هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟ أول دولة أوروبية تتخلى عن ميليشيات قسد المدعومة امريكيا وتقف في صف تركيا الجمارك في سوريا تلغي 10 قرارات أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد.. تعرف عليها
الكل يدرك أن الإعلام في عالمنا اليوم يعد من الأهمية بمكان ويجعلنا ننظر إليه كمحرك أساسي لمختلف القضايا السياسية والاقتصادية والمجتمعية, كما أن إيماننا بأهمية الدور الذي يقوم به الإعلام الواعي في ترسيخ الولاء الوطني يجعلنا ندرك أهمية ما يجب أن يقوم به الإعلام من دور في التخفيف من حالة الاحتقان السياسي الذي ولدتها الظروف السياسية, خاصة مع تنامي دور وسائل الإعلام في تكوين الوعي السياسي لمعظم شرائح المجتمع, إلا أن ما يحدث اليوم ليس سوى فعل إعلامي منفر يؤدي الدور السلبي, الدور الهادم للنسيج المجتمعي المؤثر سلباً في علاقة أبناء المجتمع الواحد بل والأسرة الواحدة.
أكاد أجزم أن الإعلام اللامسؤول لطرفي المعادلة السياسية في اليمن "موالاة ومعارضة" سيكون هو المسؤول أمام الله والوطن والأجيال القادمة في هدم النسيج المجتمعي, وذلك بما يسببه من فتنة بين الأخ وأخيه, فتنة لن يكون بمقدور أحد أن يطفئ لهيبها, ما لم يلتفت العقلاء من أبناء اليمن فتتحرك فيهم القيم والأخلاق الإسلامية, والحمية والنخوة والغيرة على المجتمع اليمني لإيقاف المهازل الإعلامية التي تسيء إلينا كيمنيين أولاً وأخيراً.
إن اعتماد مبدأ الشفافية والوضوح في طرح قضايا الوطن يجب أن يتم بمسؤولية عالية قوامها إصلاح الخلل, وبما يضمن عدم ترك الساحة نهباً للاشاعات المغرضة وترديد الأقاويل الزائفة الرامية إلى شق الصف, والعمل على تبصير أبناء الوطن بالحقائق, وليس البكاء والتباكي الممقوت على هذا أو ذاك, والتهييج والتنديد والوعد والوعيد.
الكل يدرك أن تحقيق الأمن والاستقرار في مجتمعنا اليمني يكمن في تحقيق " المشاركة السياسية ", إلا أن الأهمية تقتضي كذلك منا إدراك أن العمل الإعلامي اللا مسؤول لن يحقق لأي طرف غايته السياسية.
من هذا المنطلق فإن العمل على إيجاد إعلام واعٍ مسؤول يجب أن يكون الهم الأول لمختلف القوى السياسية, وبما يمكننا من تضييق الفجوة التي عمقناها بمعاول الهدم التي حملها جميع الفرقاء السياسيين, وأن يعمل الجميع على إعادة صياغة محددات العمل السياسي, وتطوير أسس المشاركة السياسية ,منطلقين من أهداف واضحة تعتمد على مبدأ المصارحة والمكاشفة بروح المسؤولية الوطنية وإشراك المجتمع في وضع أسس الحل لمختلف القضايا الوطنية.
إننا على ثقة من أن الإعلام الواعي لمهامه, المدرك لمخاطر المرحلة التي يمر بها الوطن اليمني اليوم, سيدرك أهمية مراجعة ما يقوم به الإعلام من دور سلبي مؤثر على واقع الحياة العامة في اليمن, وخاصة الإعلام الرسمي الذي يتحمل الجزء الأكبر مما وصلنا إليه, على أن الإعلام الرسمي سيظل هو الأقدر على التخفيف من حالة الاحتقان السياسي ويلعب الدور المحوري في تقوية وبناء النسيج المجتمعي وليس العكس.
الله الله في الوطن يا أصحاب المنابر الإعلامية, والله الله باليمن يا أصحاب الأقلام, ويا حملة المكرفونات, ويا أصحاب الياقات البيضاء المتسمرون أمام عدسات التلفزة, ويا أصحاب المواقع الالكترونية, عليكم جميعاً الالتزام بالحقيقة المجردة, وتقديم الكلمة الإعلامية الصادقة, والإلتزم بأمانة الكلمة بعيداً عن الصياغات المتسمة بالايحاءات المخالفة للواقع حتى لا تكثر الشكوك وتزداد الاشاعات وتعم الفتنة, فتتحملوا وزر الأمة أمام الله وأمام الأجيال القادمة التي حتماً سيطالها أثر هدم النسيج المجتمعي الذي يحدث اليوم.
علينا أن نعي جميعاً أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به الإعلام في ترسيخ قيم التسامح والوسطية والاعتدال, وأن يُرشد الخطاب التعبوي السلبي من كل الأطراف, فإذا كان الجميع يتشدق بمقولة " اليمن في أعناق الجميع ", فإن اليمن وأبناء اليمن أمانة في أعناق مختلف وسائل الإعلام الرسمية والمعارضة والمستقلة.
والله الموفق,,, .
* وزير السياحة السابق .