النضال الواعي يرتكز على قاعدة الوحدة اليمنية
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 16 سنة و أسبوعين و 6 أيام
الثلاثاء 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 05:55 ص

تواجه اليمن عدد من التهديد الداخلية والخارجية أبرز التهديدات الداخلية تتمثل في وجود نظام سياسي فاشل عمل على خلق وعي التجزوء والانفصال ، وهو كما يرى سياسيون أساس ما يحدث اليوم ، وبالتالي فهو نظام أضحى من الخطورة إلى درجة أنه حتى يهدد ذاته ، إضافة إلى وجود صوت يتنامى جنوب اليمن ينادي بلانفصال يرى غالبية النخبة اليمنية أن نظام صالح ذاته على عمل إيجاد ذلك الصوت سواء بدعم غير مباشر منه ، أو بسبب ممارسات ما فيا الارضي والحقوق وتجار الجشع من متنفذين وقادة جيش وضباط أمنيون ووزراء يصل عددهم الى 15 وزيرا كان أحصاهم تقرير وزير التعليم العالي صالح باصرة الذي كان كلفه صالح برفع تقرير حول أسباب ما يحدث هناك إبان وجود وزير الادارة المحلية عبد القادر هلال الذي اعلن استقالته مؤخرا إثر شائعات لفقتها ضده أجهزة الأمن الاستخباراتية مفاده أنه عميل للحوثين والاخوان المسلمون وهي تهمة غير منطقية كما يرى سياسيون لأنها تهمة متناقضة ، الهدف منها إقصاء عبد القادر هلال بسبب ما يحضى به من احترام كبير حتى لدى المعارضين ، بالاضافة الى نجاحه في بعض المهام الادارية والسياسية التي أوكلت إليه.

أما المخاطر الخارجية فتتمثل في ما يحدث من قرصنة في الصومال ، و هناك من يذهب الى القول أن اليمن أضحى ترانزيت "للمخدرات" ومعبر لدخولها ، بالاضافة وجود سفن لبعض قوى الهيمنة العالمية تتواجد في المياة الاقليمية لليمن ، وبريطانيا تتهيء لاستعادة مستعمراتها السابقة ومنها جنوب اليمن –كما جاء في بعض الصحف اليمنية المستقلة والمعارضة- ،وكان تقرير المعهد الملكي للشؤون الدولية بلندن الذي صدر بتاريخ 20/11/2008م اكبر دليل على ذلك حيث قال إن مستقبل اليمن يزداد قتامة كل شهر، مما يعني ان هذه القتامة راكمتها سياسات مختلة ، وأورد الكثير من المبررات المنطقية التي يوظفها لتحقيق عودة المملكة التي لا تغيب عنها الشمس.

المعارضة اليمنية المتمثلة في تكتل أحزاب اللقاء المشترك غير مستعدة كما يبدو للدخول في انتخابات ترى أن آلياتها كمنظومة متكاملة غير سليمة ، وأن صالح يريد أن يجريها بالطريقة التي تجعلها غير صحيحة ومستوفية لشروطها الديمقراطية ، بهدف إعادة إنتاج ذاته ، وكان سبق أن انقلب حزب صالح الحاكم على توصيات البعثة الاوروبية و اتفاقات المباديء الذي وقعه مع هذه الاحزاب بتاريخ 18أغسطس الفائت ، وبالتالي فهذه الاحزاب اتجهت نحو تعزيز الرفض الشعبي الكامل والتصعيد الواسع لمقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة وأقامت العديد من مهرجانات المقاطعة في المحافظات اليمنية حضرها مئات الآلاف من المواطنين ، كما أن منظومة الفساد في نظام صالح أيضا تعاني من التآكل ، وهذا التآكل يستهدف الآن العناصر النزيهة والتي تحضى بقبول جيد ولديها إحساس بأهمية الاصلاح .

البلاد بحاجة إلى ثورة وطنية سلمية وسليمة ، منظمة قوامها" نضال سلمي " و قائمة على تعزيز الثقة بين مكونات الشعب اليمني شمالا وجنوبا ، بحيث أن هذه الثقة في أن التغيير سيتحقق ولا بد منه لاصلاح الوضع ، وأن النظام أضحى غير صالح البتة ، ولم يتبقى الا أن يعمل اليمنيون معا ،وجميعا لا اشتاتا، في سبيل ان يسقط هذا النظام لتسقط معه أماني الذين يريدون تجزئة الوطن وكذلك أماني بريطانيا وقوى الهيمنة العالمية وتلك المؤثرة إقليميا .

التغيير السلمي سيتخلله قليل من القوة والدم من قبل النظام وهو ما يحدث الآن ، لكن لابد من أن يحدث التغيير ولا بد من أن يقابل الشعب تلك القوة بصلابة واستعصاء يرخي أعصاب القتلة ويشل قدرتهم على تحقيق ما يتوهمونه من أنهم سيخيفون الشعب وسيستسلم للأمر الواقع المبني على قوة الرصاص والدبابات .

الشعب سيستخدم لغة القوة السلمية لمواجهة قوة القمع الدموية وستكون ثورته تلك قادرة على إخضاع لغة الرصاص والدم بحيث أن ضمير الجندي الذي يحمل رصاصة سيتفتق فيه وعي العاطفة تجاه شعبه ، وستفتق لديه الوعي بأوضاعه الذاتية التي لا تختلف عن وضع شعبه في شيء بل أن وضعه هو الأشد والاكثر إيلاما .

لماذا لانريد أن ينجر الشعب نحو ثورة عنيفة .؟ تساؤل منطقي أجيب عليه بالقول أن ما ياتي بالقسوة عليه ان ياخذ دوره ليكمل بعضه بمعنى ان الثورة حمراء كاللهب كما قال تشي "جيفارا" ولابد للهب ان يحرق غيره.

ولذلك فاعظم الثورات هي التي لاتاتي نتيجة لردة فعل بل تاتي وهي حاملة فكرا ما متكاملا يسمح لها بصياغة واقع يقترب من أحلام الناس ويحقق تطلعاتهم .

اليمنيون كما يبدو يحتاجون اليوم إلى ثورة تغيير واعية أي ثورة إبداعية تعمل على تحفيز و تفريغ احتقانات الشعب بطريقة تؤدي الى نتائج مثمرة وعكس ما يريده النظام ويتمناه المتربصون بوحدة اليمن تتمثل هذه النتائج في النضال السلمي القادر على لي يد القوة وكسرها ، وحفظ الوحدة اليمنية ، فالنضال الواعي يرتكز على قاعدة الوحدة الوطنية ، وتحقيق نظام تعددي قائم على الديمقراطية الحقيقية التي تؤدي الى وجود وعي وتنميتة شاملتين .

الأمر مرهون بقدرة القوى السياسية على جعل الأمور تسير باتجاه سليم من خلال الحركة في كل الاتجاهات لخلق إجماع وطني موحد الرؤية والسلوك والأهداف ، تحركها أوساط الشعب بدأ يؤتي نتائجة وثمة تفاعل حقيقي ملحوظ .

Antwfe_25@hotmail.com