مكافأة فورية ومغرية من الاتحاد الكويتي للاعبين بعد هزيمة الإمارات الكويت تقهر الإمارات بهدف قاتل في خليجي26 مارب برس يكشف عن شبكة حوثية تغرر خريجي الإعلام للعمل مع منظمة مضللة في صنعاء محاولة تصفية مواطن خلال تلقيه العزاء بوفاة زوجته بمحافظة إب منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب تحركات لطرد الحوثيين من العراق وإغلاق مكتبهم... مسؤول عراقي يكشف عن طلب أمريكي بوقف أنشطة الحوثيين في بغداد مناقشة مخطط ''استراتيجي" لمدينة المخا
الثورة السلمية في طبيعتها تختلف عن الثورة التي تستخدم القوة في احداث التغيير وذلك أن الثورة السلمية عملية متدرجة تشمل مراحل متعددة من عمليات التفكيك لقيم ومكونات النظام الفاسد وإحلال قيم المساواة والكفاءة وصولاً للتغيير الشامل. وإدراكاً لهذه الحقيقة فإن قوى التغيير يتحتم عليها في كل مرحلة أن تدرك وبشكل جيد طبيعة المرحلة الراهنة ومن ثم تعمل وفق المعطيات الجديدة والبناء علي ما تم تحقيقه لا أن تظل تدور في نفس الحلقة. إدراك هذه الحقيقة مهم بشكل كبير من أجل اختزال الوقت وتوجيه الطاقات بشكل جيد نحو الهدف الرئيسي، وخصوصاً أن الأنظمة المستبدة عادة ًورغم إدراكها لنهايتها تحاول أن تشتت الجهود وتخلط الأوراق ربما علي الأقل حتى تفسد فرحة الإنجاز .
في الوقت الذي لا يمكن اعتبار تشكيل حكومة التوافق نهاية الثورة أوتحقيقاً لأهدافها في التغيير الشامل فانه بلا شك لا يمكن تجاهل الموضوع وإعتباره أمراً لا يخص الثورة وإنما يجب التعامل معه باعتباره مرحلة جديدة وطور مختلف لعملية التغيير في الوضع السياسي في اليمن ومن ثم التعامل معه بشكل واقعي والإنطلاق من هذه المرحلة نحو المراحل الأخري. يخطئ من يظن أنه كان يمكن الوصول لنفس الهدف عندما عرض صالح المشاركة في الحكومة سابقاً. فاليوم وعندما يجلس الوزراء الجدد علي كراسي الوزارة لن يكونوا مضطرين للتفكير كثيراً قبل اصدار التوجيهات والقرارات لمعرفة مدى رضى الزعيم عن هذه القرارات ولن يمضوا الكثير من الوقت متوجسين من عسس صالح وأذرعه داخل الوزارة الذين ينقلون له كل حركات الوزير، لأنهم اليوم يجلسون في كراسي الوزارة نتيجة لضغط الشارع واستجابة لمطالب الشعب، لكنهم من جهة أخرى تحت عين الشعب الذي يراقب مدى قدرتهم علي ترجمة أهداف ثورة التغيير في الواقع العملي .
إصرار بعض الثوار علي التعامي عن طبيعة المرحلة وعدم التصديق بأن الثورة قد أزاحت صالح من المشهد السياسي وتكرار أنه سيستمر في الحكم ،كل ذلك بمثابة عدم الثقة في النفس وتهويل لقدرات صالح في المرواغة واللف والدوران. وفي نفس الوقت فإن في ذلك تعطيل للطاقات وإهداراً لها بدلاً من الإنطلاق نحو المرحلة اللاحقة في عملية التغيير وبناء اليمن الجديد. ولعل من أهم الإنجازات التي يجب التقاطها والعمل عليها هو التحول الحادث في معسكر الموالين للنظام من عامة الشعب وكذلك بالنسبة للفئة الصامتة فجوهر الخلاف معهم انتهى برحيل صالح وأصبح التغيير الان والقضاء علي الفساد مطلب للجميع ولذلك فإن انضمامهم لقوى التغيير سيسرع عملية البناء والإنتقال نحو الدولة الجديدة .
يبدو إعلام الثورة اليوم مازال متأخراً عن مواكبة المرحلة الحالية للثورة وحشد الطاقات وفق متطلبات اللحظة والتي تقتضي مزيد من التوعيه بأهداف التغيير من حيث الحرية وتحقيق المساواة ومحاربة الفاسدين وبناء يمن جديد. لا بد للإعلام الثوري من تجاوز عقدة صالح واستمرار تذكير الناس به وكأنه مازال يمسك بمفاصل الأمور وعائد للصدارة بعد أن يتمكن من الإلتفاف علي المبادرة. وإنما الأصل في إعلام الثورة أن يساهم في نسيان صالح ويعمل على توجيه الناس لبناء دولة النظام والقانون التي عندئذ ستعيد لكل ذي حق حقه وفي مقدمتها حقوق الشعب طيلة الفترة الماضية بما فيها دماء الشهداء التي لا يسقطها أي تشريع .
اليوم يتحتم على اليمنيين جميعاً أن يدركوا في أعماق أنفسهم أن فترة صالح قد ولت وها نحن الآن في مرحلة مختلفة لا ينبغي فيها إضاعة الوقت في الخوف والتردد ومن تأخر فلا شك أن قطار التغيير السريع سيفوته كما فات صالح يوم أصر علي قلع عداد الرئاسة فقلع الشعب نظامه مع عداده .