الثورة تواجه ثلاثي التدمير.. بعد أن حققت هدفها الأول
بقلم/ حسين علي بدران
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 16 يوماً
الخميس 07 يوليو-تموز 2011 04:16 ص

ثورة الشباب السلمية تواجه اليوم ثلاثي التدمير والمتمثل في الأبناء والأقارب ، وإعلام أسرة علي عبد الله صالح ، وتنظيم قاعدة الأمن القومي ، ويظن هؤلاء أنهم سوف ينهون أو يثنون الثورة عن مقصدها ، وتحقيق أهدافها ولكن هيهات هيات لقد حققت الثورة هدفها الأول والأكبر برحيل علي صالح وسوف يتحقق ما بقي من الأهداف إن شاء الله .

فالأبناء والأقرباء وبقية النظام الفاسد متشبثون بالسلطة حتى وان كان ذلك على حساب الوطن ودماء المسالمين الأبرياء ودخول البلد في دوامة العنف ، وان أدى ذلك إلى دخول البلد في أزمة كهرباء ومشتقات نفطية لا يهم ، ومنطقهم يقول إما نحن أو دمار اليمن ؛ ولكن الله الجبار المنتقم سيدمرهم قريبا بإذنه تعالى، وسوف يبقى اليمن ويحفظه الله من كل متآمر وظالم .

ويستقوي هؤلاء بمجموعة من أفراد الحرس الأسري الذي درب تدريبا عاليا وسلح بأحدث الأسئلة من أموال الجياع ولا أقول الحرس الجمهوري ؛ لأن الحرس الجمهوري شأنه حراسة البلاد والعباد وصون الأعراض ولا يمكن أن يوجه أسلحته الفتاكة من كاتيوشا وصواريخ ومدافع وطائرات إلى صدور ورؤوس مواطنيه ويقتل النساء والأطفال ويهدم البيوت على رؤوسهم ، هذه الأسلحة يجب أن يحتفظ بها لتوجه لعدو يهاجم الوطن من الخارج أومن يتربص بهذا ، والمنطقي أن الجيش يكون على الحدود وليس داخل المدن والقرى ، وهذا عكس حراس الأسر والأفراد الذين يهمهم سلامة الأفراد الذين تم التدريب والتسليح من أجلهم ، ولذلك يلاحظ كيف تم توزيع الحرس الجمهوري( الأسري) على المناطق المرتفعة والمطلة على المواطنين في جميع المناطق مثل الحد بيافع والحيمة وأرحب ونهم وغيرها ، وهذا يدل على أن هؤلاء الأفراد دربوا لقمع الشعب وليس لحمايته كما صرح بذلك علي صالح نفسه في مقابلته مع الجزيرة .

وهذا ما جعل الوطنيين من الحرس الجمهوري والأمن والمركزي وقوات النجدة عندما رأوا العبث بالوطن من قبل علي صالح وأبنائه أن ينظموا إلى ثورة الشباب السلمية والبقية في الطريق ؛ ولذلك فالشعب ينادي من تبقى من هذه القوات تحت إمرة هذا النظام أن يلحقوا بثورة الشباب السلمية ، وليعلموا أن الأفراد منتهون في يوم من الأيام ــ كما انتهى الأئمة ومن بعدهم ــ والوطن ومن فيه باق شامخ يتحدى الظلم والطغيان والاستبداد ومن يمارسها .

أما الإعلام المقروء والمسموع والمرئي فيعيش في وادي سحيق من الكذب والتضليل والفجور ، ومن يشاهده يصاب بالغثيان ، وقد غرق من فيه في وحل التنكر لهذا الوطن وأصابهم العمى عن ما يحدث لهذا الشعب العظيم من ظلم وفقر ومرض ، وانحازوا إلى صف الظلم والظالمين ، وغضوا الطرف عن قوافل الشهداء وأنهار الدماء التي سالت من اجل الحرية ومقارعة نظام فاسد جثم على صدورهم ثلاثة وثلاثين عاما ويريد المزيد ؛ ولذلك فإن الأحرار من الإعلاميين انضموا إلى ركب الثورة السلمية المباركة عندما رأوا ما يهولهم من التضليل والكذب المفضوح ، وتزييف الحقائق ، ولم يتحملوا البقاء في هذا الوسط الكئيب ، فشكرا لهم ثم شكرا على المواقف الشجاعة وسوف تبقى مكانتهم عالية ومقدرة أمام الله والناس.

