لماذا لم تحسم الثورة في اليمن ؟؟!!
بقلم/ علي السيد
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 24 يوماً
الإثنين 26 سبتمبر-أيلول 2011 05:01 م

نجحت الثورة المصرية والتونسية في غضون أيام قليلة فدحرت نظامي الظلم والعمالة .. وبالتالي استحسنت الشعوب العربية هذه التجربة وما حققته هذه الثورتين من نجاح باهر ونموذج رائع - يحتذى به ..لاسيما وان هذه الثورتين أنجزت في خلال أيام معدودة وتحقق كل ما تحرك به الشعبين ومن ثم تحركت بقية الشعوب العربية صوب التغيير بعد نجاح ثورة مصر وتونس وهتفوا بصوت الحرية والخلاص من أنظمة الظلم والعمالة .. فتحرك الشعب الليبي وكذلك الشعب اليمني والشعب البحريني في آن واحد وخرجوا إلى الشوارع ينددوا بالقمع والتسلط لما تقوم به هذه الأنظمة العميلة والظالمة تجاه الشعوب العربية المسلمة .. في المقابل تحرك الأمريكان ودول الاستكبار العالمي لكبح هذه الثورات واتخاذ سيناريو كلا على حدة وانتهاج سياسة الكيل بمكيلين .. فليبيا اتخذا معها سيناريو واليمن سيناريو والبحرين سيناريو للحيلولة دون نجاح هذه الثورات .. فالمؤامرات الكبيرة التي أحاكها الأمريكان وبعض الأنظمة العربية تجاه صحوة الشعوب العربية والإسلامية باتت واضحة والكل يعرفها.. فما عملته أمريكا في ليبيا والبحرين واليمن لهو خير دليل ..

هنا تحرك الشعب اليمني للانتفاضة والتغيير وهتف بصوت الحرية .. فخرج الشعب اليمني إلى الشوارع بصدور عارية شأنهم كشأن الشعب المصري والتونسي الذين تحركوا تجاه التغيير بتوحد في الصف والموقف وكذلك محافظتهم على سلمية الثورة حتى تخرج إلى النور والنجاح .. فالثورة اليمنية واجهت عوائق كثيرة في إطالة أمد الثورة والمحاولة الكبيرة من قبل أمريكا والنظام في السعودية لكبح الثورة والتلاعب بالأوراق والملفات اليمنية وكذلك القوى الحزبية والعسكرية .. فمن العوائق التي سنحت الفرصة للنظام أن يراوغ ويتلاعب في تلبية مطالب الشعب المحقة تحركت أحزاب اللقاء المشترك إلى الدخول في مفاوضات مع النظام لاستجدائه لمحاصصة السلطة والحقب الوزارية ..حيث أن النظام اليمني يستطيع أن يراوغ ويتلاعب كما أن دخول المشترك في مفاوضات ومبادرات سنحت الفرصة للنظام أن يصمد أمام ثورة الشعبية المباركة ..

في نفس الوقت اللقاءات المكثفة بالسفير الأمريكي التي تحرص المعارضة في الارتماء في أحضان الأمريكان .. وتقديم الخدمات التي كان يقدمها النظام من قبل وبالتالي الثورة المصرية كانت ناجحة وأجمل ما فيها أنها لم تدخل مع النظام في مصر في مفاوضات أو مبادرات تفضي إلى اتفاق بين الطرفين ..

