حفيدات أروى مثيلات خولة شبيهات بلقيس أم اليمن
بقلم/ د. فاطمة عبدالرحمن
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 24 يوماً
الجمعة 28 أكتوبر-تشرين الأول 2011 07:59 م

عاد اليمن السعيد ليستعيد عزه ومجده وسعادته وتوازنه!! واقول عاد لأني متيقنة من ذلك، فهاهي بوادر عودته ترنو في الافق، ويكاد الجميع يرونها ببصيرتهم قبل اعينهم القوية والثاقبة! واقول ذلك مجازا واستباقا لما يحدث في الساحات اليمنية الثورية.. اليمن اليوم يعيش مرحلة مخاض حقيقية عسيرة وصعبة ولكني متأكدة بأن القادم المتمخض هو مستقبل اليمن السعيد .. القادم هو الدولة المدنية الجديدة التي نسعى كلنا اليمنيين الى تحقيقها.. وشعب اليمن اليوم يحلق بجناحيه عاليا، يحلق بشقيه الرئيسيين الرجل والمرأة ليعيدا توازن اليمن وليبدأا بناء دولتهم المدنية الحديثة من ساحات وميادين الحرية والتغيير بكل محافظات اليمن الحبيب...

اقول عاد اليمن السعيد ومؤشرات عودته هو ما نراه اليوم، بخروج المرأة اليمنية الى كل ساحات الحرية والتغيير بيمننا الثائر على الظلم، الفساد، الاستبداد، الجهل، المرض، وسلب الحقوق، وقمع الحريات و..و.وأخير القتل واستباحة الحرمات، خرجت المرأة اليوم لتستعيد دورها الفعلي في بناء الوطن الى جانب اخيها الرجل، ولتعيد التوازن الحقيقي الذي يصنع عز ومجد وهيبة اليمن، وها هي اليوم تسجل انجازات رائعة في جميع المجالات الانسانية الصحية والخدمية والامنية والتنظيمية والتعليمية والاعلامية والفنية بكل الساحات اليمنية، اضافة الى مشاركتها السياسية والنضالية المؤثرة والتي أظهرت امكانياتها وقدراتها التي وهبها وشرعها الله سبحانه وتعالى لها، وذلك من خلال المشاركة الفعالة بالتعبيرعن رأيها بالكلمات والمسيرات الضخمة النسائية والمشتركة وتحمل مخاطرها، والمشاركة المستمرة بالصلاة في ُجمع الستين والهتافات الثورية المدوية والتي اذهلت العالم بها! كل ذلك دون ان تنسى وظيفتها الرئيسية في بيتها الصغيردون أي تقصير في تربية الابناء والرعاية وتأمين الحياة الاسرية المتكاملة، وهذا ليس جديدا على المرأة اليمنية فهن حفيدات أروى مثيلات خولة شبيهات بلقيس أم اليمن!كم هي ثائرة رائعة معبرة هذه الكلمات للشاعرالذي استخدام العبارات وترجم مشاركاتها الفعالة بشكل صحيح سلمت افكارك وكلماتك.

 المرأة اليمنية اليوم وهي ممثلة بالأم والزوجة والابنة والاخت والزميلة والجارة المتعلمة والأمية الكبيرة والصغيرة الريفية والمدنية تعيد التوازن وتستعيد دورها الحقيقي الذي كانت تحلم به منذ قيام ثورتي ال26سبتمبر وال14اكتوبر وهي مشاركة حقيقية لجناحها الثاني الرجل ليعيدا لليمن هيبته وسعادته، كما سبقتنا الى ذلك العظيمة بلقيس والحكيمة أروى.. ولكن كان هناك نظام فاسد حاقد يرجعها الى الوراء طيلة 33 عاما حتى لا تساهم في بناء اليمن! نعم ذلك النظام الفاسد الذي تشدق كثيرا أمام العالم بأنه يدعو الى مشاركاتها الوهمية في كثير من المجالات، بل كان ادعاءً وابتزازا سياسيا وتلميعا اعلاميا ليس الا....