فهذا الإعلام مدمر ثاني يتحدث فيه أصناف ثلاثة : الصنف الأول عبده الجندي وشلة الكذب والبهتان والتضليل وتزييف الحقائق الذين ينتمون إلى مشارب شتى جمعتهم مصلحة المال والمنصب ، فهؤلاء لا يعول عليهم ولا يرجى منهم خيرا ، فالجندي يهرف بما لا يعرف وأصبح أضحوكة يتندر به المتندرون وموضع سخرية ، فإذا أرت أن تضحك صاحبك فاذكر الجندي وما يقول ، وأما البقية طارق الشامي وياسر اليماني واحمد الصوفي فمعروفة توجهاتهم وأهدافهم ، فمن لم يكن فيه خير لأهله فكيف يرجى منه الخير للآخرين ، والله لا يصلح عمل المفسدين ، وهؤلاء سوف يقعون في شر أعمالهم ولن ينفعهم من يزيفون الحقائق من أجله ، وبأعمالهم هذه يسيئون إلى النظام أكثر مما يحسنون..... والصنف الثاني : ضيوف في القنوات الفضائية أصحاب مصالح يقفون مع النظام الفاسد في وجه مصلحة الوطن والشعب ويزيفون الوقائع ويقلبون الحقائق فيجعلون الظالم مظلوما والمظلوم ظالما ، والحق باطلا والباطل حقا مع اقتناعهم أن كلامهم غير صحيح ؛ ولكن المصلحة والنفاق جعلهم يسلكون هذا المسلك وسوف يندمون على ذلك وسوف يحاسبون في الدنيا والآخرة والله من ورائهم محيط ... الصنف الثالث : فشباب وكهول متفيقهون أكلت الشمة أسنانهم وقرح القات أشداقهم ، متبرعون بفتاوى بغير علم يصرفونها لدعم وتأصيل الظلم والاستبداد ، مفتون باعوا دينهم بدنيا غيرهم ، باعوا ضمائرهم بعرض من الدنيا قليل ، يلوون أعناق النصوص ويحملونها ما لا تحتمل ، نسوا يوم الحساب يوم تجزى كل نفس بما كسبت ، أصبحوا حراسا على أبواب الجنة يدخلون فيها من يشاءون ويضعون في النار من يكرهون ، هم على الحق وغيرهم على الباطل ؛ ولذلك فسقوا شباب الثورة ومن وراءهم وألحقوهم بالخوارج بل الخوارج أفضل في نظرهم ، ولم يقفوا عند هذا الحد بل أعمال الشباب هي أعمال اليهود كما يقولون ، ووصلت بهم الوقاحة إلى أن يتطاولوا على العلماء الأتقياء الفضلاء ، وفي نقاشاتهم التي يديرها شخص واحد في كل الحلقات وبنفس الأشخاص في قناة الإيمان نالوا من أعرض العلماء والأحزاب والشباب المعتصمين ، وأعماهم الحقد من أن يعترفوا بفضل الآخرين وتحدى أحدهم الشباب أن يكون لهم دور في كفالة يتيم أو إطعام مسكين أو علاج مريض ، كما بفعل علي صالح حسب قول قائلهم ، وتناسى هذا الحاقد الجمعيات الخيرية والتي يديرها هؤلاء الشباب والمنتشرة في كل محافظة بل في كل منطقة وقرية وتكفل مئات الآلاف من الأيتام وتطعم أكثر من ذلك وتعالجهم ، هؤلاء النكرات المتفيقهون ينطبق عليهم حديث النبي صلى لله عليه وسلم ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) .. فمن الأولى بالتصديق العلماء الراسخون في العلم أم هؤلاء الذين صنعهم النظام ليكونوا أبواقا له باسم العلم والعلم منهم براء ، ولذلك ننصحهم إذا كان لديهم مثقال ذرة عقل أن يحكموا عقولهم ويعودوا إلى رشدهم ويكفروا عن ما كسبت ألسنتهم ، وليعلموا أن علي صالح رحل إلى غير رجعة ولم ولن ينفع نفسه فكيف ينفعهم ، وأن الأموال التي يأخذونها مقابل هذا التضليل والصد عن الخير سوف تكون حسرة عليهم ، وأن محاربة أولياء الله هي محاربة لله كما جاء في الحديث القدسي :( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) فمن الأولى بالنصرة فرد ظالم يقود نظام فاسد أم علماء مشهود لهم بالصلاح والتقوى .

