بدعم امريكي .. البنك المركزي اليمني يعلن البدء بنظام جديد ضمن خطة استراتيجية يتجاوز صافي ثروته 400 مليار دولار.. تعرف على الملياردير الذي دخل التاريخ من أثرى أبوابه أول تهديد للقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع عاجل :قيادة العمليات العسكرية تصدر قرارا يثير البهجة في صفوف السوريين أول تعليق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد فوز السعودية باستضافة كأس العالم عاجل.. دولتان عربيتان تفوزان بتنظيم كأس العالم الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بجنيف تصدر كتابًا حول الجهود السعودية لدعم الاستقرار والسلام في اليمن اليمن ..انفجار قنبلة داخل مدرسة يصيب 7 طلاب ويكشف عن مأساة متفاقمة في بيئة التعليم مليشيات الحوثي تعتدي على مختل عقليا في إب بسبب هتافه بتغيير النظام- فيديو من جنوب اليمن :وزير الداخلية يدعو لرفع الجاهزية الأمنية ويشدد على توحيد القرار الأمني والعسكري
يعود تاريخ الصحافة اليمنية الى عقود طويلة في الماضي. ففي الجنوب يعود تاريخها الى بدايات القرن العشرين, غير أنها لم تصل الى مستوى الصحافة بالمفهوم الصحفي إلا في مطلع خمسينيات القرن الماضي. وفي شمال البلاد تأسست في 18 نوفمبر 1968م وذلك بعد صدور قانون مطبوعات العهد الجمهوري رقم (24) لسنة 1968 الذي بموجبه تم تنظيم العمل الصحفي في والوضع الجديد.
وقد مرت الصحافة اليمنية بمحطات وتحولات كبيرة, وشهدت حضوراً وخفوتاً ايضاً, إلا أنها في أسوأ مراحلها في الماضي, لم تصل الى الوضع الذي وصلت إليه اليوم, سوءً كما هو الحال في الشمال والجنوب ايضاً!
فقد استمرت اليمن متقدمة على كثير من الدول العربية في مجال حرية العمل الصحفي, فمستوى الحرية التي منحت لها أو التي انتزعها الصحفيون والكتاب في الفضاء العام كانت كبيرة مقارنة مع غيرها في باقي الدول!!
وقد لعبت الصحافة في نفس الوقت دوراً محورياً في كثير من الأحداث السياسية والفكرية والاجتماعية في الشمال والجنوب على نحو سواء.
الصحافة في عهد نظام صالح
اجمالاً: مرت الصحافة خلال فترة النظام السابق (نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح)، حيث كان الإعلام بكل تشكيلاته يتبع وزارة الإعلام, ويخضع للوائحها التنظيمية, وكانت السلطة تملك التلفزيون الرسمي والراديو الوحيد في اليمن, إلى أن ظهرت قنوات أخرى في العشر سنوات الماضية, وخاصة بعد عام 2006م وتحديداً بعد الانتخابات الرئاسية, كقناة سهيل والسعيدة, ثم تتابعت القنوات بعد ثورة الربيع العربي فظهرت اليمن اليوم المسيرة ويمن شباب وبلقيس وغيرها.
وخلال نظام صالح وصل عدد الصحف اليمنية الى 89 صحيفة, تسع منها حكومية وحوالي 30 ممثلة لأحزاب, و50 صحيفة مستقلة, وبقي فضاء الانترنت أكثر حرية إلا أن الوزارة كانت تحجب بين الفترة والأخرى عددا من المواقع التي لا تروق لها. كما يمكن هنا سرد بعض الوقائع وليس كلها للتأكيد على التضييق الذي وصلت إليه الصحافة في اليمن, وهي حوادث لضرب الأمثل وليس للاستقصاء!
في 4 مايو/ايار 2009م أوقفت وزارة الإعلام نشر ثماني صحف يومية وأسبوعية مستقلة دفعة واحدة، جراء تغطيتها لأحداث الحراك الجنوبي, وهي صحيفة الأيام والمصدر والوطني والديار والمستقلة والنداء والشارع والأهالي, وكان اكبر إجراء وغير مسبوق وغير قانوني قام به النظام, ثم عاودت الصحف الاسبوعية الصدور في أواخر يونيو/ حزيران من نفس العام.
