ترامب يتعهد بإنهاء حروب أوكرانيا ومنع اندلاع حرب عالمية ثالثة ترمب يثير الجدل بشأن استعادة قناة بنما ويكشف عن لقاء مع بوتين مواجهات وتطورات خطيرة في مخيم جنين بالضفة الغربية هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية
من يقرأ العنوان قد يظن الكلام فيه, والحقيقة أن الكلام عن من ينسب إليهم هذا العنوان وعنونت به للفت الانتباه وإيصال الهدف, وسواء صح هذا الكتاب أو لم يصح فالمعروف عن هذه الفرقة من السلفية المعاصرة اهتمامها بمثل هذه المسائل الصواعق في تحريم الأكل بالملاعق... والبركان في نسف... والسيوف القاطعة على... والرعود القاتلة في... وغيرها من المسميات الحادة والعناوين الطاعنة والكتب المتنوعة لهذه الفرقة, الذين يدعون موافقتهم للسلف وهم منهم براء, أشبه ما يكونوا كالشيعة الاثني عشرية يدَّعون اتباعهم لآل البيت وهم منهم براء.
فيا ترى هل هذه المسميات الحادة والمواضيع المتنوعة على الظلمة والطغاة أم هي على من نهب خيرات المسلمين وسفك دمائهم وهتك أعراضهم وأهمل بل وحارب شريعة الله تعالى؟!!! للأسف هي على الدعاة والعلماء والمصلحين الذين يسهرون الليالي في خدمة دينهم وبلدهم, فبعض فرق السلفية وليست كلها توجه هذه المسميات والمؤلفات إليهم وجعلت شغلها الشاغل حرب هؤلاء والتحذير منهم, وكأن الفساد في الأرض انتهى وحُكِّمت الشريعة الإسلامية وَولِّي على الناس خيارهم فتفرغوا للدعاة والمصلحين!!! ترى هل السلف الصالح كانوا كهؤلاء!!! حاشا لله أن تكون خير القرون كهؤلاء.
لقد رأينا الطغاة المعاصرين يستخدمون بعضاً من فرق السلفية لحرب الشعوب فحين تفتح قناة رسمية لأحد الطغاة كزين العابدين قبل سقوطه فكان يستخدمهم للتغطية على جرائم ولي الأمر, وبعده مبارك استخدمهم لإصدار الفتاوى الخاصة بولي الأمر, ثم جاء بعدهم معمر القذافي وعلي صالح فكنَّا نفتح القنوات الرسمية للقذافي فنجدهم لا يتوانون في خدمته, أما قنواتنا اليمنية فلم تجد من العلماء المعروفين والمعتبرين من يسبح بحمدهم, فاستوردت من معبر ودماج من يخدمون الحاكم في كل ما يريد باسم الدين فما هي حقيقة هذه الفرقة:
هذه الفرقة من السلفية جمعت من كل فرقة شر ما عندها فهم (خوارج مع الدعاة, مرجئة مع الحكام, رافضة مع الجماعات, قدرية مع اليهود والنصارى والكفار) فهي اتخذت التجريح ديناً تتقرب به إلى الله تعالى لكن ليس مع العصاة والطغاة والظلمة بل مع الدعاة والعلماء والمصلحين!! يسهرون الليالي ليجمعوا مثالبهم ليخرجوها في كتاب أو شريط أو محاضرة فيكفرون بعض الدعاة والمصلحين بالخطأ, بل ويستحلون دمائهم وينفّروا الناس منهم, وبالعكس مع الحكام الطغاة فهم مرجئة معهم يكتفون منهم بالاسلام القولي فقط لا يطالبونهم بالعمل إلا في النزر اليسير ومهما فسق الحاكم وطغا وظلم فلا يهمهم ذلك لا يتكلمون عن ظلم الحاكم ولا عن جرائمه ولا يصرخوا بالحق في وجهه.
أما بالنسبة للجماعات العاملة في الساحة فقد انتهجوا معهم منهج الرافضة مع الصحابة وأهل السنة فالرافضة جمعوا ما ظنوه أخطاء لبعض الصحابة وأهل السنة فرموهم جميعا وسبوهم واتهموا الجميع بها, فهم يجمعون مثالب الجماعات لهدمها والتحذير منها فهم كالذباب لا يقع إلا على النجاسات.
أما مع اليهود والنصارى والكفار فهم قدرية جبرية يرون أنه لا مفر من تسلطهم ولا حيلة من دفعهم وأن كل حركة أو جهاد لدفعهم محكوم عليه بالفشل فلا جهاد حتى يخرج الإمام, فوا عجبا كيف استطاع هؤلاء أن يحملوا المتناقضات في آن واحد بالمزاج والهوى.
وهذه الفرقة حصرت الدين في المظهر (اللحية وتقصير الثوب والعمامة والسواك) نعم هي مطلوبة شرعاً لكنها فروع في الدين وليست أصول, فأهملت الأصول ونسيت أن الإنسان جعل في هذه الأرض خليفة يحكم بما أنزل الله ويقيم العدل والقسط ويرفع الظلم.
والأدهى من هذا كله أن طغاة اليوم انتفضت عليهم شعوبهم ولم يبق في صفهم إلا صنفين اثنين: أكابر المجرمين من القتلة والعصاة والمجرمين ويسمون بالبلاطجة, وهذه الفرقة من السلفية!!!! مفارقة عجيبة كيف توافق الصنفان, وأظنه ليس توفيقا من الله تعالى.
فلابد للمسلم أن يعرف هذه الانحرافات حتى يتجنبها, وقد تجنب العلماء والدعاة الرد عليهم ليفرغوا الجهود في مواجهة الطغاة والظلمة فهم لن يعيقوا القافلة, فكان لا بد من توضيح بسيط لما تحمله هذه الفرقة
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه.