كفى بالله وكيلاً وشهيداً
بقلم/ د.عائض القرني
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 13 يوماً
الخميس 16 ديسمبر-كانون الأول 2010 07:43 م

 ذكر البخاري في صحيحه : أن رجلاً من بني إسرائيل طلب

من رجل أن يقرضه ألف دينار , قال : ما معي شاهد إلا الله .

قال : كفى بالله شهيداً . قال : هل معك وكيل ؟ قال : ما معي

 وكيل إلا الله . قال : كفى بالله وكيلاً . ثم أعطاه ألف دينار

 وذهب الرجل وكان بينهما موعد وأجل مسمى , وبينهما نهر

في تلك الديار , فلما حان الموعد أتى صاحب الدنانير ليعيدها

 لصاحبها الأول , فوقف على شاطئ النهر , يريد قارباً يركبه

إليه فما وجد شيئاً وأتى الليل وبقي وقتاً طويلاً , فلم يجد من

 يحمله و فقال اللهم إنه سألني شهيداً فما وجدت إلا أنت ,

وسألني كفيلاً فما وجدت إلا أنت , اللهم بلغه الرسالة .

ثم أخد خشبة فنقرها وأدخل الدنانير فيها , وكتب فيها رسالة .

 ثم أخذ خشبة ورماها في النهر , فذهبت بإذن الله , وبلطف

 الله , وبعناية الله سبحانه وتعالى , وخرج ذاك الرجل صاحب

 الدنانير الأول ينتظر موعد صاحبه , فوقف على شاطئ النهر

وانتظر فما وجد أحداً , فقال : لم لا آخذ حطباً لأهل بيتي ؟!

فعرضت له الخشبة بالدنانير , فأخذها وذهب بها إلى البيت

فكسرها فوجد الدنانير والرسالة .

لان الشهيد سبحانه وتعالى أعان , ولأن الوكيل أدى الوكالة

فتعالى الله في علاه .

{ وعلى الله فليتوكل المؤمنون } .

{ وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين } .

اتقي الله حيث ماكنت ولاتنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى عظمت من عصيت .