آخر الاخبار
تعز.. القول الفصل في منطق الشباب وثوّارها يسددون فاتورة الحساب
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 20 يوماً
السبت 02 يوليو-تموز 2011 04:31 م

جاءت اللحظة التاريخية لتقول تعز كلمتها، وتقرر القول الفصل في فرض خط الثورة؛ من أن على هذا النظام المستبد أن يرحل وأصلّت لثقافة جديدة في كيفية إسقاط النظام، أي إسقاط منظومة الفساد، والشمولية. وتحولت تعز كلها إلى ثقافة ثورية أفزعت السلطة وجنّ جنونها، وعندما خرج شباب الثورة فإن تعز كانت حاضرة لدفع فاتورة الثمن من دم أبنائها، نتيجة حقد السلطة عليها، والمرتزقة المأجورين من أتباعها. وهاهي تعز المعطاءة دوماً تنزف دماً من قبل مراهقي السلطة الجدد بسبب موقفها وانحيازها الكامل لثورة الشباب من اجل إسقاط النظام.

إن تعز مدين لها كل بيت يمني، فلو استعرضنا ما قدمته، فإنه يصعب على من يكتب عنها الإتيان بما ينبغي ويليق بها، لكننا بهذه العجالة سنحاول أن نُبرِّز بعضاً من عطاياها لكل اليمنيين.

تعز العلم والثقافة مغروسة في وجدان كل يمني شريف، بل حتى الفاسدين نالوا قسطاً وفيراً منها وأثروا ثراءً فاحشًا من هذه المحافظة الحالمة بأبسط مقومات بقائها.

إن تعز عبر مسيرتها النضالية الطويلة قدمت ولا تزال تقدم أعز أبنائها في سبيل تحرير الإنسان اليمني.

تعز الحرة ساهمت في بناء اليمن بشطريه المقسّمين سابقاً، واليمن الذي أعيدت وحدته منذ عام 1990 بفضل الجهود الوحدوية لأبناء هذه المحافظة الغالية على قلوب كل اليمنيين، وضحّت في سبيل ذلك على حساب تنميتها، بل ومن حصتها؛ لأنها تدرك أن خير اليمن في توحده.

لقد آمنت تعز بالتغيير.

وتداعت للخروج مبكرا من اجل التغيير في ساحتها \"ساحة الحرية\" ،بل وفي كل الساحات على امتداد اليمن الحبيب ،وقدمت قوافل الشهداء من أبنائها في سبيل انجاز الثورة التي يتطلع إليها كل اليمنيين. كل ما تقدمه هذه المحافظة الباسلة هو من أجل رفعة ومكانة وطننا اليمني العريق, ومن أجل بناء الدولة اليمنية الحديثة القائمة على العدل والمواطنة المتساوية، وفرض هيبة القانون.

إن إسهامات تعز شاخصة للعيان ولا ينكرها إلا جاحد، فهي تسهم بكل ما تستطيع من جعل مدن اليمن نظيفة (مثل عمال النظافة)، وقطاع البناء والتشييد (مثل العامل، البناء، النجار، المقاول، المهندس)، إلى إعداد وتجهيز الأغذية وتقديمها (الطباخين، والمطاعم)، إلى قطاع الأعمال التجارية (مثل تجار الجملة والتجزئة، تجار المفرق، المصدرين، والمستوردين، والمستثمرين)، إلى قطاع التعليم (المعلم، المدرس والدكاترة)، إلى... إلى قطاع الصحة

(الأطباء، المتخصصين، الممرضات، المعدات الطبية...الخ)، إلى إدارة الدولة (الموظف، رئيس القسم، مدير الإدارة، المدير العام، الوكيل، الخبراء، والوزراء....الخ)، إلى قطاع النقل (السائق، الطيار، البحار).. فهل يا شباب الثورة تستحق تعز كل ما جرى لها بعد كل ما قدمت ومستعدة لتقديمه في المستقبل وانتم تتفرجون؟!.

