الدين الإسلام
بقلم/ رجاء يحي الحوثي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و يومين
السبت 25 فبراير-شباط 2012 06:42 م

إلا سلام لغةً :

هو الانقياد والاستسلام والخضوع .

الإسلام في الاصطلاح :

هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك .والإسلام هو الدين الذي يقبله الله سبحانه وتعالى ولا يقبل سواه.

قال تعالى : ((إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ)).

وهو دين الأنبياء والمرسلين جميعاً:

فالإسلام هو دين نوح عليه السلام حيث قال لقومه:

(فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ).

وهو دين خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام.

كما قال تعالى(مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ)

وهو دين ذرية إبراهيم عليه السلام.

(إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

والإسلام هو دين يعقوب عليه السلام وبنيه.

كما قال تعالى: )أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)

والإسلام هو دين لوط عليه السلام .

كما قال تعالى: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ)

والإسلام هو دين موسى ومن آمن معه.

كما قال تعالى: ))وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ((

والإسلام هو دين عيسى عليه السلام ومن آمن معه.

كما قال تعالى: ))وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ((

والإسلام هو الدين الذي دخل فيه سحرة فرعون يوم أن شرح الله صدرهم له وسجدوا لله قائلين:

))رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ((

والإسلام هو دين سليمان عليه السلام حيث قال:

))وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ((.

والإسلام هو الدين الذي دانت به ملكة سبأ حيث قالت:

((رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))

وهو دين المؤمنين من الجن، قال تعالى حكاية عنهم:

((وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا)).

والإسلام هو الدين الذي لا يقبل الله من أحد دينا غيره.

كما قال تعالى: ))وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ((

وهو ما جاء خاتم الأنبياء والمرسلين محمد إلا بالإسلام.

كما أمره تعالى بقوله))قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ((.

والإسلام هو الدين الذي رضيه الله لعباده.

حيث قال))الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا((.

ك - والإسلام هو الدين الذي من أراد الله به خيرا شرح صدره له.

كما قال تعالى: ))فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ((.

والإسلام هو الدين الذي دعا يوسف عليه السلام ربه أن يتوفاه عليه.

فقال: ))رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ((.

وهو الدين الذي يتمنى الكفار يوم القيامة أن لو كانوا من أتباعه .

كما قال تعالى: ((رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ))

وأبى الله تعالى أن يجعل المسلمين كالمجرمين فقال:

 ))أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ((.

أن التحدي الذي يواجه المسلمين لن يفرق بين زيدي أو شافعي أو سلفي والجديد في اليمن شيعي ولا بين متزمت ولا متساهل أنما سينال الجميع ويتوجه إلى الجميع أن المسلمين عاشوا عصورا من التخلف الشنيع , حيث جاءتهم هذه العصور من أضيق الطرق .. فهي ستبقى بأضيق الطرق حتى نموت ,نحن نريد أن نخرج من ضيق هذه الطرق إلى فسحة طريق الحق والنور الذي ينير لنا مفاهيمنا الحقيقية لديننا العظيم وطريق الحق هو طريق الاتفاق بين المسلمين كلهم على أصول دينهم , وعلى سعة الاختلاف والتنوع وقبول الأخر ,وسعة فكر هم هذا الدين الذي يتسع كل من يقول ((لا اله إلا الله محمد رسول الله...

أن الدين الإسلامي يتسع الخلق كافة , مؤمنهم وكافرهم .

أن من اخطر مظاهر التعصب التي نعاني منها في حياتنا الفكرية والدينية والإسلام دين لا يجب فيه أتباع غيرة فالمدارس الفكرية هي أثراء للفكر الإسلامي وثروته التي غنية بالتنوع الفكري العظيم لعلماء الأمة.

فالمسلم يتعبد إلى الله بأتباع الكتاب والسنة, وليس بأتباع فهم أمام معين من الأئمة, وإلا فماذا كان مذهب الصحابة والتابعين, وأي أمام اتبعوا سوى أمام المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .

أن ما نحتاجه اليوم ويلح علينا هو تنقيه الشوائب وتصحيح الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم الدينية وأمام كل المحاولات التي تساعد على نشر الفتنه ومحاصرتها في أي بلد والعمل على إخمادها هذه مسؤولية دينية وأخلاقية وشرعية نحن كمسلمين منتمين إلى الديانة الإسلامية أهل الرحمة والرأفة يجب أن نسد أبواب الصراع .أن الله سبحانه وتعالى حين انزل سورة الكافرون حدد فيها و خص بها تحديد الديانات الأخرى فحدد الديانات وأمرنا باحترام الديانات الأخرى وما يؤسفني أننا كمسلمين نؤمن بالله ورسوله وتفرقنا المذهب الفكرية.

ويجب على العلماء أنيسعوا لتوحيد الصف ودراء الفتنه التي تمزق المسلمين والفتنة اشد من القتل فالنموذج في العراق الشقيق مثل حي يجب ان نستفيد منه وان لانعطى الفرصة لتمزيق بلدنا الحبيب وان يتجنبوا الأهواء المحليّة والمطامع الذاتيّة والرغبات الشخصيّة، ويعملوا عملاً مهمّاً صادقاً مخلصاً على حفظ وحدة الأمة: قال تعالى{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}[المؤمنون.

 وعليهم أن يذمُّوا بشدّة التعصُّب الطائفي، ويقبل بكلِّ رحابة صدر التمذهُب والتعلُّم المذهبي، لأنّ التمذهب يحفظ وحدة الجماعة، وتعدُّد المذهبيات الخاضع للاجتهاد يمكّن الأمّة من أن تعيش في رحابة بحسب مرويّاتها وفهم علمائها وتقديرهم... أمّا أن تتحوّل المذهبية الفكرية إلى تعصّب طائفيّ، فهذا يهزم الأمّة ويجعل بأسها بينها شديداً، ويُحوِّل الخلاف الفكريّ إلى خلاف كفريّ، فإذا تحدّثت عن خلافٍ فكريّ، إذا تنازعنا في شيءٍ نردُّه إلى أصول الإسلام التي هي الكتاب والسُنّة. {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ} النساء: (59)

ومن محاسن الإسلام أنه يدعو إلى تبادل الألفة والمحبة والتصافي والتعاون، قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا). ومن محاسنه أنه يذم النزاع والفتنه, والكراهية والتفرقة، قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ومن محاسنه النهي عن الفتنه والنميمة والغيبة، والحسد والتجسس، والكذب والخيانة،

ومن محاسنه أن أفضل الناس عند الله أكثرهم صلاحا وتقوى، كما قال تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). يقدم الإسلام نموذجا متماسكا يستحيل في حال تطبيقه الوقوع في هذا التمذهب، فإذا كانت الموضوعية تعني الترفع عن كل من المصالح الطبقية والنزعات الشخصية والانتماءات الطائفية والقبلية والقومية والمؤثرات الحضارية والتاريخية، فإن العقيدة الوحيدة التي يمكنها تحقيق هذه الشروط مجتمعة في الإسلام كمنهج ديني فكري متكامل، فالدين الإسلام وليس المذهب .

*محامية ومستشارة قانونية