تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران
مأرب برس - خاص
الدولة الوحيدة التي تعرف كيف تتعامل مع حسني مبارك وكيف تقوم بتطويعه هي دولة إسرائيل التي فهمت جيدا ما هي قدرات هذا الرئيس العربي وإلى أي حد يستطيع أن يرفع صوته ، بل أن إسرائيل تتقن فن إذلاله بشكل تجعله يعود مباشرة إلى بيت الطاعة دون أي تذمر أو اعتراض .
ما قامت به وزيرة خارجية إسرائيل من هجوم كاسح على النظام المصري أتى كله سريعا وخرج أمام العالم ليتباهى بحسن طاعته وولائه المطلق بحجة المعاهدات والعلاقات مع إسرائيل .
الهجوم الإسرائيلي المتزامن مع تحرك الكونغرس الأمريكي جعل من مصر كما هي دوما ومنذ عقود مسئول حراسة مطيع لدولة إسرائيل ووسيط منحاز لها في كل المفاوضات ، فحسني لديه حساباته الخاصة بأسرته وبتجارته وقبل كل شيء بكرسي الحكم الذي يجلس عليه وعلى أنفاس الشعب المصري .
وحسني لا يمانع إطلاقا بعمل أي شيء ومهما كان مردوده السلبي على القضايا المصيرية للعرب ، وذلك فقط حتى لا تغضب عليه الإدارة الإسرائيلية ومن بعدها الإدارة الأمريكية .
من منا يستطيع أن يجد تفسيرا منطقيا لمنع مصر الحجاج الفلسطينيين المغادرين من منفذ رفح من العودة إلى ديارهم من نفس المنفذ الذي خرجوا منه ، إلا أن حسني هو حسني ولن يتغير مهما عاث به الزمن وشرب ، أن حسني يقدم ما يقارب الألفين مواطنا من الشعب الفلسطيني قربانا لإسرائيل حتى تطوي إسرائيل تهمتها له بعدم إجادته حراسة حدودها ليعود هو رجلها الأوحد في المنطقة التي تعتمد عليه في المهمات الرخيصة .
يقول حسني مبارك أنه لا يريد جعجعة فضائيات حول هذا الشأن ، لأنه وعلى ما يبدوا لن يجدي نفعا معه ، كما أنه لا يريد أن يتحدث الناس عن هذا العمل الوضيع والغير إنساني والذي لا تقبله الفطرة السليمة ناهيك عن ما يدعيه من سيادة مصر واستقلالية مواقفها .
فمصر ما عادت إلا دولة هامشية بل وأقل من ذلك ، منحدرة إلى أسفل الدرك السياسي على الصعيد العربي والوطني كذلك ، بل أنه يخال لنا بأن مصر ماتت ولا أمل في إعادة إنعاشها لتتولى دورها الطليعي في قيادة الأمة العربية وتحقيق أهدافها .
نعرف جيدا أن ما مضى لن يعود ، وأن عبد الناصر حالة تاريخية لا تتكرر كل يوم ، لكننا نعرف أكثر أن الضمير الإنساني يتجاوز انحطاطه في فترة من الفترات ليقف موقفا شريفا واحدا ، لكن هذه القاعدة لا تعمل لدى النظام المصري ، فعبر تاريخه ومنذ توليه السلطة لن تجد في كل المواقف المصيرية والحاسمة شيء مشرف له تم اتخاذ ، فالنظام المصري يجيد التكسب من قضايا العرب لصالحه الفئوي الضيق على حساب الملايين من شعبه ومن الشعوب العربية منذ احتلال العراق وعدوان إسرائيل على لبنان والقضية اللبنانية والفلسطينية ، ومصر هي مصر تلك الدولة التي تسعى للخراب ولا شيء غير ذلك .
ماذا سيجنيه مبارك من تسليم هؤلاء الحجاج الذي معظمهم عجائز إلى إسرائيل بهذا الشكل الفج والقبيح ، سوى أن يقوم ألمرت بمدحه على أحدى وسائل الإعلام وهي مكافئة مجزية بالنسبة أليه ، وغير ذلك لا شيء يذكر ، فمصر لم تعد طرفا منحازا لطرف فلسطيني ضد آخر كما هو واضح من الخلاف البشع بين حماس وفتح ، بل أنها طرفا مشاركا مع إسرائيل ضد الفلسطينيين ، وطرفا مشاركا مع أمريكا وفرنسا ضد المقاومة في لبنان ، وحتى الساعة ترفض مصر أي عمل عربي حقيقي في العراق لإخراجه من هذا التيه الطويل والدامي لأنه لم تصلها الأوامر الأمريكية بعد .
ورغم كل هذا ، لن نفقد الأمر بمصر العروبة ، مصر التاريخ ، مصر الكرامة والشعب الذي يتنازل عن لقمة عيشه لأجل أن يعطيها لأخيه العربي حين يعاني من مظلمة ، فشعب مثله يستطيع أن يخلع وأن طال الزمن هذا التعفن القائم على هرم السلطة ويضع مكانه رجلا يعبر عن طموحه وآماله وتحرره من الجهل والفقر والجوع وينتصر لقضاياه العربية المصيرية ويكون بجوار أخيه العربي ضد كل المآسي التي حلت به.