توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ عاجل: قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج
مأرب برس - خاص
ان أكثر ما يشغل العالم اليوم بمختلف تكويناته السياسية والإعلامية جماعات وأفراد هو دوي الانفجاريات وأخبار العبوات او ما يسمى اليوم (بالإرهاب) والذي أصبح سمه ملاصقه لأكثر الجماعات شهرة وعنفوانية فما يذكر الإرهاب الا ويتبادر الى الذهن (تنظيم القاعدة)ذلك التنظيم الذي من اجله عقدت الندوات وأقيمت الدراسات وتطورت الجيوش والمخابرات ولكنه بالمقابل يتكاثر وينمو وتزداد رقعته ، هذا على مستوى العالم بأسره ولكن ما اريد ان استعرضه هنا هو حال هذا الكيان او التنظيم في اليمن وان تشابهت الظروف في الكثير من البلدان لتبادل الخبرات وخاصة الأمنية منها. وما ابرز أسباب ظهوره وعدم القضاء عليه او احتوائه ؟
فقد عمدت السلطة الى اتخاذ وسائل عدة لاحتواء هذا التنظيم بدا لها انها اتت ثمارها وفي واقع الامر انها لم تفي بالغرض ولربما( انقلب السحر على الساحر كما يقولون ) فالسلطة استخدمت اسلوب الاحتواء والإرضاء وعقد الصفقات من جهه والقتل والتصفية من جهة اخرى والواقع المشاهد يثبت عدم جدوى تلك الطرق بل اثبتت فشلها الذريع ناهيك عن الحوار الذي تم لهؤلاء الشباب هو نفسه لم يغير ساكنا لعجز وضعف المحاور عن فهم افكار وعقيدة من يحاور ولربما لمذهب المحاور تاثير بارز وعدم الجديه فاحد العلماء المحاورين يقول لهولاء (نعرف انكم على حق .. لكن تعهدوا واخرجوا) وهذا ما يفكر به الشباب الخروج من المعتقل لما يلاقون فيه من اهانه وانتهاك ادمي أدناها الحجز بدون تهمه واعلاه التعذيب الجسدي والنفسي _ ومن وجهة نظري ان هذا هو السبب الأقوى والابرز لنمو وتكاثر مثل هذه الأفكار_والكل يعرف ان منهج التكفير منبعه السجن وهذا السبب لم ياخذ حقه من التدقيق والتحقيق والدراسة من المعنيين بما فيهم علماء الدين والمختصين بشئون القاعدة والإرهاب ولم يهتم به الا الطرف الاخر فبيانات القاعدة بل عملياتهم المختلفة لا تكاد تخلو من التطرق الى السجون والى اخوانهم المعتقلين بل وصل بهم الأمر الى تسمية (عملياتهم)بأسماء معتقلين وانها جاءت كردة فعل على حبس او تعذيب حتى من يتم احتوائهم تبدا شروطهم بإخراج المعتقلين
اذا لماذا تهتم القاعدة بهذا الأمر كثيرا وتضعه في أولويات حوارها ومفاوضاتها مع السلطة ؟
ان واقع الأمر وبحسب المؤشرات والحقائق انه يتم في السجون الكثير من عمليات الاهانه والتعذيب النفسي والجسدي للمعتقلين ظهر على السطح منها القليل (وما خفي كان أعظم) فهذا على الكردي المشهور بابو إسرائيل واحد المعتقلين والذي يفيد لصحيفة النداء اعتقاله لمدة عام في زنزانة انفرادية وقال تعرضنا للضرب بكابلات 16ملم، على الأيدي والقدمين والعيون حتى يسيل الدم من الأنف والفم والاعتداء بالسب وسرقة الأكل الذي يأتي للسجناء من أسرهم .
وما قصة شائف الحيمي عنا ببعيد فقد ملات الصحف ومواقع الأخبار بصرف النظر عن درجة صحتها لكنها تثبت انواع التعذيب وأساليبه المقززه والمهينه.