فحينما توجهت المعارضة في مصر "الإخوان المسلمين" إلى فتح باب المفاوضات مع النظام في بداية الثورة المصرية غضب الشارع المصري وهتف بصوت عالي لا للمبادرات لا للحوار فلا خيار أمام النظام إلا الرحيل الفوري ..هكذا تحرك الشعب المصري وأغلق كل البواب تجاه كل من تسول له نفسه في الدخول مع النظام المصري في أي حوار أو مبادرات .. وكذلك قطع كل السبل والطرق المؤدية للتدخل الخارجي والاستعمار الأجنبي لكي لا تسنح لهم الفرصة في كبح الثورة والتمديد في عمرها .. لما من شأنه الحفاظ على حليفهم الاستراتيجي "حسني مبارك" هنا لم يستطيع النظام المصري المراوغة وكذلك التدخل الخارجي لم يقدروا أن يعملوا أي شيء فأحشر النظام في زاوية ضيقة عندما راء إصرار كبير وصمود أسطوري وتوحد قوي في الشارع المصري الذي خرج لينتفض ويقول كلمة الحرية والخلاص من نظام الظلم والعمالة "الشعب يريد إسقاط النظام " فكانت صرخة قوية أودت بنظام مبارك وانتصرت الثورة المصرية وابتهج أبناء الشعب المصري بنجاح ثورتهم .. وبعد ذلك سطر الشعب المصري نموذجا رائع في التصدي للتدخلات الأجنبية وكذلك المؤامرات الكبيرة التي حاكها مبارك وأزلامه في مصر لا فشال الثورة والمحاولة منهم لكبحها .. كما أن الشعب المصري حافظ على بنيان الثورة وتماسكها وتوحد كل الأطراف والقوى الثورية تحت إطار واحد ومسمى واحد "الشعب المصري واحد " .. وفي نفس الوقت حافظ الشعب المصري على سلمية الثورة والتصعيد الثوري السلمي لإرغام مبارك بعد ذلك أن يرحل دون تسويف أو شرط .. ويترك الشعب المصري أن يختار الحياة الكريمة والعزة الإسلامية بلا ارتهان للخارج وعمالة لليهود والنصارى ..

هكذا حقق الشعب المصري ثورة المباركة والتي تعتبر ثورة عارمة تجاه نظام ظالم وعميل فلا بد من أن تحتذي بقية الشعوب العربية والإسلامية بالثورة المصرية المباركة ..

 أن الثورة اليمنية المباركة التي خرج الشعب اليمني لينتفض ويتحرك صوب التغيير ويهتف بصوت الحرية والخلاص من نظام ظالم وعميل ظل ولا زال يمارس التسلط والقمع بحق أبناء شعبه إمعان منه في فرض غطرسته وعنجهيته الرعناء .. ليتسنى له بعد ذلك أن يحكم البلاد بالنار والحديد ولكن الشعب اليمني أبى أن يقبل مثل هذه التصرفات .. فخرج إلى الشوارع لينتفض ويهتف بصوت الحرية " الشعب يريد إسقاط النظام" حينها تحرك النظام وكذلك الخارج للمحاولة منهم في كبح الثورة اليمنية وتغيير مسارها الصحيح .. وفي نفس الوقت واجهت الثورة اليمنية عوائق كثيرة ومؤامرات كبيرة حاولت دون أن تنجح هذه الثورة وتحرف مسارها الصحيح .. لتصب بعد ذلك المصلحة والنهاية في قالب أراده الأمريكان ودول الاستكبار العالمي على أن يكون مسار التغيير في المحتوى الخارجي والشكلي للنظام .. ومن ثم يبقاء من ترعرع في أحضانهم طيلة ثلاثة وثلاثين عاما .. ليمسك بعد ذلك زمام الأمور وتنتهي الثورة بالشكل الذي رسموه وخططوا له مسبقا .. وبالتالي فتح الباب وتقديم المصوغات من قبل المعارضة للتحاور وتبادل المبادرات والمفاوضات بينهم وبين النظام كان بمثابة العائق الكبير الذي سنح الفرصة للنظام أن يراوغ ويتمسك بمثل هذه المبادرات التي هي في نفس الوقت لا تفضي إلى حلحلت المشاكل اليمنية .. ولا إلى رحيل النظام الظالم وفي نفس الوقت مازاد الطين بله هو إعلان بعض القيادات العسكرية والقبلية والحزبية المنشقة من النظام وانضمامهم للثورة وتبنيهم لمجلس عسكري ومجلس وطني وإصدارهم للبيانات والظواهر الصوتية والإعلامية كانت هي الأخرى من العوائق التي جعلت النظام أن يتمسك بالحكم ويراوغ ويتآمر ضد هذا الشعب مردوفا بعمل ودعم لوجستي خارجي لا مثيل له .. وبعد ذلك اقترف النظام اليمني المجازر واسفك الدماء تحت تواطؤا دولي خارجي ودعم غير مسبوق للنظام صالح .. هنا في المقابل الشعب اليمني لم يتخذ أي خطوة حاسمة تجاه من أعلنوا الانضمام إلى الثورة سواء كانوا عسكريين أو مشائخ قبليين أو قيادات أحزاب أو تنظيمات أخرى.. كما عملوا الثوار في مصر عندما حاول النظام أن يتحاور مع الإخوان المسلمين فرفض الشعب وغضب وخرج كالبركان الهائج وصرخ ضد هؤلاء ..

