاثها خلال أقل من عام عاجل: انفجارات عنيفة الآن تهز صنعاء والحديدة والإعلان عن سقوط قتلى ''فيديو والمواقع المستهدفة''
هناك نكتة متداولة بين اليمنيين مفادها ان أمريكي سأل يمني : كيف يسرقون عندكم؟ قال له: شايف المشروع اللي هناك، قال الأمريكي : لا , لا أرى شيئاً، اليمني : عليك نور هذا تكلفته 7 مليارات.. انتهت النكتة..
وهكذا تنتهي المليارات في مشاريع وهمية لتصب في جيوب المتنفذين على حساب شعب مرتبته في ذيل الشعوب في الصحة والتعليم ومستوى المعيشة .
في خبر أوردته بعض المواقع حول احد هولاء المتاجرين بالوطن، مقدّراته وقدراته وسمعته وهيبته، كان يشتري معدات عسكرية من سوق الخردة أو ( حراج دبي ) بعشرات المليارات ادوات نصف عمر وربع عمر وهياكل ( كندم ) !! .
يصعب على أي فرد تصديق ان مسؤولاً في دولة ما يفعل ذلك ، من أجل الاستيلاء على فارق المليارات، لا يوجد ذلك إلا في اليمن السعيد ( التعيس بهؤلاء )، الدولة التي سلطتها ( مافيا ) وقوانينها ورق حائط للدعاية لبيع الوهم وقبض السراب .
بالطبع هناك قصص كثيرة مماثلة، ونوادر تندرج في اللامعقول، بسبب الفساد والافساد، حتى صار ذلك معلم رئيسي لبقايا دولة وبقايا نظام، مرض استشرى طيلة عقود من الزمن , في وطن منهك القوى, لم يتبق منه إلا حطام دولة بحاجة لتجميع أشلائها، واعادة حقوقها المسلوبة, الأرض والثروة والسمعة, وترميم للقيم وصحوة للوعي, وربما ايضا لهراوة ( بن عمر)، وطن لا يبقى حامل لشعب كما وصفه أحد الأدباء ذات مرة ( بالرهينة ) عنوانه السماطة والجنبية وجلباب الشيخ .
قد نفهم ما الذي يجعل المرء بكبريائه وغروره لا يتنازل بسبب ثورة وصلت إلى عتبة بابه ، ويتنازل بسبب ( هراوة ) مجلس الأمن، إنه الاستحواذ المرضي، وعقدة التملك، وكذبة ( البطل ) الذي يقتل ابناء جلدته ويُقبل حذاء الغريب،
لم يعد أحد يشكك بدور السلطة والمال وتأثيرهما على الصحة النفسية ، إذا ما استحوذا على المرء وتحكما، وشكلا شخصيته، واصبحا الغاية والوسيلة في بيئات تجعل للمال السائب مدارس و خبرات في السرقة ، والاحتيال والنصب، وشهادات وألقاب، تحت عناوين مزخرفة، تستبد بالذات وتسئ للفطرة وتمسخ السجايا والقيم ، وتذهب به إلى المجهول .
نعم يحدث ذلك في اليمن تلك الدولة الغائبة المغيبة، وتحت مظلة فساد تغطي ساحته من أقصاها الى اقصاها.
اجزم ان حكايات الف ليلة وليلة والشاطر حسن تتقزم أمام صور الفساد تلك ، وإن مصطلح ( المبكي المضحك ) يكاد يكون صناعة يمنية بامتياز .
قبل يومين تداعى شيوخ القبائل للاجتماع تحت شعار ( الجمهورية والوحدة والديمقراطية )، وكان هذا الشعار للديكور والاستغفال، حيث كان هذا التداعي لادانة رئيس الوزراء باسندوة بسبب تصريحاته حول ال13مليار والذي لوح بعدم اعطائها لهم وهو المبلغ الذي تم اضافته إلى ميزانيتهم التي تفوق ذلك بكثير .
وخرج هذا الاجتماع ببيان أقل ما يوصف به وفق المثل اليمني ( سارق وكمان مبهرر ) حين ذكر أن المليارات التي تصرف لهم مقابل ( ادوار وطنية واصلاحات سياسية ) وذهب إلى أبعد من ذلك حيث اعتبر هذه الأموال ( حقوقاً مكتسبة )، واضربوا انتم كفاً بكف، ولتذهب أحلامكم ودماء شهدائكم الى الجحيم.
اعتاد المرء عند الكذب أو التحايل استخدام كل الوسائل ليغلف فعلته تلك ليجعلها سلعة قابلة التصديق والتسويق إلا عندنا فهو لا يحتاج لمثل هذه الوسائل مع استعداده كذلك لإ ظهار لسانه لك للتاكيد على استغفالك ووقاحته معك.
لم نكن نتخيل بلاهة تلك المصطلحات وبيع الوهم ( الديمقراطية والانتخابات النزيهه والتداول السلمي للسلطة ودولة النظام والقانون ) ونحن نسمعها مرارا وتكرارا تعطى لنا بجرعات كأقراص مهدئة لمختلي مصحة عقلية.
رحمة الله عليك يا ابن شملان لن نستطع تخيل كم الوقت والجهد الذي كنت ستحتاجه فيما اذا ( باض الديك) وفزت بما كانت تسمى انتخابات في عام 2006م لتستلم السلطة وكم كنت ستحتاج لهراوات محلية، وإقليمية ودولية وربما أنهار من الدماء لتتمكن من الجلوس على الكرسي .
وحدث ما حدث وها نحن الآن أمام المحك نتساءل كم تبقى من ( العُقد ) التي على (بن عمر) فك طلاسمها وحلها مستخدما تلك الهراوة في دولة قائمة على أعمدة من الفساد حتى نخرج من تلك الدائرة ونلتحق بمصاف الشعوب التي تحيا بعزة وكرامة ، الدول التي تحترم الإنسان ولا تستغفله .
في الواقع لا اعرف كم من الصبر والجهد الذي يحتاجه (بن عمر) في إنجاح مهامه أثناء زياراته المتكررة لليمن مستخدما تلك الهراوة ، فرأس السلطة احتاج لهراوة من أجل التوقيع والقائد العسكري بحاجة لهراوة للتسليم وشيخ القبيلة للتنازل ومدير المؤسسة للمغادرة وووو والقائمة تطول و ( والعصا لمن عصى ) .
لسؤ الحظ نحن اليمنييون تفوقنا على العالم باحتقار النفس وجلد الذات من حيث ندري أو لا ندري والتقليل من شأن العقل مع أن تاريخنا وتراثنا يشهد بأننا شعب الحكمة والإيمان والماضي التليد .
ولا بأس علينا اذا ماقررنا غداً بفعل اليأس وضع تمثال ( الجندي المجهول) لرجل وهراوة بدلا من مجسم الحكمة، حتى نعطي للرجل حقه، وللهراوة حقها، وتبقى الحكمة محلك سر، حتى إشعار آخر.