آخر الاخبار
إذا وقّعت الواقعة.. كفاره
بقلم/ د. محمد أمين الكمالي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أسابيع و يومين
الأربعاء 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:17 م

في بداية السبعينيات وبعد أحداث متلاحقة للثورة اليمنية كانت تجني النظام السعودي بحق اليمن مضاعف فبعد آلاف الشهداء الذين سقطوا نتيجة المال السعودي وريالاتهم الذهبية التي كانت تملا جيوب المرتزقة المحليين والأجانب الذين قاتلوا ومن ورائهم تحالف دولي ضم إلي جانب السعودية والأردن إسرائيل والدول الغربية يحاربون الشعب اليمني وحقه في الحرية واختيار نظام الحكم الذي يناسبه .

وبعد انسحاب الجيش المصري عقب النكسة تصورت قوى الظلام أنها تستطيع أن تهزم الشعب اليمني وقد بدا وحيدا إلا من عزيمته وتوكله وتكاتف الوطنيين والشرفاء من أبناء اليمن شمالا ووسط وجنوبا دفاعا عن الجمهورية لم يفرقهم مذهب ولم يلتفتوا إلي تقسيم الاستعمار , ولما لم تستطع تلك القوى أن تقهر إرادة الشعب اليمني وجه النظام السعودي ضربته لقتل تضحيات الشهداء بعد أن ساهم في قتلهم بضرب اليمن في اتفاق المحاصصة الذي وئد الثورة من داخلها وكانت نتيجته اتفاق تقاسم السلطة بين المتقاسمين باسم الملكيين والجمهوريين وابعد الجانب الشعبي عن المعادلة ليصبح هم كل طرف التوسع في مصالحه مع المحافظة علي الاتفاق الذي حول البلاد إلي عربة يجرها بغلان كل منهما يسير عكس الأخر فلم تتحرك .

ولما حاول احد أبناء اليمن الوطنيين كسر هذه التحالفات السرية والمقاسمات اللصوصية ليعيد الأمر إلي صاحبة الحقيقي (الشعب) بعيدا عن أي تقسيمات مناطقية او مذهبية مراهنا علي إرادة الشعب والجماهير بعيدا عن الوصاية الخارجية في أول مشروع وطني لبناء الدولة في اليمن متجاوزا الحدود ليصنع الأمل في شطري الوطن ,,وعندما لم يستطع المنتفعون والطامعون وسادتهم الخارجيين الالتفاف علي المشروع قتلوا صاحبه وربانه وكما لم يستطيعوا تشويه صورته في حياته انه ديكتاتور ماركسي شيوعي وتابع للاتحاد السوفييتي الكافر حاولوا تشويه سيرته بعد وفاته إلا أن وعي الشعب الذي أحبه وبادله الحب لم يحتج الكثير ليكشف زيفهم .

وكانت أقسى عقوبة لهذا الشعب هو تنصيب حاكم بدرجة وكيل لحكام آل سعود هو النقيض من ذلك الرجل العملاق بحجم وطن ليأتي هذا القزم لا يتعدى تفكيره مصلحته الشخصية وأسرته .

ومرت الأيام طويلة لتأتي ثورة الشباب لينفض الشعب اليمني غبار السنين في العقود التي تجمد فيها اليمن متخلفا عن ركب التاريخ وحتى الجغرافيا ,,واتت هبة الشعب كالإعصار الذي يقتلع ما أمامه وأصبح الصنم القزم كالغريق لتأتيه المبادرة السعودية كطوق نجاة وإشارة وإيعاز أن اقتل واسفك الدماء وقف ضد إرادة شعبك فلهذا نصبناك وتحداهم فأموالنا جاهزة وضعاف النفوس لا تعدمهم ارض ,,واتت تعديلات المبادرة ومماطلاتها كأنما تريد شيء واحد هو كسر الأمل في نفوس اليمنيين وأنهم لا يمكنهم التغيير وليرضوا بالواقع والتقاسم والمحاصصة تحت سقف رغبات الجار الذي لم يكن وسيطا محايدا بل خصم عنيد وقف أمامهم وما يريدون فيكون نتيجة الاتفاق أن يتقاسم المتقاسمون ويعود المقهورون المظلومون إلي بيوتهم مكسورين لم ينالوا حتى سعادة ولو وهمية كأقرانهم أنهم قد اسقطوا الصنم فسيظل رئيسا عليهم وتضيع دماء شهدائهم وألام جراحهم تحت ركام منازلهم المهدمة بتواطؤ ورضا الوسيط الجار .

