ماذا بعد الأونروا ..
بقلم/ رياض الأديب
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 7 أيام
الأربعاء 07 يناير-كانون الثاني 2009 11:19 ص

مارب برس – خاص

كما هي عادات اليهود دائما ما تنفك غرائزهم عن سفك دماء الأبرياء حتى تتوق نفوسهم الشيطانية إلى مجازر جديدة غير عابين بمن حولهم و لا بأعمال الشجب و التنديد و الغضب الهادر التي أجتاح معظم شعوب العالم و لا حتى باتفاقيات جنيف , فالقوات الإسرائيلية التي قتلت أكثر 1200 شخص في حرب تموز جنوب لبنان 2006 م و كان معظمهم من الأطفال والنساء باتت في منأى عن أي انتقاد دولي و لا حتى عربي و هو الأمر الذي شجعها بالتمادي على كل كائن حي في قطاع غزة لا سيما في ظل تعاون حكومات عربية .

الجيش الإسرائيلي أخذ الدرس من جنوب من لبنان و أستوعبه جيدا و أعد العدة لعدم تكرار الهزيمة – و هو الأمر الذي يعد صعب منال بالنسبة للجيش مهزوم أمام قوة ضاربة من الفدائيين – لكن ما وعوه الإسرائيليين و فهموه و استفادوا منه في تلك الحرب أن المواقف و الشارع العربية الذي تثور فيه النخوة و الكرامة فجأة سرعان ما تعود إلى الركود و هو ذات الأمر الذي حصل حين الاحتلال الأمريكي للعراق ذات الأمر شجعهم على قصف المنازل على من فيه علاوة عن المساجد و كل ما ظن أبناء غزة أنهم سيكونون فيه بمأمن عن القصف الصهيوني الذي قادته وحشيته إلى قصف مدرسة الأونروا التي تدار من جهات دولية .

أنا قول هنا أن قواعد اللعبة تغيرات و بتأت السياسات الإسرائيلية مكشوفة للشارع العربي الذي زادته الغطرسة الصهيونية التي تمارس على أبناء القطاع كل يوم مزيد من الغضب الهادر و الذي بدأت بوادره تبشر بالانفجار .

 صمود المقاومة الحمساوية أمام أعتا قوة في الأرض – حسب مخيلة حكام العرب – و مرابطة الفلسطينيين في منازلهم من مختلف أعمارهم رغم القصف الجوي و البري و البحري الإسرائيلي و رغم الدمار الشامل و رائحة الموت التي انتشرت في كل مكان من ذالك كل أستنتج الشارع العربي شجاعته و أن ما قدر للإنسان كان مصيره و بانت ثورة الغضب التي تجتاح الشارع العربي أنها لم تهدا هذه المرة - و لعله ذات الأمر الذي استنتجته الحكومة المصرية في منع أكثر من مظاهرة تضامنية مع أبناء القطاع , غير مدركة أن إرادة الشعوب لا تقهر و إن الدم الفلسطيني لم يذهب هدار هذه المرة .

نقول لبشار الأسد الزعيم العربي الذي ما زالت تجري في عروقه الدماء العربية الأصيلة أن الدعوة إلى عقد قمة - و لو حتى بمن حضروا من الزعماء العرب - هو أمر مخجل في حقك و حق شعبك المجيد الذي تطبخ المؤامرات الإسرائيلية و الأمريكية لليل و نهار و ربما لا تخلوا من النكهات العربية , ما الذي جناه العرب من زيارة ساركوزي إلى المنطقة الذي عول عليه الحكام العرب كثير و ما الذي جناه الفلسطيني أنفسهم من زيارته ؟ , انتقاد حماس المدافعة عن أرضها و الدعوة إلى إيقاف إطلاق النار, الذي وفقت عليه القوات الإسرائيلية و نفذته بقصف مدرسة تدار من هيئات دولية و سقوط أكثر من 40 قتيلا و قبلها و يوم وصوله قصف منازل عائلة السموني العائلة المزارعة الفقيرة و سقوط عشرات القتلى و الجرحى معظم من النساء و الأطفال , هل هذه هي مبادرة السلام التي قطع لأجلها الرئيس الفرنسي المسافات الطوال ؟ .

أقول كفى يا أخي بشار الدعوة إلى قمم هزيلة في ظل حكام خونة , دع المقاومة الحمساوية الباسلة تكابد العدو الذي توهم للحظات أنه قادر على كسر شوكتها و كلما زاد قوته بطش بأطفال زادت المقاومة استبسلا .

أدعوا دعوة صريحة في التمعن الجيش الصهيوني و الذي بدأ تجهيزه منذ سنتين لمثل هذه المهمة و تدريبه لاقتحام غزة منذ 6 أشهر و أنفاق 150 مليون دولار يوميا في سبيل ذالك , تمعنوا و تفكروا فيما حققه هذه الجيش في قوته و عتاده يقول وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أن جيشه استولى على ما نسبته 73% من قطاع غزة منذ الاجتياح البري الذي يعد صباح هذا اليوم هو الخامس و 12 منذ الهجوم على غزة , و السؤال الذي يفرض نفسه من تأتي صواريخ المقاومة إذا كانت نسبة الأرض من غزة 73 % تحت سيطرة الاحتلال , آلا تقول المعادلة أن عدد الصواريخ يجب أن تنخفض و لكن ما حصل هو العكس زادت نسبة الصواريخ التي تطلق على غزة إذ وصلت بعضها ولأول مرة لأكثر من 40كم في العمق الإسرائيلي كان أخرها و ليس آخرها ما تم إطلاقه مساء أمس من 4 صواريخ من نوع القسام على مستوطنة مفتاحيم من قبل كتائب القسام .

بوش الأرعن الذي يتفهم دفاع إسرائيل عن نفسها و وزيرة خارجيته التي تدعوا الجانبين إلى التهدئة و هي بذالك تساوي بنين الضحية و الجلاد , تساهل ما كان له أن يكون لولا تلك الهدايا الثمينة التي منيت بها ريس من الحكام العرب و التي فاقت ما حصل عليها بوش ذاته , ولكن الإغراب ما تم تكشفه و بيعه في المزاد العلني في إسرائيل من هدايا الحكام و الأمراء العرب للقادة الجيش الإسرائيلي و التي قدرت بملايين الدولارات و حسب قوانين تلك الدول – وهو ما يبدو خفي عن الكرماء العرب – أن أي هدايا لذات منصب ترجع لدولة بعد انتهاء منصبة , لتكن الفضيحة و لتكن العائدات من المزاد العلني في بناء الجيش الإسرائيلي الذي يقصف به غزة .

أوباما هو الأخر يقف صامت أمام ما يحدث في غزة بحجة أنه لا يمكن أن يحكم أمريكا رئيسان بينما نأى عن هذه القاعدة حين وجه انتقاد شديد اللهجة هجمات بومباي و لكن حين يتعلق الأمر بالعرب فكل شيء مباح .

كتائب القسام تعلن عن مقتل مساعد قائد في الجيش الإسرائيلي مساء أمس و هو ذات الأمر الذي سيجعل القوات المعادية في حالة من الهستريا لتكن النتيجة في النهاية انهيار نفسيا للجيش العدو الذي بدأ بالتقهقر في أول اجتياح بري و بحري مما ينذر أن الأيام القادمة لن تكون سهلة على الفلسطيني و الذي سيحاول فيها الجيش الإسرائيلي من تكثيف غارته الجوية على غزة بغية النيل من المقاومة الفلسطينية و لكن هيهات أن يطالوا الشمس في المجرة .