زعيم جماعة الجهاد في اليمن خالد عبد النبي
بقلم/ نبيل سيف الكميم
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر و 10 أيام
الأحد 18 يناير-كانون الثاني 2009 06:33 م
 
خالد عبدالنبي زعيم الجماعة الجهادية في اليمن ل الراية الأسبوعية : 

لا وجود لما يسمى جيش عدن إبين الإسلامي في اليمن

جهات أمنية تقف خلف الاتهامات التي توجه لعناصر جماعة الجهاد

لا تربطنا صلة بتنظيم القاعدة.. ودعوتنا هي لكتاب الله وسنة رسوله

تقارير كيدية تلقتها قيادات في الأمن ضدنا بهدف إرباك الدولة

لست موالياً للسلطة .. فالجميع يعرف من هو خالد عبدالنبي

الحكومة لم تعوضني عن ممتلكاتي ووعودها كاذبة

الحكومة اليمنية لم تنجح في حوارها مع القاعدة أو غيرها

أدعو اليمنيين إلى حمل السلاح ومواجهة مؤامرات أجنبية ضد بلادهم

قادة الحراك الجنوبي عملاء لبريطانيا وقد جاهروا بذلك

اليمنيون مع الوحدة العادلة التي تساوي بين الجميع

انفصال اليمن مستحيل ومن يسعى لذلك واهم كبير

مكافحة القرصنة مجرد غطاء لإعادة احتلال اليمن

الانتخابات والديمقراطية.. أساسها باطل ولا خير لنا فيها كمسلمين

صنعاء- نبيل سيف الكميم:

يعد خالد عبدالنبي زعيم جماعة الجهاد السلفية في اليمن من بين أبرز الشخصيات التي ارتبطت بالأطر والجماعات الإسلامية التي ظهرت في اليمن والدول العربية خلال العقود الثلاثة الماضية.

ويعرف عن الرجل أنه من بين الزعامات الجهادية التي خاضت خلال مسيرتها الدعوية الكثير من المحطات في سبيل الانتصار لما تحمله من أفكار وقيم.. حيث تعد مشاركته هو وعناصر جماعة الجهاد السلفية في اليمن في معارك الدفاع عن الوحدة اليمنية صيف عام 1994م، واحدة من بين هذه المحطات التي كشفت عن جوهر القيم والمبادىء التي يؤمن بها.

وفي هذا الحوار مع الراية الأسبوعية يوضح خالد عبدالنبي جملة من القضايا ويجيب عن اسئلة مثارة حول جماعة الجهاد في اليمن وما يتصل بها من علاقات مع تنظيم القاعدة والسلطة اليمنية.

كما يقدم الرجل في إجابته على اسئلة الراية الأسبوعية ملخصاً واضحاً عن الرؤيا التي يحملها وعن المخاوف التي ينبه إلى خطورة تجاهل ما تحمله من استهداف لليمن.. السطور التالية تكشف ما جاء في الحوار..

 بداية شيخ خالد عبدالنبي أسألك عن الحوادث الأمنية التي وقعت في الأشهر الأخيرة بمحافظة إبين وآخرها حادثة انفجار عبوة ناسفة وقذائف كان شخصان يقومان بنقلها على دراجة نارية وقيل إن تلك المتفجرات كان يتم نقلها لعناصر من جيش عدن إبين الإسلامي.

- أنا لم أسمع هذا الكلام ولم أسمع أن هذا هو نشاط جيش عدن إبين، ولا نعرف من أولئك الأشخاص الذين كانوا يقومون بنقل تلك المتفجرات والقذائف وليس لدينا أية معلومة عنهم؟!

 حوادث الاعتداء على مقرات أمنية ومراكز ودوريات للشرطة في محافظة إبين هناك من وجه الاتهام لعناصر من جيش عدن إبين لارتكابها.

 قاطعني- متسائلاً- من اتهم جيش عدن ابين...

- أجبت- هناك من فسر ذلك بأنه مؤشر على عودة نشاط جيش عدن ابين؟!

- هذا الكلام غير صحيح.