لكنهم نسوا أن الايام لا تعيد نفسها بقدر ما تتشابه مالأت الظالمين فيها وان هذا الشعب الذي غيبوه عقودا ويخافون ألان من مجرد ذكر اسمه في مبادراتهم أصبح قوة لا يستهان بها ,, وتشاء الأقدار ان يحفر الظالمون نهايتهم بأيديهم وتسلطهم وعنادهم فيكرر رئيس هذه السلطة الواقعة التي سقطت شرعيتها مع أول مجزرة رفضه أن يوقع علي وثيقة تمد عمره بضعة أشهر وتعطيه الحصانة وتتيح له أن يبث سمومه في مستقبل اليمن ,,ولكن حتى إذا وقعت السلطة الواقعة عليها فذلك لن يعفيها من الحساب والمسائلة فقد آل الشباب علي أنفسهم أن لا يفرطوا بدماء إخوتهم المسفوكة ولن يلتفتوا إلي أي ضمانات تخالف القوانين الإنسانية الدولية وتعفى مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية من العقاب , لأنهم يعلمون أن القصاص العادل والرادع سيشكل مدخلا لبناء يمن جديد يتخلص من ارث الماضي البغيض ومن الوصاية علي حاضرنا ومستقبلنا .

هنالك بعض التفاصيل لابد من الإشارة إليها:-

1- كانت الاتفاق سيكون مقبولا لو أن المعارضة رفعت سقف مطالبها إلي الحد الذي يرتضيه شباب الثورة معتمدين علي دعم الجماهير وقوتها فالضغوط الدولية لا تبرر التنازلات التي قدمتها المعارضة والتي استمر الطرف الأخر بطلب المزيد منها ولم يبقى إلا آن يطلب اعتذار رسمي من المعارضة .

2- الاتفاق سينقل علي صالح من رئيس اليمن إلي رئيس الرئيس.

 3- البند الخاص بان يكون النائب مرشح توافقيا للحزب الحاكم والمعارضة وتتحدث بعد ذلك آلية بن عمر مقررة فوز هذا المرشح التوافقي سلفا فما الجدوى من عمل انتخابات أصلا ,أم أن الغرض منها إعطاء شرعية انتخابية للنائب الذي سيصبح رئيسا وكان يمكن الاكتفاء بالتوافق علية سياسيا أن يصبح رئيسا انتقاليا وتترك الشرعية الانتخابية للمرحلة الدائمة بعيدا عن التزوير والتزييف والاستغفال .

 4- البند الأخر في الآلية التنفيذية أن تتولى الحكومة المشكلة من الحاكم والمعارضة محاورة الشباب ,وهذا اعتراف في الآلية دون المبادرة بأنهم طرف أساسي يجب محاورته لكنها تضعهم مقابل طرف أخر تجتمع فيه الحاكم والمعارضة كطرف واحد له مصلحة مشتركة أمام مطالب الشباب وتطلعاتهم .....................لا تعليق .

 5- الي الصوفي كفاره كلمة يقولها المصريين لمن خرج من السجن كإشارة لتكفيره عن ذنوبه وهذه ربما تنبؤ غير مباشر لمصير فرقة حسب الله التي تحيط بالعائلة ومنهم الصوفي .

 6- رسالة المبادرة إلي الشهداء مازن وعزيزة الأطفال شهد وانس وشهاب, زينب وتفاحة وطه ونزار ومجهول والاخرين ..........عفوا المبادرة السعودية لا تشملكم .