آخر الاخبار
أعسار تعز في جمعة "إن مع العسريسرا"
بقلم/ علي محسن حميد
نشر منذ: 13 سنة و أسبوعين و 5 أيام
الأحد 04 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:19 م

 رفعت السلطة في جمعة السلطة في 2 ديسمبر كبعض سابقاتها أية كريمة هي "إن مع العسر يسرا" كشعار سياسي لها . والأية ليست حمالة أوجه كمن رفعها ووظفها سياسيا. فالموظّف- بكسرالظاء- يريد أن يقول لمناصريه وهم أقلية من الشعب لاتيأسوا ولاتصدقوا أن المبادرة الخليجة ستؤتي أكلها ونطبقها وأننا سنلتزم بروحها وبنصها وهي عسر مؤقت سيأتي بعده اليسر كل اليسر ولكم في سجلاتنا في نكث العهود وسوابقنا مع وثيقة العهد والاتفاق واتفاقية الوحدة واتفاق فبراير 2009 مع الشمترك نماذج تؤكد مانذهب إليه من عدم الوفاء بالعهد . إننا نؤيد المبادرة الخليجية ونقاومها في نفس الوقت بطرقنا الخاصة التي تمرّسنا عليها وقد وضعنا وبإصرار الألية التنفيذية لعرقلتها ووضع العصي في عجلتها وتفجيرها من الداخل. وقطعا سنربح الجولة النهائية. جمعة ميدان السبعين غاب عن رادارها شهداء تعز ومعاناة أبناء ونساء تعز والتدمير المستمر فيها ليل نهار لأنه موجه إلى منطقة الأوزون لمراقبة الأعداء القادمين من الفضاء أما من يقاسون في الداخل فلهم القاذفات النارية والغازية. السلطة وإعلامها وخطبائها لم يتغيروا قيدأنملة والأولى لاتزال تثق بأن المستقبل ملكها وحدها وأن الأخركما وصفه خطيب جمعة إن مع العسر يسرا الأستاذ أكرم الرقيحي "متأمر وكائد ومنافق" ( أطال الله بعمر الوالد) الخطيب لم يقف عند هذه التسميات وإنما قارن ورفع عفو صالح غير الدستوري وغيرالشرعي إلى مقام النبي الكريم ( ص)عندما عفا عن أهل مكة وقال لهم "اذهبوفأنتم الطلقاء " ليثبت للعالم أجمع " حلمه، وحكمته، وصدقه، وإخلاصه وحرصه على تجنيب اليمن وشعب الإيمان شبح الاقتتال والاحتراب". الخطيب المبجل كالإعلام الرسمي سواء بسواء لم يسمع ولم يشاهد قتلا وتدميرا ودماء تراق في الميادين والشوارع والساحات والحواري طوال عشرة أشهر.أضاف الخطيب في مجال ليس مجاله أن الرئيس لم يوقع المبادرة " مذلة أو انكسارا " كما يدعي البعض. وحقيقي فإن أحدا لم يقل بذلك ولربما يرى الخطيب وحده أن الرئيس وقع عليها وهو بهذا الوضع . 

 

 الفضائية اليمنية:لم تقصر وقد كانت فعلا طوال الشهور العشرة الماضية خير نموذج إعلامي في السماح بإبداء الرأي والرأي ذاته وتكرار الرأي والرأي نفسه ،يبرهن على ذلك شعبيتها واتساع مساحة مشاهديها التي لم يسبقها إليهما نظير في دول الربيع العربي أو في دول البرين والبحرين. لقد رفعت ثلاثة شعارات ،كتبت خارجها طبعا، بمناسبة التوقيع على المبادرة وليس بمناسبة أعسار تعز الصامدة التي خيبت ظن من راهن على نيامها وعدم قيامها بواجبها الوطني السباقة إليه في لحظة تاريخية حاسمة .الفضائية ظلت تفرح المشاهد بهذه العبارات الخالية من المضمون لساعات. وإذا كان بعض القراء قد فاتتهم سعادة قراءتها على الشاشة فهاأنذا أسعدهم نيابة عنها بكتابتها لهم في هذا المقال، مشددا على أنها كتبت في جمعة أعسار تعزوهي : 