ثالثة الأثافي والمدمر الثالث : من يعدون أنهم أنصار الشريعة والنظام يسميهم تنظيم القاعدة وهم في الأصل أمن ( خوف ) قومي أعدوا لمثل هذه الظروف ، وقد ذكرت في مقال سابق ــ أرجو الرجوع إليه ــ تحت عنوان ( أيها العقلاء لا تخدعكم فزاعة القاعدة ) بينت فيه أن ما يسمى تنظيم القاعدة في اليمن هو صناعة على صالح ، ولا زلت عند قولي ، ولم تزدني الأيام إلا يقينا أن هذا التنظيم مسير إقليميا ودوليا حسب المصلحة عرف أفراد هذا التنظيم أو لم يعرفوا ، وقد ذكرت أن أفرادا منهم على فطرتهم وعندهم نية طيبة لنصرة الإسلام لكنهم أخطأوا الطريق الصحيح باستخدامهم للعنف والتفجير بالإضافة إلى أنهم مخترقين من قبل المخابرات ؛ ولذلك فإن من يقودهم أو يوجههم من المخابرات العامية والإقليمية تحركهم حسب الحاجة والطلب للأنظمة الفاسدة .

وهذا ما يفسر تحرك هذه المجموعات في هذه الظروف التي نحتاج فيها إلى توحيد الجهود لإسقاط نظام علي صالح ، هذه المجموعات المسلحة تريد أن تستولي على مناطق بقوة السلاح وهم قلة ، فهل من المعقول أن تسيطر هذه العناصر على محافظات وتهزم الجيش وتقيم فيها إمارة إسلامية كما يدعون ؟ وهذا غير منطقي اللهم إلا إذا كان لديهم دعم ومن باب خلط الأوراق وإرباك القوى الوطنية التي تسعى إلى إزالة الظلم والطغيان بثورة سلمية .. إن ما تقوم به هذه العناصر يساعد في إطالة عمر ما تبقى من نظام على صالح وتسرع بالتدخل الأجنبي المباشر ، وإذا كانوا صادقين في توجهاتهم ولم يكونوا مسيرين فعليهم أن يتوقفوا عن هذا العبث الذي يقومون به ، إنهم يقتلون النفس المحرمة التي لا ذنب لها سواء كان المقتول عسكريا أو مواطنا عاديا .. ومن العجب أن يصرح أكثر من واحد من بقايا النظام أن تنظيم القاعدة ضالع في التفجير الذي حصل لرأس النظام ، وما هذا إلا استعطاف للقوى الدولية والإقليمية ، ومن الناحية العملية والمنطقية أن هذا غير صحيح ؛ لأن أخبار هذا التنظيم داخل دار الرئاسة . 

ولذلك على شباب الثورة ومن يدعمهم أن يضعوا خطة عامة لمواجهة هذا الثلاثي الذي يريد عرقلة ثورتهم ، ويضعوا خطة مفصلة لكل منها ، ويمكن توزيع الأدوار ، فالشباب يسقطون بقية النظام بطرقهم وثورتهم السلمية،والسياسيون يواجهون المؤامرات التي تحاك ضد الثورة والوطن ويواجهون كذلك الإعلام الأسري الكاذب ، والمؤيدون للثورة من القوات المسلحة والأمن يواجهون هذه العناصر التي تساعد بقية نظام علي صالح على المناورة واللعب بهذه الورقة إقليميا ودوليا ، والتي ترعب الناس وتقلق السكينة وتسفك الدماء البريئة ، وعلى كل أهل منطقة من القبائل وغيرهم أن يساعدوا القوات المؤيدة للثورة في إنهاء هذا العبث ، وأن يحموا مناطقهم من مخططات الأمن ( الخوف ) القومي ومليشياته .

والله نسأل أن يحفظ اليمن وأهله من كل كيد ومؤامرة ، وأن يرد كيد كل كائد إلى نحره وأن يجعل تدبيره تدميرا عليه .