المرأة اليمنية اليوم هي الثائرة التي خرجت وشاركت وهي ملتزمة بكل ما يسمح به ديننا الاسلامي الحنيف ومتمسكة بالاصول والقيم والاخلاقيات الدينية، ولم تتخطى العادت والتقاليد الاجتماعية التي يفرضها الواقع اليمني وهي ملتزمة بحجابها ومتمسكة به، المرأة اليمنية اليوم هي الثائرة التي تدفع بابنها وزوجها واخيها وابوها الى النزول الى ساحات الحرية والتغيير وهي متأكدة بأنه قد يستشهد أو يجرح أو يعتقل أو يختطف ومع ذلك تشجعه وتنزل معه الى الساحات، هذه هي المرأة اليمنية الثورية لمن لم يعرفها بعد...

المرأة اليمنية الثائرة هن كل الحرائر ممثلة بتلك الأم التي تتماسك اذا استشهد ابنها الذي هو جزء من روحها فداءً لتراب اليمن وحريته.. وتزغرد فرحا وقلبها يدمي وتقول لا بكاء لا عويل ابني شهيد مخلد بالجنة، وقاتله مخلد بنار جهنم. .. ولكم ان تتخيلوا كمَ الصبر والصمود الذي تكابده هذه الام الثكلى على فراق فلذة كبدها تحزن وتكتم حزنها امام العالم حتى لا تتراجع باقي الامهات عن النزول للساحات ومشاركة جناحها الاخر الرجل- وانا متأكدة بانها عندما تخلد الى نفسها في بيتها تذرف دموعها انهارا حزنا لفراقه- كأم عبدالله العلفي وعوض اليافعي وعوض السريحي ومحمد العلواني ومازن البذيجي ومازن الدبعي و.. .و.. ومثلهن مئات ومئات ولكن لم تستطع عدسات التلفزة من التقاط كلماتهن لكثرة عدد الشهداء ..المرأة اليمنية هي أم بشير الام الصابرة التي تناجي ولدها بكلمات تمزق حنايا القلب وتدمع لها العين" اتسمعني ياولدي اتسمعني يابشير.."عندما يستشهد ابنها الثائر بشير، ذاك الشاب الشهيد المعاق، وام علوي الشاب الحافظ ومثلهن كُثر...وهي الام التي ترثى رضيعها ثم تحتسبه عندالله وتدعي على قاتله مثل أم أنس السعيدي الطفل ذو العشرة اشهر.. وام مرام ذات الخمس سنوات، وغيرهن وغيرهن ..المرأة اليمنية الثائرة هن كل الحرائر بكل محافظات اليمن ممثلة بامهات وزوجات وبنات واخوات واقارب ومعارف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمختطفين وايضا هن كل امهات الثوار الاحرار الصابرون والصامدون في الساحات وميادين الحرية والتغيير باليمن الحبيب.. المرأة اليمنية الثائرة هي كل الحرائر اللاتي يشاركن بالمسيرات النسائية السلمية بكل محافظات اليمن الذين يتعرضن للأختطافات ويُرمين بأبغض الالفاظ وابشع الكلمات والشتائم التي تخدش حيائهن ويصمتن ويكملن مسيرتهن الى نهايتها لأنهن خرجن لمساندة اخوانهن الرجال لتحقيق اهداف نبيلة وواضحة لبناء اليمن السعيد.

المرأة اليمنية الثائرة والمناضلة والمتمثلة بشجاعة واقدام(شهيدة الثورة)عزيزة المهاجري تلك الشابة التعزية واقول شابة لأنها تمثل ربيعنا العربي فالعمرالزمني والثوري يمتزجان ليصنعا شهيدة عندما دفعت حياتها رخيصة ثمنا لحرية اليمن وكرامته وهي تدافع عن أخيها الرجل عندما أطلق بلاطجة النظام الفاسد في تعز النار على مسيرة سلمية باتجاه الشباب فتتقدمت مسرعة من مؤخرة المسيرة الى مقدمتها ظنا منها ان البلاطجة لن يتجرأو اعلى اطلاق النار المباشرعليها– باعتباران المرأة اليمنية لها حرمتها- وتنصحهم بألا يطلق الرصاص الحي على زملائها الشباب بقولها " هم يمنييون مثلكم لماذا تطلقون النار الح.. لم تكمل عبارتها حتى قام بقنصها بلطجي برصاصة من خلف رأسها لتخرج من مقدمته وتسقط مضرجة بدمائها- وقبل ان تلفظ انفاسها الأخيرة تخاطب بسعادة اختها "خديجة- قتلني علي صالح الحمدلله .. ثم تسلم روحها لبارئها ورآها العالم كله من خلال شاشات التلفزة يوم احتفالات اليمن بذكرى الرابع عشر من اكتوبرال48... .

