حزب المؤتمر البغيض والارياني
بقلم/ وليد البكس
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 12 يوماً
الجمعة 13 يناير-كانون الثاني 2012 03:14 ص

alboox@gmail.com

على حزب المؤتمر ان يقوم بشطب الفاسدين من مواقعهم،قبل اقتلاعهم بالفعل الثوري المستمر في المؤسسات.روائحهم العطنة تحت عتباب المؤسسات آسنة.ويحاول الثوار في مختلف مفاصل الدولة تنظيفها،نعرف ان مثل هذا الفعل،هو ما يثير حفيظة قيادة المؤتمر الشعبي،ليس لأنهم مخلصين للحزب المشئوم.ولكن لان (علي صالح) رئيس المؤتمر الشعبي،يرفض تصحيح أخطاءه التاريخية في إساءة استخدام السلطة.ولو من باب تصويب القليل من أخطاء وخطايا حزب الحصان.ومع ان الوقت لم يعد لا في قبضته هو ولا يخدم حزبه.لذلك يبدو المؤتمر الشعبي العام حزب صالح وحده في هذه اللحظات الانحدارية،كما يظهر من خلالها؛انه حزب مؤسس على حالة الرجل الواحد، خاضع لمزاجه فقط.

يدرك الشارع اليمني مثل هذا الكلام،وقبله النخب السياسية والثقافية،أن حزب المؤتمر لم يكن حزب ذو قواعد متينة متماسكة،أكثر من الولاء لمجرد المصالح،غير انه يمتلك من الكفاءات والشخصيات رصيد مقبول،يبدأ عند الشرفاء الذين قدموا استقالاتهم وانظموا للثورة،ولم ينتهي في مواقف شخصية المستشار السياسي لعلي صالح الدكتور عبد الكريم الارياني.نختلف مع هذا الرجل لصمته الطويل في معية حزب الحصان الرابض منذ زمن.غير ان اللحظة الراهنة تتطلب إنصاف الارياني كواحد من أهم السياسيين اليمنيين؛ يتفانى في أداءه؛ كشخص متفردة في حزب المؤتمر المتخبط.يحاول ربما تقديم صورة حزب المؤتمر بصورة سليمة، حزبية،حضارية،ديمقراطية.ويحاول البعض ان يسلكوا متاهات مستفحلة بالغباء.وهو ما ينبأ عن اختفاء المؤتمر ولو بعد حين.

لن نذهب بعيدا عن فكرة هذا المقال،عن حزب الأغبياء وقيادته المتكلسة،كما تبدو أكثر تجسيدا في شخص علي صالح.إذ يستحق عبد الكريم الارياني ان تحسب له المواقف في هذه اللحظة الراهنة.خاصة عقب الأشهر الأولى لاندلاع الثورة حينما ألقاء الارياني محاضرة باللغة الانجليزية في اسبانيا تنبأ فيها عن انهيار النظام اليمني. 

وبالعودة إلي السياق،لا بد للشرفاء في هذا الحزب المتخبط،ان يتخذوا موقفا واضحا من السمعة السيئة التي تلحق بهم و بمؤتمرهم يوما اثر آخر.إنهم يعلمون دون غيرهم بأنه لم يكن منذ تأسيسه بخير فهو مكون من اتجاهات سياسية عدة.أطرها (الميثاق اللاوطني) قبل حولي ثلاثين سنة.جرى بعدها تجسيد الحزب برجل يدعى علي عبد الله صالح.ليصبح ديدن الحزبية،لدى حزب المخضرية.كوادر على مقاس الرجل الواحد،ومن صنف القائد الملهم.القائد الأعلى وغيرها من الألقاب العجيبة،ظلت تسري في مفاصل الحياة السياسية طيلة فترة حكم الحزب الواحد:الرجل الواحد.

في الأيام الأولى للثورة وماتبعها من أحداث أثرت في مسار الثورة مثل جمعة الكرامة،إحراق ساحة الحرية تعز،قدم المحترمون من حزب المؤتمر استقالاتهم وشكلوا أكثر من تكتل،كنت حينها كغيري من المتحمسين لحل هذا الحزب المجرم من الحياة السياسية اليمنية بشكل عام.لم يكن رأي صائب ربما لان المعالم لم تتضح بعد،وكانت الأصابع تشير نحو البلطجية هم من ينفذون جرائم ضد الشباب والساحات.وقراءات أخرى عدة.أهمها ان عمليات تفكيك ستجري تباعا في تساقط رموز الحزب من حول صالح.انتظر الشارع الثوري بمعية الأطراف السياسية؛ طويلا مكابدين كثيرا من المشقات القاتلة.المميتة.حتى توقيع المبادرة الخليجية وآلتيها المزمنة الذي منحت حزب المؤتمر نصيبه من الاتفاق.كان مجحفا في حق الثورة و الحياة السياسية برمتها.

قدمت المبادرة خدمة أضافية للحزب البغيض الذي يرفض حتى اللحظة ان يخدم نفسه في تجنب المزيد من التدهور والسقوط المدوي.ولو عبر شطب فاسدية من قيادة المؤسسات والدفع بشخصيات مقبولة إلي الواجهة.حفاظا على ماء الوجه.و تجنبا لمزيد من التشويه والفضائح التي يقوم بها علي صالح باسم الحزب من جهة ،ومن جهة ثانية محاولة اللحاق بتيار عبد الكريم الارياني وصوت العقل الذي يمثله من فترة إلي أخرى باسم المؤتمر،كطبيب يبذل جهوده لإطالة عمر حزب يتصدع في الداخل.ويعاني من انتكاسة حزبية سياسية بالفطرة.