قرار اتخذته أميركا مؤخراً يتعلق بمواجهة الحوثيين واتساب يوقف دعم هذه الهواتف بدءًا من 2025.. القائمة الكاملة صلاح يكتب التاريخ برقم قياسي ويتفوق على أساطير الدوري الإنجليزي أسطورة ليفربول يخضع لمحمد صلاح اعتراف الحوثيين بخسائر فادحة نتيجة الغارات على صنعاء الموساد يكشف تفاصيل صادمة حول عملية البيجر المفخخة ضد حزب الله ترامب يتعهد بإنهاء حروب أوكرانيا ومنع اندلاع حرب عالمية ثالثة ترمب يثير الجدل بشأن استعادة قناة بنما ويكشف عن لقاء مع بوتين مواجهات وتطورات خطيرة في مخيم جنين بالضفة الغربية هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية
أولاً وقبل كل شيء، أقول للجميع (بدون استثناء)، كل عام وأنتم ومن تُحبون في أطيب حال. وأسأل الله جلّ في علاه، أن لا يأتي على اليمن وأهله عيد الأضحى إلا وقد استقرّت الأوضاع، وتحقق ما نصبوا إليه من عزّة ورفعة وحرية وكرامة. كما أرجوه وهو الرحيم المنّان، أن يغفر ويرحم شهدائنا، ويشفي جرحانا، وينصرنا على من بغى علينا، ويجنبنا شر الظالمين والعابثين، إنه سميع مُجيب، آمين.
يُصادف في هذا الشهر الذكرى العاشرة على أحداث " 11 سبتمبر"، وهي الأحداث التي عصفت بالعالم، وبجميع الدول، بل إن خريطة العالم السياسية، بدأ تغييرها ابتداءً من صبيحة اليوم الثاني ( 12 سبتمبر). ولست مبالغاً إن قُلت، أن الدول الإسلامية والعربية هي أكثر من تضرر من هذا الحدث، الذي ما فتئ اللوبي اليهودي – الأمريكي، يُذكّرنا به سنوياً، وذلك من خلال احتفالاتهم السنوية في مثل ذلك اليوم المشئوم، والذي يتنافس فيه الرؤساء والقادة الأمريكان على إلقاء الخُطب والكلمات "المؤثّرة" التي تُهيّج وتلعب بمشاعر ونفوس أهالي الضحايا الأمريكان، ولا يفوتهم ذرف "دموع التماسيح"، لإضفاء مشاعر الحزن والرومانسية على هذه المناسبة الغالية على قلوبهم (إن كان لهم قلوب)، دون أي إلتفات أو ذِكر منهم لمشاعر ونفوس أهالي ملايين الضحايا من المسلمين والعرب، اللذين طحنتهم، ومازالت تطحنهم آلة القمع والإرهاب الأمريكي بحجة ما يُسمى زوراً "مكافحة الإرهاب". كما إن أبناء (مقصوف الرقبة) "العم سام"، يُعيدون سنوياً استنساخ "البُعبع العالمي" أو ما يُعرف باسم "القاعدة"، والذي لا يستطيع أحد (بما فيهم الأمريكان)، أن يُنكر، أن ذلك "البعبع العالمي" هو صناعة أمريكية بامتياز، وتم تصديره إلينا "لغرض في نفس العم سام" لتسميم حياتنا.
ولو عُدنا بذاكرتنا قليلاً للوراء، وخاصة اللذين تجاوزوا الثلاثين من العمر، لعلمنا، سر هذه التسمية، ومغزاها، والداعم الحقيقي لها، والأهم من ذلك كله، المستثمر لمثل هذه الأحداث.