أيها الشباب عليكم أن تهبوا لنصرتها؛ لأنه انتصار لكم ولقضيتكم ووحدتكم.

أيها الشباب الثوار لقد طال بقاؤكم كثيرًا في الساحات وتعز تذبح, ويراد لها أن تتحول من مدنيتها وسلميتها إلى العنف والفوضى، وأنتم في الساحات تتصارعون على المنصات، وعلى تشكيل الائتلافات، التي في اعتقادي لا طائل منها سوى مزيد من الاختلافات والانشقاقات، وتناسيتم بوعي أو بدون وعي الهدف الذي خرجتم من أجله.

أيها الثوار الأحرار, إن سرّ قوتكم في توحد الساحات "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، كما قال عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم". ليس مطلوبًا أن تهبوا لنجدة تعز بالنزول إليها، وإنما في ميادينكم، وأن تنتفضوا على الجمود الذي فرضتموه على أنفسكم، وتنجزوا ثورتكم، عندها فقط تنتصرون لأنين تعز وبقية المحافظات التي تتعرض لقسوة مجرمي العصر، وتحققون الهدف الذي خرجتم جميعا من أجله وهو إسقاط النظام.

إن تعز الدم السائل بلا توقف ترسل عدة رسائل, هي:

الرسالة الأولى:

لشبابها, عليكم الصبر والثبات ولا تنجروا إلى العنف وتمسكوا بمدَنيتكم وسلميتكم التي أدهشت العالم المتحضر.

الرسالة الثانية:

إلى القبائل المناصرة لشباب الثورة في تعز بعد المحرقة المخزية لصالح وعصابته، عليكم أن تحموا ساحتي الحرية والنصر سلميًا فقط, ولا تسمحوا لكائن من كان أن يتعدى على الشباب المسالمين، واتركوا المظاهر المسلحة في أرجاء المدينة، فهذه ثقافتهم وليست ثقافتكم، فلكم التحية على غِيرتكم ونُجدتكم لشبابكم السلمي.

الرسالة الثالثة:

إلى الحرس الجمهوري والأمن المركزي في المدينة، لا تصدقوا أوامر مصاصي الدماء فسيوقعون العداوة بينكم وبين الموطنين، وسيهربون ويتركونكم لقدركم المحتوم، فأنتم جزء من الشعب ومهمتكم حماية الشعب.

الرسالة الرابعة:

إلى الموالين للنظام، فالنظام الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة, فاصحوا من سباتكم وحكموا ضمائركم؛ لأن لعنة الله والتاريخ ستلاحقكم وتقتص من ظلمكم لتعز وأهلها.

الرسالة الخامسة:

إلى قبائل اليمن الشجاعة, ها أنتم ترون ما يفعل النظام بأبنائكم في تعز من قصف للبيوت الآمنة وحرق لساحة الحرية المسالمة، فحذّروا الجنود من أفعالهم واحكموا عليهم بِعرقكم القبلي المعمول به في مثل هذه الفضائع، فالنخوة شرفكم، والشهامة سبيلكم، والقول قولكم، والفصل خطابكم، وتعز تنتظر فعلكم.

الرسالة الأخيرة:

إلى قيادات الأحزاب، إن لتعز فضل على معظمكم، وهي التي برّزتكم ودعمّتكم، وهي الآن تُحرق وتَنزف، ألا تستحق منكم موقفًا يليق بها، وبأهلها؛ بأن توقفوا تفاوضكم وحواراتكم من أجلها، وتنضموا إلى ثورة شبابكم، هذا يُرضي كبرياؤها.

وحسبنا الله ونعم الوكيل في من يغمض عينه عن جراحها، وتعز النصر حليفها، وستجني قريبًا ثمارها، بفضل الله حاميها وحارسها.. ولقد أقسم أبناء تعز ألا يعودوا إلى بيوتهم إلا منتصرين لمبادئهم ومحققي أهدافهم.