فرجع الإخوان المسلمين إلى الشارع بعد أن رفضهم ونبذهم وانخرطوا مع الشعب ليكملوا المشوار حتى سقط مبارك .. هنا لا بد للشعب اليمني أن يقوم بما قام به الشعب المصري ولينبذ هؤلاء وليصرخ في وجههم حتى يرجعوا إلى الشارع وينخرطوا مع الشعب وليغلقوا كل الطرق والسبل المؤدية إلى مبادرات أو تسويات كما يسمونها "تسويات سياسية" هذه ليست تسويات سياسية وإنما هي ثورة ضد الظلم والعملاء وضد كل من تسول له نفسه في إقحام البلد في أتون حرب أهلية وجعل البلد في مهب الريح وتحت وطئت الأمريكان والهيمنة السعودية الأمريكية المزدوجة على اليمن وعلى مقدراته وكذلك الارتهان للخارج وللقوى الاستعمارية الأجنبية .. فلا بد للشارع اليمني أن يتوحد تحت مسمى "الشعب يريد إسقاط النظام" فلا معارضة تمثل الشعب ولا قوى أخرى هي أيضا تمثل الشعب وإرادته ..ولكن تتوحد كل القوى والأحزاب ..الخ تحت هذا المسمى ولتغلق الأبواب أمام النظام والسفارات الأجنبية وتقطع كل السبل والتسويات التآمرية ولتنخرط مع الشارع اليمني الغاضب الذي لطالما تحرك بكل جهد للمحافظة على سلمية الثورة وقطع التواصل مع كل من يريد أن يكبح أو يتآمر ضد هذه الثورة المباركة ..

هنا في الأخير لابد من التوحد الثوري وكذلك التنسيق بين كل الشوارع الغاضبة والفئات الثورية ضد النظام ولنكن يدا واحدة تتحدى كل المؤامرات والتدخلات الخارجية الاستعمارية .. وليسعى كل الأطرف وكل القوى الثورة سواء كانت أحزاب أو قيادات عسكرية في المحافظة على سلمية الثورة ..وكذلك نبذ كل العلاقات الأجنبية وقطعها بل تخرج مظاهرات حاشدة تصرخ ضد السفارة الأمريكية وتحملها المسؤولية في سفك الدم اليمني وليعرفوا أن الشعب اليمني غاضب ومتوحد وعلى كلمة سواء لا يتراجع ولا ينحني تجاه أي قوة في العالم .. وليمضي الثوار في تحركهم السلمي دون المبادرات أو العلاقات الخارجية وإنشاء الله أن الشعب اليمني سينتصر وتنجح ثورة المباركة ..لان إرادة الشعوب فوق كل الإرادات والله مع الشعوب حينما تريد التغيير من واقعها المظلم والمزري والارتهان لأعداء الدين من اليهود والنصارى ..

فلتمضي كل الثورات العربية والإسلامية من قاعدة محورية ووفق الأطر القرآنية والمحافظة على الأسس الإسلامية والتحرك وفق مشروع قراني بحت يمنع الاختراق ويحبط العدو في كل مخططاته الشيطانية ..