وفي 11 مايو/ ايار ايضاً 2009م، أنشأت الحكومة محكمة جديدة لمحاكمة الصحفيين, سميت بمحكمة الصحافة, وبحلول يوليو/ تموز من نفس العام بدأت المحكمة تنظر في بعض القضايا, حيث خصصت لها نيابة منفصلة لقضايا الصحافة والمطبوعات, ويكفينا هذه الإشارة الخاطفة فقط حتى لا يطول بنا البحث في استقصاء الاعتداءات على الصحافة والصحفيين والتضييق عليهم, واستنساخ الصحف والعبث الذي رافق نظام صالح حتى آخر عهده, فذلك سيطول بنا وليس هذا مجال لاستقصائه.
الصحافة أثناء وبعد ثورة 11 فبراير
يمكن القول أن الصحافة بعد ثورة 11 فبراير شهدت توسعاً وانتشاراً وحركة لا مثيل فها من قبل, فقد كسرت كثير من الحواجز الصحفية!, وارتفع سقف الحرية, ورغم أن تلك الفترة ظهرت فيها صحف صفراء كما سيظهر ذلك جلياً اثناء حكومة الوفاق الوطني 2013-2015م , مدعومة من النظام السابق والثورة المضادة واستمرت تمارسها عبثها الى ما بعد سقوط العاصمة صنعاء في سبتمبر/ ايلول 2014م.
وحسب تقارير دولية فالصحافة اليمنية أثناء ثورة الشباب كانت أفضل من نظيرتها العربية, وخاصة في الجزيرة العربية (باستثناء الكويت), الدولة التي بقيت الصحافة ولا زالت تعمل تحت سقف حرية مرتفع, ومع ظهور الحركات الاحتجاجية في تونس ومصر والمغرب وليبيا وسوريا, رصدت المنظمات الحقوقية عمليات اعتقال لصحفيين وتصل إلى اعتداءات جسدية, كما أن بعض الاعتقالات في اليمن كانت بتوجيه من الولايات المتحدة الامريكية, كما هي قضية الصحفي عبد الإله شائع الذي سجن في الامن السياسي بعد نشره تقرير حول الإرهاب وقصف الطائرات الامريكية لأبين في اليمن عام 2009م. (1)
الصحافة في عهد الحوثيين
مع التوسع والانتشار ومستوى الحرية في سقف الصحافة الذي شهدته اثناء بثورة السباب وفترة حكومة الوفاق, يمكن القول أن فترة الحوثيين التي اعقبتها مثلت الانتكاسة بكل ما تعني الكلمة من معنى, فقد داهم مسلحو الجماعة، منذ اليوم الأول مكاتب القنوات الفضائية، والصحف، ومواقع الانترنت، ونهبوا كل محتوياتها، وزجّوا بعشرات الصحفيين والناشطين والحقوقيين إلى السجون، فيما لقي البعض حتفه على يد مسلحي الجماعة, كما حدث للمصور الصحفي محمد اليمني في تعز، الذي اغتاله قناصة حوثي، ولحقه ثلاثة صحفيين, الى جانب وفاة الصحفي محمد العبسي في ظروف غامضة, ولحقه مؤخراً بشير السيد, كما تم تحويل البعض إلى دروع بشرية, كما حدث مع عبدالله قابل ويوسف العيزري.
كما لا يزال 13 صحفياً يمنياً يقبعون منذ أشهر في سجون الحوثيين، بعضهم يتعرض للتعذيب، فيما أخفي بعضهم قسراً ولا يعلم أهله عن مكان احتجازه شيئاً, واليوم الاحد 4 مارس/ اذار 2018م تم الافراج عن اثنين من الصحفيين من سجون الحوثيين, بعد اختطاف دام لعامين, وهم عبدالله المنيفي وحسن العيسي.
