عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
أثبتت أحداث صعدة الأخيرة أن الصراع بين الرياض وطهران محتدم للغاية ولكن ما أسباب هذا الصراع وما أهدافه الخفية ؟هذا ما سنحاول قرأته من خلال هذه السطور، لا شك أن الاختلاف بين الدولتين ناشئ من الأيدلوجية المتبعة لكل من الدولتين فالثورة الإيرانية التي قام بها الخميني هي من سعت إلى تحجيم إيران عندما اختارت لنفسها التقوقع المذهبي – الاثنى عشرية- كأساس لدستور الدولة وتبنت الفارسية كأساس للثقافة الوطنية وهذا يتناقض مع مسمى الجمهورية الإسلامية مما أدى بالنظام الإيراني إلى التعصب لهاذين المبدأين،.
وقد كنت في زيارة لطهران قبل عدة أشهر ضمن وفد برلماني وبينما كنا في المؤتمر الذي خصص لدعم غزة قام الأخ/ مندوب الكويت بإلقاء كلمته إذ به يورد في خطابه كلمة الخليج العربي إذا بمستشار الرئيس الإيراني يصعد إلى المنبر ويطلب من المتحدث تصحيح العبارة واستبدالها بالخليج الفارسي فكان لها أثرا مؤلماً في نفسي ليس تعصباً للعرب مع أن العربية هي لغة القران ولغة أهل الجنة ولسان محمد صلى الله عليه وسلم وإنما آلمني أن الأمر لا يستحق هذا التعصب وخاصة ونحن نعتبر ضيوف على طهران ،إن إيران دولة تحمل مشروعاً تعمل لترسيخه بحنكة وتبذل قصار جهدها في خدمة هذا المشروع كما أنها وظفت كل إمكانياتها من ثروات وصناعة وتعليم لهذا المشروع وقفزة قفزة غير مسبوقة وهذا ما جعل الآخرين يتخوفون منها بدلا من منافستها ،وبغض النظر عن معتقدها الذي لا نتفق معه إلا أن سياستها في قضية فلسطين استطاعت أن تكسبها الكثير عندما انحازت إلى جانب المقاومة ولو سياسياً وهذا هو نبض الشارع الإسلامي وان كان هذا الموقف كسباً لها وهذا ما فقدته الأنظمة العربية ، .
وبما أن النظام في المملكة مبني على الكتاب والسنة إلا أن الدافعة والتعصب الأيدلوجي قد لا تساوي ما هو عند نظام طهران ومع هذا فهو يكفي لأن يظل الاحتكاك قائما بين الطرفين، وبدافع القوة العقدية عند النظام في طهران استطاع أن يضع لنفسه قدما في كثير من بلدان المنطقة فالشيعة في لبنان برغم انه لم يكن لهم صوت قبل الثورة الإيرانية صاروا اليوم رقماً صعباً في لبنان لا يمكن تجاوزه بفضل المدد الإيراني السخي وهكذا في البحرين والكويت وغيرها بل وأنشأت كيانات أيدلوجية جديدة كما حدث في صعدة – الحوثية – ولولا الفراغ الذي تركته الأنظمة العربية لما كان لطهران أن تمتلك هذا فالجميع يعلم انه لم يكن في اليمن إلا المذهب الزيدي والمذهب الشافعي وفجأةً يسمع الناس هذه الأيام أصوات من طهران تقول إن الحكومة اليمنية تحارب المذهب الشيعي في صعدة والسؤال كيف جاء هذا المذهب إلى هذه المنطقة انه الفراغ والمساحة التي تركت لطهران بل والتشجيع والدعم من البعض مما جعل إيران اليوم ترى انه من حقها أن تدافع عن هذا الكيان والمولود الجديد في هذه البقعة الإستراتيجية وان كانت الحركة الحوثية تمثل تمرداً مسلحاً على النظام اليمني يتطلب ردعه من وجهة نظر النظام فإنها في ذات الوقت تشكل تهديداً على جنوب المملكة العربية السعودية كونها تقع في خاصرتها فمن حق المملكة أن تدافع عن نفسها وثقافتها ومواطنيها ولو تنبه النظامان اليمني والسعودي لهذا منذ فترة بعيدة لما وصل الحال إلى هذا المستوى المثال الآخر:
إن الأنظمة العربية ومن ضمنها الأخوة في المملكة هم من فتح المجال لطهران أن تلقي بثقلها السياسي خلف المقاومة الفلسطينية وهذا أمر محمود تشكر عليه بل وواجب عليها كونها عضو في الكيان الإسلامي وان كانت توظفه لمشروعها وهي الرابح الوحيد في وقوفها مع المقاومة لأنها تعلم أن الشعوب الإسلامية بغالبيتها الساحقة تقف خلف هذه المقاومة وان كانت طهران تدرك أنها لم تستطع أن تضع لها قدماً ايدولوجيا في فلسطين إلا أنها وضعت لنفسها قدما سياسيا عندما تخلف الآخرون بل وظلوا يقفون مع ما يسمى بالسلام الزائف الذي ترك عباس وحاشيته اليوم يتخبطون\" كالذي يتخبطه الشيطان من المس\" والذي أثبتت الأيام والواقع انه وهم بل ما زاد الفلسطينيين إلا حسرة فقد نتج عنه الجدار العازل وتوسيع المستوطنات وإقامة الحواجز وتغييب بل القفز على الثوابت وحصار غزة وللأسف أن بعض الأنظمة العربية تساهم في ذلك إلى الآن ، ثم نعيب على إيران الوقوف معهم ، ومن المعيب أيضا أن نعيب على حركات المقاومة تلقيها ذلك الدعم بعد أن تركناهم لوحدهم في الميدان ، لا شك أن المملكة تستطيع بثقلها الإسلامي والاقتصادي والجغرافي وما حباها الله من فضله تستطيع أن تقود العرب والمسلمين بما يتناسب ويتوافق مع الكتاب والسنة ويلبي رغبات جماهير الأمة من خلال معالجة تلك السياسات وتقويمها وخيرا فعلت بالتقارب مع سوريا مؤخرا وأتمنى أن تفتح ذراعيها للمقاومة الفلسطينية أيضا فهي أولى بدعمها من غيرها ، ان المملكة مؤهلة أكثر من غيرها لتقود مصالحة جماعية في العالم الإسلامي ، كما انه يجب على طهران أن تغير من نظرتها المؤدلجة إلى بقية المسلمين وان تعمل على إزالة ما يعكر وحدة المسلمين وأن تظهر للآخرين أنها لا تريد الهيمنة فعلا لا قولا وبهذا ستعاد للأمة عزتها ومجدها نأمل ذلك .
al_hazmy65@yahoo.com