آخر الملوك وثاني الموحدين !!
بقلم/ عبدالجبار سعد
نشر منذ: 16 سنة و 10 أشهر و 25 يوماً
السبت 19 يناير-كانون الثاني 2008 12:46 م

مأرب برس - خاص

من هو من بين القادة والساسة والحكام الذين مضوا والذين سيأتون من يمكن أن يحترم ويقدم على غيره من جانبنا نحن الناس ياترى ..؟ هل أولئك الذين يتنقلون بين العواصم العربية والأعجمية يحملون حقائبهم الفارغة ويعرضون خدماتهم لطالبيها .. وكلما ثارت فتنة داخل بلادهم ازداد حماسهم للتجوال وكثرت تصريحاتهم ومقابلاتهم مع الصحف والفضائيات ومواقع الانترنت.. أم أولئك الذين قرروا أن يثبتوا في أماكنهم بوقار وتسليم و حين يأتيهم الآخرون يساومونهم على أعراض أوطانهم وشعوبهم يأبون أن يساوموا أو يبيعونها للغزاة والطامعين عربا أو عجما مهما كانت لهم من ثارات مع أبناء وطنهم حكاما ومحكومين ؟

 ***

لقد كان من أولئك الذين يجب أن يسجل لهم الناس كل التقدير والاحترام والإكبار المرحوم سيف الإسلام محمدبن أحمد يحيى حميد الدين آخر ملوك اليمن .. الذي دعته الجارة الشقيقة في فترة المواجهة بين الكفر والإيمان التي تمت بين عراق العظمة بقيادة المجاهد العظيم الرئيس صدام حسين وبين ائتلاف الكفر العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل .. في أم المعارك .. كان اليمن الموحد حديثا حينها ضد الباطل الذي مثله الغزاة وحلفاؤهم فأرادوا أن يؤدبوه وبعثوا إلى ملك اليمن المنفي في بريطانيا .. ملوحين له بكل خير .. وأنزلوه في أعظم فنادق جدة .. وأحاطوه بهالة من العظمة التي تليق بالملوك .. ثم بدأوا بعرض المساومة.. شرحوا له الوضع كله وموقف اليمن فقال لهم وما الذي تريدونه مني الآن ..؟

قالوا نريد أن تحرك مالديك من أعوان لزعزعة دولة الوحدة التي تقف ضدنا في هذه المواجهة ..

 قال لهم إن كنتم تريدون أن تعينونني على استعادة مافقدت من الملك فمرحبا وأهلا .. ولن أحتاج إلا إلى بعض الإمكانيات ..ستكونون مشكورين إن أعنتموني فيها..

 قالوا إن الوضع الدولي لا يسمح بتغيير النظام .. ولكن يمكن فقط زعزعته الآن قال لهم هذه ليست مهمتي فابحثوا عن غيري ..

ولم يصبح الصباح حتى رفعت عنه كل الحراسة ومظاهر الأبهة التي أعدوهاله فقفل راجعا إلى منفاه يحمل في حقائبه شموخ آبائه وأجداده الكرام .. من ملوك اليمن وكرامة كل يمني ..

***

ليس كل من دخل الى مثل هذه العواصم عاد بحقائب فارغة إلا من الشموخ كما حدث مع البدر .. فالكثير يدخلون بحقائب فارغة ويعودون بحقائب ممتلئة بالذهب والدولارات وأثمن الهدايا وقد أفرغوا كراماتهم مقابل هذا الامتلاء . مثل هؤلاء كثيرون .. ولذا تراهم يرفعون عقيرتهم بالشكوى .. والإدانة لأنظمة الحكم التي يعادونهافي بلدانهم بسبب أو بغير سبب.. فهم كما نسمع منهم ومن محبيهم دوما ما يتعرضون للإغتيالات!! .. وهم يتعرضون للتهديد .. !!وهم يتعرضون للسب ..!! ولا عدولهم إلا أنظمة الحكم كيف لا ..والسباق على أشده فيما بينهم أيهم يكسب قصب السبق في الوصول إلى دار الرئاسة الذي يعده لهم الغزاة وحلفاؤهم الإقليميون ..!!