لقد تسببت مليشيات الحركة الحوثية، بإغلاق كافة الإذاعات المحلية تماماً, لتؤثر على مستقبل وحياة أكثر من 900 إعلامي إذاعي. وأغلقت كافة مكاتب الصحف والقنوات التلفزيونية المخالفة لهم في الرأي لتحرم أكثر من 350 صحافياً من كسب عيشهم والتعبير عن رأيهم. ويعيش 1400 من صحافيي في "مؤسسة الثورة للصحافة" أكبر مؤسسة صحافية حكومية الكفاف بعد أن أوقف الحوثيون مستحقاتهم المالية الإضافية منذ أقل من عام.(2)
ومنذ العام "2011" توفي 23 صحفيًا يمنيًا, وسبق أن حكمت جماعة الحوثيين بالإعدام على الصحفي" الجبيحي" بتهمه التخابر, ثم تدخلت وساطات وافرج عنه في 24 اغسطس/ آب 2017م, مع ابقاء نجله في السجن حتى اليوم.
الصحافة في مدينة عدن
تكشف الأرقام والإحصاءات والوقائع أن مدينة عدن باتت اليوم تمر بأسوأ وضع للصحافة والصحفيين في تاريخ اليمن, وهي لا تختلف عن الوضع الذي تعيشه العاصمة صنعاء أو المناطق التي تحت سيطرة الحوثيين, ويمكن من خلال هذا الرصد لبعض الحوادث وليس كلها التأكيد على الوضع المتدني الذي تمر بها المحافظة في مدينة عدن بشكل رئيسي.
ففي 5 مايو/ ايار 2017م تم اقتحام المركز الإعلامي التابع لحزب التجمع اليمني للإصلاح وإحراق بالكامل, وبعده بأسابيع فقط, أي في تاريخ 19 مايو/ أيار من نفس العام, تم الاعتداء بالضرب على الصحفيين ماجد الشعيبي وحسام ردمان وهاني الجنيد من قبل قوات الحزام الأمني في بمنطقة كريتر. كما عاودت مجموعة مسلحة واقتحمت للمرة الثانية المركز الإعلامي لحزب الإصلاح وإحراقه بتاريخ 12 اكتوبر / تشرين أول 2017م.
وقد تطور الاستهداف للصحافة الى طريقة جديدة, حيث تم تزوير عدد من صحيفة صيرة الناطقة باسم حزب الإصلاح, ونشرت صورة العدد المزور من قبل الوزير المحال للتحقيق هاني بن بريك على حسابه في تويتر بتاريخ 20 فبراير/ شباط 2018م, وفي 21 فبراير/ شباط 2018م, تم اعتقال الصحفي عوض كشميم في المكلا وتعرضه للتعذيب على خلفية مقال له نشرها على صفحته في "الفيسبوك" ولا يزال رهن الاختطاف حتى اليوم.
وفي 17 فبراير/ شباب 2018م أي قبل حادثة كشميم بثلاثة ايام قام مسلحون بإطلاق النار على مقر صحيفة اليوم الثامن ومركز عدن للأبحاث في خور مكسر. وبعده بأسبوع فقط يعاود مسلحون على إطلاق النار على نفس المقر لصحيفة اليوم الثامن ومركز عدن للأبحاث بتاريخ 20 فبراير/ شباط 2018م. وفي 27فبراير/ شباط 2018م تم استدعاء الصحفي فتحي بن لزرق من جهة غير مخولة للتحقيق في قضايا نشر على خلفية آراء نشرها في صفحته على الفيس بوك.
وفي 28فبراير/ شباط 2018م استهداف شبكة البث لإذاعة بندر عدن بـقذيفة (آر بي جي) من قبل مسلحين في مدينة انماء السكنية بمديرية المنصورة. وفي 1 مارس/ اذار اقتحام و إحراق مكتب و مطبعة مؤسسة الشموع للصحافة والطباعة والنشر والتي تصدر عنها صحيفة أخبار اليوم من قبل مسلحين في المدينة الخضراء بدار سعد, وتناقل ناشطون التسجيل المصور للاقتحام في صفحات التواصل الاجتماعي.