وهذا تقرير الخارجية الامريكية في تقريرها السنوي تنتقد اليمن بممارسة
التعذيب وإساءة معاملة السجناء في عدد من دور الحجز والسجون اليمنية، مؤكدة أنّ
أفرادًا من جهاز الأمن السياسي "الإستخبارات" وقوّات الشرطة التابعة لوزارة
الداخليّة والأمن، التي قامت بتعذيب وإساءة معاملة عدد من الأشخاص كانوا رهن
الإحتجاز بانتظار التحقيقات معهم، مستخدمة القوة خلال التحقيقات ،مشيرة إلى أن التعذيب ظل مشكلة في
السجون التابعة لجهاز الأمن السياسي والتي لم تكن تخضع لرقابة منهجيّة من قبل المؤسسات الحكوميّة الأخرى
.
وأشار التقرير الأميركي إلى أن تقارير وصفها بالموثقة لديه تفيد بأن جهاز الأمن السياسي قد
فضل إستخدام وسائل غير جسديّة للتعذيب مثل الحرمان من النوم والتهديد بالإعتداء
الجنسي والتي تعد الشكل الأساسي للتعذيب في سجون جهاز الأمن السياسي، على حد
تعبيره
.
وافاد العديد من الحقوقيين الى ان أوضاع السُجون ظلّت سيّئة ولم تستوف المعايير المعترف بها دوليًا،وتعاني من قصور في الكثير من القوانين ومن تجاوز للقوانين في حال وجودها أو تجاهل
أحكامها وأنها لا زالت تدار بصورة سيئة للغاية
وأشار التقرير إلى قيام الشرطة بالإعتقال والإحتجاز المطوّل من دون تهم، أو في حال وجود تهم، من دون عقد جلسة إستماع قضائيّة تمهيديّة علنيّة في وقت معقول من الممارسات الشائعة، مشيرًا إلى أنها أخفقت في تأمين حجز المعتقلين والسجناء فقط في أماكن إحتجاز مرخص بها، وأقامت وزارة الداخليّة وجهاز الأمن السياسي أماكن إحتجاز خارجة عن سلطة القضاء .
زد على ذلك عدم احترام احكام القضاء ويمكث المسجونين سنوات بعد الحكم ببراتهم وكأن هذه الاجهزة تعيش حالة طواري غير معلنه معطلة لجميع القوانين
وتبرز هنا ايضا قضية العائدين من غوانتانامو الذين يعانون بعد المشقة والظروف اللا انسانية التى عاشوها في خليج كوبا من القهر والحرمان يلاقون نفس المصير او اشد بمجرد وصولهم مطار بلدهم وبدلا ان يحتضنهم الوطن والاهل تحتضنهم زنزازين الامن والام السجون
كل هذا بصعوبته واهواله ينتج ويفرز اشكالا وانواعا من الارهاب والعنفوانية وحب الانتقام ان ما يتلقاه هولاء داخل السجون من تعذيب وقهر واهانه مع ما تمليه عليها تلك الجماعات من افكارها وما يمارس من غسيل مخ للشباب ومع ظروف المعتقل تتولد لدى الكثيرين صحة ما تدعو اليه فيخرج قنبلة موقوته سرعان ما تسمع دويها هنا او هناك ٍ واستذكر هنا مقالا رائعا للاستاذ رياض الغيلي بعنوان <صناعة الارهاب>تطرق الى ما يصنع الارهاب وينمية وجعل الاعتقال وظروفه اهم اسباب بروز الارهاب ذكر منها
. الاعتقال التعسفي لعدة أشهر أو لعدة سنوات لمجرد التحفظ الأمني أو لأسبابٍ واهية ، أو لمجرد الاشتباه ، ويكفي أن يُذكر اسم مواطن في أي محضرٍ من محاضر التحقيق (حتى ولو بخير) ليُعتقل بطريقة تعسفية غير دستورية ولا قانونية ، ويُقذف في زنزانة ضيقة لعدة شهور
التعامل الوحشي مع المعتقل أثناء التحقيق معه بعصب عينيه ، وتقييد يديه ، وانتهاك إنسانيته أثناء التحقيق بالضرب والشتم والتهديد ، وإرهاق ذاكرته بالتحدث عن دقائق حياته منذ ولادته حتى مماته ليمتد التحقيق ساعات طوال في أبشع تعذيبٍ نفسي وجسدي .
