كله أمريكي
بقلم/ فاروق مقبل الكمالي
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و 4 أيام
الإثنين 11 يناير-كانون الثاني 2010 04:48 م

البنك المركزي اليمني يرفد السوق المحلية بملاين الدولارات الأمريكية, واصل بدون ما تفاصل.

قوات الأمن اليمنية تحتاج من أجل القضاء على عصابة تخريبية إلى مساعدة مالية وفنية واستخباراتية أمريكية ,واصل .

من أجل الخروج من الأزمات التي يمر بها اليمن حاليا ترى الحكومة اليمنية أنها بحاجة إلى دعم أمريكي, واصل.

من أجل القضاء على التمرد الحوثي في صعده تعتقد الحكومة اليمنية أنها بحاجة إلى دعم أمريكي , واصل .

كله على بعضه أمريكي والقاعدة والمطالب الحقوقية في الجنوب ومشردي الشيخ محمد أحمد منصور في العدين طبعا المتورطين بالتراسل مع الشيخ طارق الفضلي مشاكل بحاجة إلى دعم أمريكي ,واصل .

واصل من دون ما تفاصل وأصل الحكاية أنه حتى المجلس المحلي في مديرية معين بأمانة العاصمة في حال قرر أن ردم بالوعة في منطقة السنينة فإنه يعقد اجتماعا طارئ ويخرج بقرار سريع وعاجل "نحن بحاجة إلى تمويل أمريكي" 

هكذا تدخل أمريكا في كل حياتنا من سوق للبصل والقات إلى ضخ ملاين الدولارات من احتياطي ينخر سوس الفساد في بنيته حتى العظم إلى التقاتل والصراع فيما بيننا البين بهدف أوبغير هدف المهم أن تظل أمريكا موجودة في كل شيا نعمله في قبور قتلانا في أكفان موتانا في التخلص من نفايتنا أو في التستر على فساد مسئولينا ,واصل

نقابة الصحفيين اليمنيين تناشد الاتحاد الأمريكي للصحافة الإفراج عن المقالح ..

وإذن أمريكا تتواجد في البنك المركزي اليمني والسياسة المالية اليمنية تتواجد في منظمات المجتمع المدني والأمن المركزي وخفر السواحل تتواجد في خزانات حفظ مياه الأمطار في شرعب السلام , تتواجد في مجالس القات اليمنية وأسواق البصل في شاشات الفضائيات وأثير الإذاعات المحلية والدولية .

شمال أمريكي جنوب أمريكي غرب أمريكي شرق أمريكي ولم يتبقى شيا بعد تحول كل الصحفيين في اليمن إلى محللين استراتيجيين وخبراء في السياسة اليمنية الأمريكية وعلى طريقة عصيدكم ومتنوها , والغريب يدافع المحلل الأمريكي على سياسة واشنطن أو يعمل على تعزيزها وينتقد نقاط ضعفها بينما نحن يتبارى المراهقون هنا على جعل اليمن مسرح مفتوح لكل ما ترغب أمريكا وحلفائها عمله فينا سياسيا أوعسكريا ومن النادر أن نجد محلل يمني أو حسبما يطلق عليه بين عشية وضحاها يكذب أو يوضح أو يصحح معلومة أمريكية وأن كان متأكدا أنها معلومة غرضها يخدم المصالح الأمريكية ضد الوطن وليس لها من صحة على أرض الواقع .