 

***

ومن الذين يجب أن يسجل لهم التاريخ مثل هذا الموقف الكريم هو ثاني موحدي اليمن الرئيس علي سالم البيض .. فهو الوحيد الذي لم تستخفه دعوات المرجفين والباعة المتجولين ولم تغرّه دعوات الأعداء لكي يستعيد ملكه الذي فقد .. 

علي سالم البيض شارك في صنع الوحدة واجتهد للحفاظ عليها وعلى مكاسب شعبه وكان ماكان .. ولم يخن الوحدة ولا خان الشعب ولذا فنحن لا ولم نسمع وأنا على يقين أننا لن نسمع بعد الآن عنه شيئا يلوث هذا التاريخ المشرق لهذه الشخصية اليمنية العظيمة ..و مثله ومعه يجب أن لا ينسى الكريم الموقف العميد هيثم قاسم طاهر .. وزير دفاع دولة الوحدة .. فهو الآخر نموذج فريد في العظمة .. وبمثل هؤلاء يجب أن يفاخر كل يمني أصيل ..

****

أما أولئك الذين سجل لهم التاريخ خيانات لا تحصى من قتل وتصفيه لقادة الجهاد ضد الاستعمار البريطاني من رفاقهم نقول هونوا على أنفسكم .. فلن يمسكم أحد بسوء لأن مافيكم من السوء والخزي يكفي..وأي سوء وخزي أعظم من الخيانة والتآمر الذي مردوا عليه .,

****

قليل من الحياء

السفير الامريكي في اليمن يطالب اليمن تسليم مواطنيها لأمريكا وواضح أنه ينطلق من شعور بأن الضغوط الذي يوجهونها إلى الدولة من خلال عملائهم الذين يثيرون الاضطرابات في البلاد قد أحدثت أثرها ولكن خاب فألهم فلا يزال الرئيس اليمني شامخا بردود فعله التي لم تكتف بالرفض لهذا الابتزاز بل استدعى السفير ليسلمه مطالبة اليمن بمعتقلي جوانتنامو بل وبالمحكوم عليهم داخل أمريكا نفسها ..

 وأحزاب المعارضة كمايبدو لا يعنيها أمر السيادة الوطنية شيئا كأن هذه المطالبة لا تتجه إلا إلى النظام الحاكم والحزب الحاكم أما هم فالأمر لا يعنيهم..

وهم لم يكن ليعنيهم أمر المؤيد ورفيقه .. والشيخ الزنداني .. ومعتقلي جوانتنامو اليمنيين مع أن فيهم من تصدروا للدفاع عن حقوق الإنسان ولكن يبدو أن الإنسان الذي يدافعون عنه كأحزاب ومنظمات مجتمع مدني وأفراد .. هو إنسان ذو مواصفات خاصة جدا جدا إنسان تحبه أمريكا ويحب أمريكا أما غيره فلا .. وكأن الدولة التي يجب أن تقاوم من أجل حقوق هذا الإنسان هي دولتهم وحدها فلا يعنيهم الإنسان الذي لا يحبونه ولا تحبه حبيبتهم أمريكا حتى لو كان ينتمي إليهم ولا تعنيهم الدولة التي تنتهك حقوق الإنسان إن كانت هي المعبودة لهم والمعظمة أمريكا ..

ألا يستأهل العشرات والمئات في جوانتنامو ساعة اعتصام أمام سفارة أمريكا ياثوار البرتقالة ..؟

 ألا يستأهل المؤيد ورفيقه .. وشيخكم الزنداني .. يا أحزاب المشترك وقفة شرف في وجه باطل أمريكا وتعنتها .. واعتصامات مماثلة لتلك التي تدعون إليها في كل أجزاء اليمن ؟

ألا تستأهل المطالبة بجمال البدوي الذي أنهى محكوميته في السجن اليمني موقف عز وشرف ترفض هذا الاستخفاف بسيادة اليمن ومواطنيه .. من قبل سفير أمريكا ..

فلاوالله مافي العيش نفع ** ولا الدنيا إذا ذهب الحياء ..