ففي فترة ثمانينات القرن الماضي، وبالأخص في نهايتها، ناصر وشارك العديد من الشباب المسلم من الدول العربية والإسلامية، إخوانهم المجاهدين الأفغان في حربهم (جهادهم) ضد الإتحاد السوفيتي (آنذاك)، وكانت معظم الأسلحة التي بحوزة المجاهدين الأفغان، والشباب العربي والمسلم هي أسلحة أمريكية. بل إن المخابرات الأمريكية ( CIA )، صرّحت، وما تزال، بأنها هي من دعم الأفغان في حربهم ضد الإتحاد السوفيتي. وهذا الدعم كان بطريقة مباشرة، عن طريق إرسال الأسلحة لبعض قادة المجاهدين، وبطريقة غير مباشرة عن طريق بعض الدول العربية. وعلى كل حال، فقد انقضت ومرّت تلك الفترة بحلوها ومُرّها مع نهاية عام 1989م.
وللتذكير فقط، لم يكن العالم يعرف أي شيء عن ما يُعرف بـ "القاعدة" حتى نهاية فترة الثمانينات.
ومع بداية التسعينات، بدأت مرحلة جديدة في الأروقة الأمريكية، بعد أن استطاع النسر الأمريكي (بطريقة بيد عمرو لا بيدي)، من هزيمة الدب الروسي، وما كان يُمثلّه من "معسكر شرقي" وعدو استراتيجي له في فترة الحرب الباردة.
لذا بدأ الساسة الأمريكان يعُدّون العُدّة لإيجاد "عدو بديل" أو "مُحلّل" (إن جاز التعبير)، لاستباحة الدول العربية والإسلامية. فبدأ المطبخ الأمريكي يعُدّ لطبخة "عربية – إسلامية" أو "صدامية – قاعدية" بالأصح. حيث بدأت حقبة التسعينات بغزو القوات العراقية لدولة الكويت، ثم تدخلت القوات الأمريكية على وجه الخصوص في المنطقة، وفي العراق وأفغانستان خاصة. ولا ننسى المزاعم والحُجج الكاذبة والهزيلة التي ساقها أولئك القادة الأمريكان لتبرير غزو واحتلال العراق، بحُجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، والذي تبيّن فيما بعد، بطلان وكذب هذه المزاعم والحُجج، كما أقرّ هولاء القادة الأمريكان بذلك. ولكن هذا الإقرار لم يأتِ إلا بعد أن حققوا ما كانوا يصبون إليه، وبعد أن وقعت "الفأس في الرأس"، و "تخرّبت مالطا". أما أفغانستان، فكانت محاربة "طالبان"، ووجود "القاعدة" على أراضيها، هي الحُجة المبررة للغزو والاحتلال.
في الفترة نفسها، كان الشباب العربي والمسلم اللذين شاركوا في الجهاد في أفغانستان، يتهيئون للعودة إلى أوطانهم، وخاصة بعد انسحاب القوات الروسية من أفغانستان. وكما قيل لنا، وتم الترويج له بقوة، أنه في تلك الفترة بدأ تكوين ما عُرف بعد ذلك باسم "القاعدة". وبحسب التفسيرات لسر هذه التسمية، أنه تم قيد وتسجيل أسماء وعنوانين أولئك الشباب العربي والمسلم (المجاهدين العرب) في "قاعدة بيانات"، حتى يكونوا نواة لجيش إسلامي، كما قيل. ثم سارت التسمية على الألسنة، وتم اختصارها في "القاعدة".
لا أدري لماذا تم اختيار مصطلح "قاعدة بيانات"؟، ولم يتم اختيار مصطلح "سِجْل المجاهدين" مثلاً أو أي مصطلح آخر. فمصطلح "قاعدة بيانات" ( Database )، هو مصطلح خاص بالحاسب الآلي أو الكمبيوتر. ومن المعلوم لدينا أن الكمبيوتر بدأ يظهر وبشكل محدود في الدول العربية في تلك الفترة. لذا فمصطلح "قاعدة بيانات" كان جديداً أو غريباً على العرب في أوطانهم، فكيف بمن يعيشون في كهوف جبال أفغانستان!!!.
