اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة
ستظل الميزة الأساسية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية هي انتظام اجتماعاته سواء على مستوى القمة أو على مختلف المستويات الوزارية والفنية، وهذا يعطيه فاعلية وتأثيراً مهما شكا مثقفو الخليج من بطء خطواته في الإنجاز قياسا بعمره الذي تجاوز ربع القرن. فانتظام الاجتماع على مستوى القمة مرتين في السنة يوفر للقادة الاطلاع المباشر على أهم المستجدات ويسهل عليهم اتخاذ القرارات الصحيحة في المستجدات التي تعرض لهم، ولاشك أن أجندة القمة الخليجية التي انعقدت مؤخرا في الرياض كانت مليئة بالملفات الحساسة والخطيرة على المستوى الإقليمي وفي مقدمتها ملفات العراق ولبنان وفلسطين وإيران وهي كلها ملفات متفجرة، وربما كان من المفارقات أن الملف اليمني في القمة الخليجية هذه المرة كان الملف الوحيد الذي له طابع إيجابي على المستوى المستقبلي.
العراق هو الملف الأكثر إثارة للقلق والرعب في المنطقة، فهذا البلد أصبح مصدراً للخوف على مستقبل المنطقة أكثر مما كان عليه الأمر في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين في ظل الصراعات الطائفية القائمة ومخاطر نشوب حرب أهلية وتقسيم مذهبي وعرقي يكون سببا في تصدير مشاكل لا تنتهي باتجاه المحيط الإقليمي عموما والخليجي منه تحديدا. ليس معنى ذلك أن الأمور كانت أفضل في عهد صدام إلا أن الرجل ظل رغم الحصار الطويل لأكثر من اثني عشر عاما قادرا على كبح النزعات المذهبية والعرقية واستطاع توفير حد أدنى من الاستقرار المعيشي والأمني للمواطن العراقي، ومع ذلك فإن هذا المواطن ظل يتعطش لحياة أكثر ديمقراطية وحرية على كل المستويات بعيدا عن الخوف والقلق والضائقة التي عاشها في ظل نظام صدام. لكن والجميع يدرك ذلك فإن ما يعيشه اليوم من ديمقراطية وانفتاح سياسي وإعلامي مقابل انعدام كامل للأمن والطمأنينة وتنام غير معهود للمذهبية والطائفية والعرقية لم يعرفه المواطن العراقي نهائياً، يجعل كل طموحاته السابقة في الحرية والديمقراطية بلا معنى وبلا أمل، وهذا ما يدركه اليوم قادة الخليج بكل تفاصيله فهم ساندوا صدام في الثمانينات لكنه طعنهم بغزوه للكويت عام ،1990 ولم يبق لهم بذلك أي فرصة للتعاطف معه مستقبلا حتى بعد تحرير الكويت وحتى بعد كل التقاربات التي حصلت، لكن كل تلك التقاربات كانت تصب في ضرورة إعادة ترتيب الأوضاع في العراق من دون صدام تجنبا لغزو يشنه المحافظون الجدد في البيت الأبيض الأمريكي بمبرر وجود صدام على رأس السلطة، إلا أن عناد هذا الأخير حال دون أي حلول سلمية عرضت عليه بما في ذلك مبادرة الإمارات الشهيرة.
لذلك كانت الوقفة العميقة لقادة الخليج إزاء ما يحدث في العراق أمرا ضروريا، وأتصور أنهم قادرون على تمرير الكثير مما جاء في رؤيتهم التي تضمنها البيان الختامي حول العراق بممارسة الكثير من الضغط الذي يملكون أدواته على مختلف الأطراف بما فيها إيران والولايات المتحدة. فالأمر دخل اليوم مرحلة جادة جدا وأي انفجار في العراق أكثر مما يحدث حاليا سيعني امتداده بشكل أو بآخر إلى الدول المجاورة.
القلق الخليجي يمتد بالتأكيد إلى لبنان البلد الجميل الذي لم يهنأ بعد بالأمن والاستقرار منذ خروجه من الحرب الأهلية الطاحنة التي اكتوى بها خمسة عشر عاما، وهناك من يريد إعادته إلى أتونها من جديد. ومن هنا فإن دعوة قادة الخليج للبنانيين بالالتزام بالمؤسسات الدستورية الشرعية دعوة واضحة في مغازيها بأن الخروج عن هذه الشرعية غير مقبول وبالتالي فإن ما يجري من محاولة لإسقاط الحكومة القائمة عن طريق المظاهرات والاعتصامات لن يؤدي إلا إلى مزيد من الأزمات وليس حلها، ومن ثم فإن التوافق والحوار هو الحل وليس غيره.
إن العراق قنبلة انفجرت بينما لبنان قنبلة قابلة للانفجار في أي لحظة. وفيما أخذت فلسطين حيزا في بيان القمة لكنها قد لا تشكل نفس مصدر القلق في الفترة الحالية فقط، كما أن احتواء الأزمة الداخلية الفلسطينية ربما كان أيسر بالتأكيد باعتبار غياب عوامل الصراع المذهبي والعرقي والطائفي لكنها يبدو لا تحتل الأولوية في هذه المرحلة لدى كل العرب