مكافأة فورية ومغرية من الاتحاد الكويتي للاعبين بعد هزيمة الإمارات الكويت تقهر الإمارات بهدف قاتل في خليجي26 مارب برس يكشف عن شبكة حوثية تغرر خريجي الإعلام للعمل مع منظمة مضللة في صنعاء محاولة تصفية مواطن خلال تلقيه العزاء بوفاة زوجته بمحافظة إب منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب تحركات لطرد الحوثيين من العراق وإغلاق مكتبهم... مسؤول عراقي يكشف عن طلب أمريكي بوقف أنشطة الحوثيين في بغداد مناقشة مخطط ''استراتيجي" لمدينة المخا
شعر اليمنيون بالسعادة بعد توقيع المبادرة الخليجية معتقدين بأن التوقيع بداية الإنفراجة وتسليم السلطة والإبتعاد عن المواجهات المسلحة ، تلك الطموحات والآمال تبددت منذ الوهلة الأولى عندما كان الفرقاء يمهرون توقيعاتهم في أرض الحرمين الشريفين ، والمدافع وأزيز الطائرات لم يتوقف في صنعاء ونهم وأرحب وتعز وغيرها ، بل أن خطاب علي عبدالله صالح كان يوحي بالهجوم والتحدي وليس بالمصالحة.
بعد مرور أسابيع لم يلحظ المواطن البسيط تغيراً في الأوضاع الأمنية أو المعيشية ، بل أن التوترات الأمنية زادت حدة في بعض المحافظات كمحافظة تعز ، وذلك يؤشر إلى حد بعيد إلى أن التوقيع على المبادرة الخليجية لم يكن سوى تكتيك يقوم على مبدأ الهروب إلى الأمام وإعادة ترتيب الأوراق السياسية والأمنية مرة أخرى.
لقد عرف عن الرئيس علي عبدالله صالح خلال فترة حكمه السابقة التلاعب بالمتناقضات السياسية من خلال استخدام مجموعة ضد مجموعة سواء كانت تلك المجموعة سياسية أو قبلية أو مذهبية أو مناطقية ، وتلك السياسية التي أطلق عليها لعبة الكروت أو الرقص على رؤوس الثعابين ، لقد ساعدت تلك الطريقة على إطالة حكم صالح لأكثر من ثلاثة عقود ، ولكن تلك اللعبة كُشفت أخيراً من غالبية القوى السياسية والاجتماعية والفكرية ، ولم يبقى سوى الأميين من العامة تنطلي عليهم تلك اللعبة التي يسانده فيها مجموعة من المساعدين والمقربين.
لقد استهوت الرئيس صالح تلك اللعبة فقرر نقلها إلى المجال الدولي وأصبح لصالح كروت دولية ، وقد بدأت تلك اللعبة مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تضخيم حجم القاعدة ، ومن ثم حصل على دعم لامحدود تحت بند مكافحة الإرهاب ، ولازال كرت الإرهاب من القضايا الجوهرية التي تساعد على تمسك المجتمع الدولي بالرئيس صالح وعائلته ، ولم يقف الرئيس صالح عند ذلك الحد بل مثل التأثير في المواقف الدولية جانباً هاماً من تلك اللعبة ، حيث تمكن من حشد دول الخليج في مواجهته مع قوى الثورة الشعبية السلمية من خلال طلبه للوساطة الخليجية ، والتي إنتهت بالتوافق على إعلان دول الخليج لمبادرتها لحل المأزق اليمني.
لقد مثل مارثون المبادرة الخليجية بين صنعاء والرياض جانباً من محاولات صالح الخروج بقدر من المكاسب ، وبالتالي استمر الزياني في رحلاته العديدة إلى صنعاء يغير في المبادرة الخليجية وفي كل مرة يقترب من التوقيع تظهر عراقيل جديدة حتى أن الرئيس صالح كان يتنصل عن بعض البندود التي يقترحها هو إذا وجد استجابة سريعة من المعارضة ، ونتيجة المماطلة والتسويف وصل الزياني إلى قناعة بصعوبة الثقة بالرئيس صالح فترك صنعاء بعد أن ضمن توقيع المعارضة ورفض العودة.
بعد مراوغات الرئيس صالح مع الزياني ، تحول المشهد من الإقليمي إلى الدولي وحولت القضية إلى مجلس الأمن الدولي ، وبدأ لاعب جديد في المشهد هو مندوب الأمين العام للأمم المتحدة المغربي بن عمر ، ولكن ماذا كانت النتيجة لقد بدأ الرئيس صالح مرة أخرى بلعبة الشد والجذب مع مندوب الأمين العام ، ولكن لم يستمر لفترة طويلة هذه المرة ، فصدر قرار مجلس الأمن الذي أوصى بعدد من الإجراءات ثم حدد ثلاثون يوماً لتقديم تقرير حول اليمن ، ومن خلال جولات بن عمر المتكررة حاول صالح أن يبدي مرونة أحياناً وتصلباً في أحيان أخرى ، ولكن عجلة التأريخ كانت تقترب من موعد جلسة مجلس الأمن ، وأصبح لكل يوم حساباته في اللعبة الدولية ، وبدأت لهجة بن عمر تزيد حدة وبدأ يلوح بفرض عقوبات على الطرف المتلاعب ، في نفس الوقت الذي تدير فيه الناشطة توكل كرمان بعد حصولها على جائزة نوبل معركة أخرى في أروقة الأمم المتحدة وبعض الدول الأوربية ، وبذلك بدأت المواقف الدولية تزيد حدة تقودها الدبلوماسية الفرنسية ، كل تلك الأجواء لم تتح لصالح الهروب هذه المرة من إتخاذ قرار حاسم ، فعليه إما مواجهة المجتمع الدولي أو الرضوخ للمطالب الدولية بتوقيع المبادرة الخليجية ، وفعلاً قبل إقتراب موعد جلسة مجلس الأمن أرسل صالح إشارات تطمينية لمبعوث الأمين العام ، تلك الإشارات أدت إلى طلب تأخير جلسة المجلس الخاصة باليمن ، ومن ثم ونتيجة للضغوط الدولية قبل صالح بتوقيع المبادرة الخليجية في المملكة العربية السعودية ، ولكنه كما يبدو من الفترة التي تبعت التوقيع ربما كان مكرهاً لذلك ، وربما يعتقد في قرارة نفسه أن التوقيع ليس نهاية لحكمه بل خطوة تكتيكية لتجاوز الضغوط المحلية والدولية ، وأن بإمكانه تجاوز العقبات الراهنة والعودة إلى الحكم مرة أخرى ولو عبر بعض رموز العائلة ومن خلال حزبه(المؤتمر الشعبي العام) ، وكأنه بذلك يرى بأن لعبة الكروت السياسية يمكن أن تبدأ من جديد بالكروت المحلية ثم الكروت الدولية وما تعيين نجله أحمد في موقع ذات صلة بمكافحة الإرهاب إلاَّ مقدمة لتلك المحاولة .