أما الأمريكان، وبالذات الـ ( CIA )، فقد عرفوا ذلك الجهاز منذ فترة، وكانت لديهم العديد من "قواعد البيانات" ( Databases ). والعديد من الناس في أوطاننا يعرفون أن الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، كانت خاصة بالـ ( CIA ) فقط في بداية الأمر، وكانت، ولا زالت، الـ ( CIA ) تستخدمها للتواصل والتشارك في المعلومات فيما بينها، وبالتالي فهي (أي الإنترنت) تُعتبر " قاعدة بيانات ضخمة" بالنسبة للـ ( CIA ). لذا لا أعتقد أن مصطلح "قاعدة بيانات" هو عربي أو جهادي أو أفغاني المنشأ على الإطلاق.
وللتذكير فقط، فمعرفة الناس وإطّلاعهم على الإنترنت كان محدود جداً إن لم يكن معدوماً حتى نهاية التسعينات، فدورها سيأتي لاحقاً.
مع بداية الألفية الثالثة، كان المطبخ الأمريكي مرة أخرى، يعُدّ العُدّة، ويُجهّز للمرحلة الجديدة. ومن لزوم هذه المرحلة، كان لابد من ظهور لاعب أو منافس جديد على الساحة الدولية. ولم، ولن يجد الساسة الأمريكان لاعب أو منافس أفضل من "الإرهاب" أو "القاعدة" التي صُنعت "على أعينهم". فبدأت الألفية الجديدة بأحداث " 11 سبتمبر".
لن أخوض في تلك الأحداث، وحقيقة من خطط لها، ونفّذها. يكفينا أن نعرف من استثمرها، ولا زال يستنسخها، ويستثمرها حتى الآن.
الغريب في الأمر، أن "القاعدة" ظهرت بشكل واضح جداً، ومُلفت للانتباه، مع بداية الألفية. ومن المصادفة (إنْ كان في الأمر صدفة.. ويا محلى الصُدف)، أن "الإنترنت"، ظهرت أيضاً، وبشكل قوي، ومُلفت للأنظار، في تلك الفترة أيضاً. فهل الغرض منها إيجاد " قاعدة بيانات عالمية"؟، ولماذا هذا التزامن الغريب في الظهور في نفس الفترة تقريباً؟.
المُلفت للأنظار أيضاً، أن القوات الأمريكية، عندما تستبيح أرض أي دولة، تفعل ذلك تحت مسمّى "مكافحة الإرهاب"، ووجود "القاعدة" على تلك الأرض. ومن الغريب، أن أول شيء تفعله القوات الأمريكية على تلك الأرض، هو بناء "قاعدة" لها على تلك الأرض!!!. فهل هي مصادفة؟، أم مجرد تشابه في "القواعد"؟، أم ماذا؟.
خلاصة القول، أن أعداء الله، وأعداء البشرية، لن يألوا جهداً على ابتكار ما يؤذي الناس عامة، والمسلمين خاصة، وينغّصوا عليهم معيشتهم وحياتهم. وأعداء الله هولاء وغيرهم، ليسوا "على شيء قدير"، فربنا عز وجل، لهم بالمرصاد، و (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله)، ويكفينا من هذا كله، قوله جلّ في علاه (إن الذين كفروا يُنفقون أموالهم ليصدّوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون، ...)، صدق الله العظيم.
في الختام، هذه قراءتي الخاصة لمصطلح "القاعدة"، أحببت أن أشارككم إياها، دون أن أفرضها عليكم، ويسرني أن أهديكم جميعاً الأبيات التالية، للشاعر أحمد مطر، بعنوان "بدعة":
بدعةٌ عند ولاة الأمر صارت "قاعدة"،
كلهم يشتمُ أمريكا..،
وأمريكا إذا ما نهضوا للشتمِ، تبقى "قاعدة"،
فإذا ما قعدوا..،
تنهض أمريكا لتبني "قاعدة".
خالص شكري وتحياتي لكل من قرأ أو انتقد أو علّق على الموضوع (بالحسنى والطيّب من القول). وإلى لقاء قريب مع مقال آخر إن شاء الله. والله من وراء القصد.