كذبوا حين قالوا إنهم ثاروا..
بقلم/ أحمد الزرقة
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و يوم واحد
الأحد 26 فبراير-شباط 2012 04:54 م

1

أكثر من 200 سيارة محملة بالمسلحين القبليين وآخرين يرتدون الملابس الخاصة بالجيش، كانت في استقبال حسين الأحمر في مطار صنعاء مما تسبب في إغلاق مدخل المطار .. طبعاً الأحمر الصغير صاحب الخبرة الطويلة في الزحف على البساط الأحمر للحصول على ملايين الدولارات من غير المأسوف عليه العقيد القذافي وقبله وبعده ملايين غيرها من أموال الأسرة الحاكمة في إحدى دول الجوار، وجرّب حظه مؤخراً في العاصمة الإيرانية، عندما يسافر في مهامه تلك حاملاً جوازه الدبلوماسي الأحمر، تفرش له السجادات الحمراء في صالة التشريفات في مطار صنعاء الدولي.

2

حين اندلعت الثورة الشبابية السلمية العام الماضي قفز أبناء الأحمر على ظهرها، ليس حباً فيها وإيماناً بمبادئها وإنما من أجل القيام بإعادة إنتاج أنفسهم، والبحث عن أدوار متجددة في مستقبل اليمن الذي كانوا جزءاً من الفساد الذي لحق بماضيه.

3

حاول حسين الأحمر الظهور بمظهر الثوري الطامح للتغيير، لكن ليس بحسب فلسفة الثورة وأهدافها الرامية لبناء دولة مدنية تسود فيها قيم العدالة والنزاهة والمساواة، ليصبح المعادل الموضوعي لجيفارا عائلة صالح العميد يحيى صالح الذي يفرط في الحديث أيضا عن الحرية، ويرفع صور تشي جيفارا بينما يقوم جنوده بقتل ودهس شباب الثورة.

4

هناك العشرات وربما المئات ممن يشبهون الشيخ والعميد، يتبادلون أدوار النضال وفق فلسفتهم الخاصة بعضهم ركب سفينة الثورة ليخرقها، والبعض الآخر مستمر في حلب النظام، فرقتهم المصالح والمطامع، ويجمع بينهم السلوك الانتهازي ، ويتفقون فيما بينهم على أحلام الشباب الثائرين وتطلعات البسطاء في حياة أكثر عدالة وإنصافاً وكرامة، وجميعهم لا يؤمنون بقيم العدالة والحرية والمواطنة المتساوية.

5

هم شركاء في الفساد والإفساد، وسرقة الاحلام وتقاسم خيرات البلاد، هم العدو الحقيقي لهذا البلد، وهم أدوات الخارج، وسرّاق الثورات، وهم المرض العضال والسرطان الخبيث الذي تعاني منه اليمن، وترزح تحت وطأته، يأكلون مع الذئب ويرعون مع الراعي.

تفصل بيننا وبينهم سنوات ضوئية، لا يسمعون أصوات المقهورين والمسحوقين لأنهم لا يؤمنون بها، فالعالم من وجه نظرهم فيه سادة، وفيه عبيد، وكيف لمن يرى نفسه فوق البشر أن يشعر بهم.

6

خدعونا حين قالوا إنهم آمنوا بالثورة وأهدافها وإنهم حماتها، وجزء منها، بينما هم في الأصل لم يؤمنوا إلا بمصالحهم، وكيفية الاستفادة من قوة الثورة وشبابها، من أجل زيادة ثرواتهم، واستعادة نفوذهم وحصصهم من كل ما يمكن اقتسامه في البلاد.

مالم يدركوه بسبب صراع المصالح، سيستعيدونه بسيطرتهم على الثورة، التي نصبوا أنفسهم قادةً وحماةً لها.

7

يبدو أن تلك الكائنات العظامية التي نشأت في ظل الفساد السياسي والاجتماعي، تعتقد أن البلاد ملك لها، وأن اليمنيين جزء من ثروتهم ورأس مالهم ، يضاف لثرواتهم التي حصدوها من الخارج، ومن حصولهم على حصتهم من ثروات البلاد التي حصلوا عليها كجزء من سياسة التقاسم التي كانت سائدة خلال الفترة الماضية، مسخوا القبيلة وجعلوها أداةً للابتزاز ورأس حربة التخريب والنهب والاقتتال من أجل تحقيق مصالحهم الذاتية.

8

حين رفع بعضهم شعار الدولة المدنية كان بالنسبة لهم شعاراً مرحلياً رددوه دون وعي أو إدراك لماهية معانيه .. يبدو ان الحمر يعتقدون ان البلاد ملك لهم بالمال وسلاح القبيلة .. وأن شعار الدولة المدنية كان بالنسبة لهم شعاراً مرحلياً رددوه دون وعي أو إدراك لماهية معانيه، واذا ما شعروا بأن تلك الشعارات ستهدد مصالحهم، سينقلبون عليه، وقد انقلبوا.

فهم لم ولن يقبلوا بالتخلي عن أحلام المشيخة والزعامة والثروة، وبالتالي لن يكونوا في أي مرحلة منحازين لأهداف الثورة وأحلام بناء دولة مدنية تسود فيها العدالة ويتساوى تحت ظلها الجميع، ويا قافلة عاد المراحل طوال.

9

يصر السفير الأمريكي بصنعاء على اللعب بالنار وتجاوز كل حدود اللياقة الدبلوماسية في تصريحاته بخصوص اليمن، أفكِّر جدياً في تخصيص زاوية لمتابعة يومياته، وتصريحاته المتغطرسة التي يتحفنا بها بشكل شبه يومي.

alzorqa11@hotmail.com