 المرأة اليمنية الثائرة هي توكل كرمان (روح الثورة اليمنية) الابنة والزوجة والام والصحفية والحقوقية التي طالبت النظام باعطاء كل ذي حق حقه بدءً من الظلم الواقع على مهجري الجعاشن والحراك الجنوبي والحوثيين وغيرهم كثير .. توكل كرمان الثائرة التي اذهلت العالم بصمودها امام كل الانتهاكات والتهديدات والاعتقال والشتائم التي تلقتها من السلطة وازلامها قبل نزولها الى الشارع، توكل كرمان التي عندما فاض الكيل بها وبزملائها خرجت الى الشارع قادت المظاهرات السلمية بشوارع صنعاء، وهي التي فرضت على العالم سلمية ثورتنا وكافأها بجائزة نوبل للسلم والسلام يوم الجمعة7 /10/ 20011..المرأة اليمنية الثائرة الحرة هي سمية القوسي( مذيعة الثورة) احدى ثائرات الربيع العربي اليمني والتي تبكيني عندما تأخذ الميكرفون لتعلق على ما تراه بالمستشفي الميداني بساحة التغيير بصنعاء عندما يعود الشباب من مسيرات سلمية في شوارع صنعاء، وترى جثث واشلاء زملائها الثائرين مبعثرة امامها وتسمع بكاء ذويهم وزملائهم وصوت انين الجرحى ترثيهم بعبارات تهز الوجدان وتقشعر لها الابدان، ومثيلاتها كثيرات في كل الساحات اليمنية الثائرة..المرأة اليمنية الثائرة هي أفنان اليوسفي بنت الرابعة عشر(زهرة ساحة الحرية بتعز) والتي خاطبت السفاح في فبراير2011م بقولها"" انت ياعلي كلك بما تملك انت وعائلتك هو ملك للشعب اليمني.." فما كان جزاؤها الا أن ُيتمت بقنص والدها بايدي الغدر بساحة الحرية بتعز.. أفنان هي الثائرة الصغيرة التي ترثي والدها الشهيد الدكتور اليوسفي بعبارات توجع القلب وتدمي الروح ومثيلاتها كثيرات وكثيرات..أما أصغر أمرأة يمنية فهي عتاب (ايقونة الثورة اليمنية) الذي طالبت من منصة ساحة التغيير بصنعاء السفاح بالرحيل لأنه قتل والدها الثائر يوم جمعة الكرامة حينما بكت وابكتنا ببكائها المرير فاهتزت مشاعرالعالم الحُرَ باسره لحزنها على فراق ابيها، ومثيلاتها كثيرات.

عذرا امهاتي. اخواتي.. بناتي.. لن استطيع أن اعرج على كل منجزاتكن خلال هذه الثورة المباركة والتي اظهرت ما تستطعن القيام به لبناء اليمن الجديدالى جانب جناحك الأيسر" اذا ما اتيحيت لكن الفرصة الحقيقية للمشاركة والبناء- برغم قصر الفترة الزمنية 8 أشهر- ولكني اشرت فقط الى بعض النماذج القليلة التي استوقفتني وسوف تكون لنا وقفات خلال وبعد انتصار ثورتنا بإذن الله.

هذه هي المرأة اليمنية الثائرة لمن لم يعرفها جيدا....فهنيئا لك ايتها الثائرة الحرة بكل ما تقدميه من البطولات.. هنيئا لك بكل الصبر.. هنيئا لك بكل الصمود..هنيئا لك بكل التضحيات.. فهنيئا لليمن بك يا ابنة بلقيس.. فاستبشري بانتصار ثورتك انت ونصفك الآخر الرجل وحلقا عاليا لبناء الدولة المدنية الحديثة.