- عزله في زنزانة انفرادية لعدة أشهر ، وإخفائه من أسرته ومنعهم من زيارته أو الاتصال به حتى يشعر المعتقل أنه في عداد المنسيين والأموات لا يعلم ماذا حل بأسرته خاصةً إذا كان هو العائل لهم ، ولا يعلم ما تفعل أسرته من أجله .
- حجب الأخبار عنه ومراقبته أثناء الزيارة عندما يسمح له بالزيارة ، وذلك لمنعه من التحدث لأهله عما يحدث له من تعذيب وتنكيل ، وحتى لا يسمع أنباءً تسره عن وضعه ومستقبله كمعتقل .
- تلفيق الاتهامات الكاذبة إلى درجة قد يصدقها المعتقل مما يؤدي به إلى الهذيان أو الجنون أو محاولة الانتحار .
- إلزام السجانين بالقسوة في التعامل والغلظة في القول مع المعتقل وسبه وشتمه وضربه إن رفع صوتاً أو طلب شيئاً .
- إهمال المعتقل لعدة أشهر دون تحقيق أو توجيه اتهام أو محاكمة أو إطلاق حتى يحلم بأن يستدعى يوماً للتحقيق لكسر الشعور النفسي داخله بأنه أصبح في عداد المنسيين .
. تعذيب المعتقل جسدياً -خلافاً لأنواع التعذيب أثناء التحقيق من خلال :-
- الضرب بأنواعه إذا رفع صوتاً أو أظهر تبرماً أو طلب حقاً .
- الحرمان من أهم متطلبات الحياة اليومية كالملابس وأدوات الكتابة وأدوات الحلاقة والنظافة ، والاختلاط بالآخرين ، والخروج إلى دورة المياه في غير المواعيد المحددة والمحدودة ، ...إلخ .
- تقديم الأكل الرديء الذي لو قدم للحيوانات لتعففت من أكله ، والذي يسبب للمعتقل أمراضاً متعددة
- حرمان المعتقل من الشمس والرياضة إلا لعدة دقائق في الأسبوع مما يؤدي إلى إصابة المعتقل بضعف النظر ، والتعفن .
- حرمان المعتقل من غسل جسده سوى الوضوء ، وحرمانه من تبديل ملابسه في الأسابيع الأولى من اعتقاله حتى تتعفن ملابسه ويظهر في صورة مجنون او شبح من الاشباح .. من مقال الاستاذ رياض الغيلي
وهكذا تستمر الماساة ومنهج الظلم والاخفاء ويتعزز دافع الثار والانتقام وتصبح السلطة بدلا من حربها على الارهاب تنتجه وتصنعه وتتبناه وتنميه وتسهر على رعايته
فالارهاب لا يصنع الا ارهاب والقهر لا ينتج الا جمر بعد نار فلماذا نفتح الابواب ، ماذا لو حكمنا العقل والمنطق والشرع والعرف والقانون وكل ما يمليه ضمير بني البشر وجعلنا الاساءة احسانا والقهر حنانا والسجن اصلاح وتوعيه والاعتقال حق وانصاف فكم اتى الرفق ثماره (فما كان في شئ الا زانه وما نزع من شي الا شانه) وقد قالوا في الرفق هو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال وقد امرنا بالرفق بالحيوان فما بالك بالانسان وما قولك بالمسلم وكما هو معلوم ان النفس جبلت على حب من احسن اليها
فاننا نضع بين يدي المسؤلين امرا هاما وخطيرا وينذر بكارثه على المدى القصير والبعيد ونقول يكفي تغذية لمنابع الارهاب يكفي زرع قنابل موقوته كفو ايديكم واحسنوا الى معتقليكم وتذكروا حقوقهم الشرعية والعرفيه والقانونية .