 

 1-إيمان صادق بأن الاتفاق عنوان مرحلة جديدة لانتصار الحرية والديمقراطية وانتصار الشرعية الدستورية

 

 2- تعبيرا عن الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى وتأييده للجهود القيادية المخلصة التي دعت وتمسكت بوسيلة الحوار والاحتكام لإرادة الشعب والدستور

 

 3- تأكيد على أهمية الصفات الإيمانية التي يتمتع بها شعب الإيمان والحكمة وهي الثقة بالله وبالذات الوطنية ورفض اليأس والقنوط.

 

 - شعارات ثلاثة كلها تنتمي إلى الماضي وإلى ماقبل التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التي صدعوا رؤسنا بالإصرارعلى تزمينها وهاهم لايطبقون منها ماينص على تشكيل لجنة الشئون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرارخلال خمسة أيام لوقف سفك دماء المدنيين على أيديهم في تعز على وجه الخصوص والتي يصرون على استمرارشلالاتها . التوقيع على المبادرة كان هدفه الأول إسكات المدافع والدبابات والرصاص وهذا لم يتم. وللأسف كان يجب أن تربط المبادرة بهيئة مراقبة عربية ودولية ترصد الانتهاكات وتسهم في صيانة دماء اليمنيين المسفوكة على أيدي قوات ولي الأمر الواجب طاعته وعدم الخروج على قنص أسلحته.الشعارات الثلاثة تقول بأن الأخر عدو للحرية وللديمقراطية وخارج على الشرعية الدستورية ولم يبذل جهدا كمثلذلك الذي بذلته القيادة الحكيمة للتوقيع عليها وهو خارج عن شعب الإيمان والحكمة ولايثق بالله.إن الوضع لم يتغير ولاجديد تحت شمس المبادرة وآليتها. الشعار الأول غير دستوري لأننا في فترة الشرعية الانتقالية بعد التوقيع وكاتبها لايرى في الثوارإلا مجموعة ضالة أوخوارج. و يشيد فقط بالجهود "القيادية المخلصة" ولايرى أحدا غيره في الصورة وكأن الرئيس لم يتنازل عن سلطاته لنائبه وفوضه "تفويضا لارجعة فيه بجميع الصلاحيات الدستورية" وهو ما وصفته الصحف البريطانية في حينه بصورة دقيقة بأنه استقالة والكلمة الأخيرة هي الأكثردقة والأصدق تعبيرا عما حدث في الرياض لأن التنحي كلمة مواربة يستخدمها العرب وحدهم. الشعار الثالث تحصيل لما سبقه وتعبرعن الثقة بهزيمة العدو وبالنصرلأن السلطة هي الأقرب إلى الله وهي وحدها التي تثق به حتى في قتلها لأهالي تعز ومحاصرة مصابيهم وأطبائهم في مستشفى البريهي كمثال. التليفزيون في 3 ديسمبر أكد لنا مانعرفه عن عدم التزام السلطة بالمبادرة ببثه عشرات الصوراالإرشيفية لصالح وأناشيد منها "بايعناك، عاهدناك، وبالإجماع اخترناك". هل هذا فعلا يعبر عن روح المبادرةوالالتزام بتنفيذها أم سلوكا فجا يخرقها من الوريد إلى الوريد. إننا نعلم أن رئيسنا الفعلي الذي نعترف به الأن وكذلك المجتمع الدولي هو نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي سدد الله خطاه وأعانه للتغلب على كل العراقيل ماظهر منها ومابطن وهو الذي سيصبح الرئيس الشرعي وليس الانتقالي بعد أقل من خمسة وسبعين يوما. الدجاجة لاتتخلى عن الرقص عند ذبحهأ .

 *عضو المجلس الوطني للثورة اليمنية