وسط تكتم شديد.. مصادر تكشف عن استهداف الطائرات الأمريكية ''فيلا'' وسط صنعاء مرجحةً سقوط قيادات من الصف الأول الحكومة الشرعية في اليمن تعلن عن أول تواصل واتصال مع الإدارة الجديدة في سوريا غارات هي الأعنف على صنعاء وغارة استهدفت جبل بالحديدة طقس جاف شديدة البرودة على هذه المحافظات خلال الساعات القادمة ضربة قوية تهز الهلال.. 6 نجوم على أعتاب الرحيل اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق جيش السودان يسيطر على أكبر قاعدة عسكرية 8 قيادات بارزة ضمن قائمة بأهداف إسرائيلية في اليمن.. وقيادات حوثية تفر إلى صعدة فتح كافة المنافذ الحدودية بين السعودية واليمن هكذا تعمق المليشيات معاناة المرضى بمستشفى الثورة بصنعاء
كل الدلائل والمؤشرات تقول إن ما يجري اليوم في الجنوب ليس أمراً وليد اللحظة أو محض صدفة, وإنما أمر مخطط ومرتب له منذُ سنوات. وطبعاً ما يجري اليوم هو تنفيذ خطة من ضمن خطط وضعها النظام ومعاونوه في حالة خروج الجنوب عن السيطرة, سواء بالفدرالية أو فك الارتباط؛ لإشغال أبناء هذه المناطق بأمنهم وإيصال رسالة للعالم إن أبناء هذه المناطق لا يستحقون دولة وهم مجرد إرهابيين أو حاضنين للإرهاب, وبالتالي سيرضون بأي حل حتى وإن كان لا يلبي طموحهم.
لماذا المحافظات الجنوبية دون سواها خرجت فيها القاعدة فجأة وخصوصاً في أبين ولحج وتحتل محافظات بالكامل وتسقطها في سويعات؟ دعونا نسأل أنفسنا لماذا قوات الجيش بكل قواها وعتادها تُحاصر وتشن حرب على ردفان ويافع والضالع منذُ خمس سنوات وهي مناطق لا يوجد فيها أي حضور للقاعدة وإنما حركة احتجاجية سلمية تطالب باستعادة الحقوق الجنوبية؟
وفي نفس الوقت تفسح المجال للمسلحين في أبين يقيموا معسكراتهم وتدريباتهم علناً والكل يعرف ذلك حتى أنهم يمشون جهاراً نهاراً مع أسلحتهم وسياراتهم دون مساءلة أو اعتراض من أحد، ماذا يوجد في ردفان والضالع ويافع حتى يتم محاصرتها ومهاجمتها وقصفها من قبل قوات الجيش والأمن المركزي بين الفينة والأخرى بينما في أبين وشبوة يتم التساهل مع المسلحين وتوفير البيئة المناسبة لهم؟!
سؤال آخر يطرح نفسه: أين قوات مكافحة الإرهاب وقوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي تم تدريبها وتسليحها من قبل أمريكا وبعض الدول الأوروبية للقضاء على الإرهاب؟ أين كانت هذه القوات في أبين أو لحج أو حضرموت وهل قامت بدورها على أكمل وجه لمواجهة هذه الجماعات؟
أبين ولحج أكثر المحافظات فقراً وأهل هذه المحافظات مسالمين جداً, وأشغلهم النظام في توفير لقمة العيش الكريمة وأحرمهم من البنية التحتية حتى أن الزائر لعواصم هذه المحافظات لا يصدق أنه في القرن والواحد والعشرين حيث تفتقر هذه المحافظات لأبسط مقومات الحياة من خدمات صحية وصرف صحي وطرقات ومياه وكهرباء، ولا يوجد عندهم ميول جهادي أو حاضن شعبي للأفكار المتطرفة, بل على العكس الجميع يرفض هذه الجماعات ومعظم المقاتلين من خارج هذه المحافظات أو شباب مغرر بهم تركوا الدراسة بسبب الظروف الاقتصادية لأسرهم أو بسبب الفساد المتعمد للتعليم الذي مارسه النظام طوال 16 عاماً في الجنوب.
هكذا يريد البعض أن يدفع الجنوب الثمن مرة أخرى, وإن كان على حساب أمنه واستقراه المهم يدخل الجنوب في دوامة وصراعات حتى يعيش الآخرون ويحققون أهدافهم.. وطبعاً هذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها الجنوب الضحية, ويبدو أن قدرنا أن نكون مجرد ساحة لتصفية الحسابات, فالمتتبع للوضع في الجنوب يلاحظ أن الجنوب دفع ثمناً باهضاً من بعد خروج الاستعمار البريطاني من الجنوب وحتى اليوم, وانعكس ذلك في الأمد البعيد على ضياع الجنوب وإدخاله في صراعات داخلية وانقسامات مناطقية وحزبية حتى وصل الحال بنا إلى ما وصل إليه اليوم.
مشكلتنا في الجنوب أننا لا نُفيق إلا بعد حدوث الصدمة وبعد أن نكتوي بنيرانها، ونرجع لنُحمل الأخطاء الآخرين, وننسى أننا أصحاب الأرض وأصحاب الكلمة وأننا سبب رئيسي فيما وصلنا إليه اليوم. قد يكون ذلك بسبب طيبتنا الزائدة أو ثقتنا العمياء بالآخرين أو أحياناً اتكالنا على الغير في إدارة شؤوننا وتيسير أمورنا, وأعتقد بعد كل ما جرى ويجري أن الأوان آن أن نفيق من سُباتنا وان ننتبه لما يُدار حولنا ولما يخططه لنا الغير, فالوقت ليس لصالحنا والأمور تمشي بشكل متسارع والخطر هذه المرة داهم وكبير ولن يستثني أحداً.
فهل سنكون هذه المرة عند مستوى المسؤولية ونحافظ على الجنوب ونعيد له حقوقه وسمعته أم سُيضيع ونرجع لنبكي على الأطلال ونبحث على شماعة نعلق عليها أخطاءنا.
y.ahz@hotmail.com