 طيب ماذا عن الوضع الراهن لجيش عدن ابين ونشاطه!

- لقد سبق لي وأن تحدثت في أكثر من مناسبة بأنه لا يوجد شيء اسمه جيش عدن أبين الإسلامي في الواقع- وهذا المسمى ككيان موجود على الساحة اليمنية غير موجود.

والمسألة أن هذا المسمى جاء في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن في الواقع لا يوجد شيء اسمه جيش عدن ابين. ولكن نحن كمسلمين نؤمن أن جيش عدن ابين سوف يظهر لا محالة.. ولكن من سيظهر هذا الجيش الله وحده أعلم.

 يعني ذلك أنه ليس هناك نشاط لجيش عدن ابين؟

- نعم.. وما يشار حول وجود مثل هذا النشاط يقف خلفه أشخاص يرددون مثل هذه الأقاويل وبعض الأجهزة الأمنية التي تعمل على إثارة مثل هذه التسميات بين وقت وآخر؟!.

 بالنسبة لكم في حركة الجهاد الإسلامي.. كيف هي علاقتكم بالعناصر التي كانت مرتبطة بالقاعدة وعادت لليمن هل تم احتواؤها من قبلكم!

- ليس لنا أي صلة بهم؟!

خديعة الاعتقال

 قبل أشهر تعرضت شيخ خالد عبدالنبي لعملية اعتقال ومداهمة لمنزلك.. وقتها قيل إن اعتقالك تم على خلفية أنشطة تقوم بها جماعة الجهاد! أسألك ما حقيقة ذلك؟!

- الأمر ليس كما ذكر.. لكن لا بأس من إيضاح الأمر.. والذي بدأ عندما أوقفت إحدى النقاط الأمنية شخصاً هو صهري وطلبوا منه أوراق السيارة التي كان يستقلها وقتها لم تكن تلك الأوراق بحوزته.. فحدثت بينه وبين أفراد النقطة الأمنية مشادة.. أعقبها قيام ذلك الشخص بتخطي حاجز الدورية الأمنية واللجوء إلى منزلي.. حيث لم تمر سوى دقائق حتى كانت حملة أمنية كبيرة قد وصلت إلى منزلي وقامت بمحاصرته.. وعندما رأيت ذلك خرجت من منزلي وقابلت قائد الحملة وعندما سألته عن أسباب قدومهم إلى منزلي أخبرني أنهم يريدون القبض على مالك السيارة.. وقتها تفاهمت معه وأبديت استعدادي للذهاب معهم إلى إدارة الأمن.. حيث تم ذلك باعتبار أن المشكلة تتعلق بموضوع أوراق السيارة.. ولكن بعد وصولي من جعار إلى مديرية الأمن في زنجبار- عاصمة محافظة ابين- لمقابلة مدير الأمن، علمت أن قوات الأمن وحملة أمنية كبيرة تقوم وقتها بقصف منزلي بمختلف أنواع الأسلحة!

بلطجة أمنية

 ما كان سبب ذلك.. ولماذا؟!

- والله هناك العديد من التحليلات حول ما حدث.. ومنها ما أحتفظ به لنفسي.. ولكن تعرض منزلي للقصف وقتها لا أدري ما أسميه هل بلطجة شخصية قامت بها قيادات أمنية في محافظة ابين- وبالذات قائد قوات الأمن المركزي آنذاك والذي مارس بلطجة كبرى في المحافظة وقام بقصف واحراق 13 منزلاً في شهر يونيو 2008 بحجة البحث عن مطلوبين من بينها منزلي!

وقد اكتشفت عند وصولي إلى إدارة الأمن المركزي من أجل التفاهم حول موضوع السيارة التي لجأ صاحبها إلى منزلي أن العملية كلها هي عملية غدر واستدراج لي حيث جرى اعتقالي وايداعي السجن الأمر الذي أدى إلى تأزم الموضوع بصوة أكبر وكان من الواضح لدي أن هناك عناصر وقيادات أمنية هي من تقف خلف إثارة قضايا من أجل إيجاد مشكلات أمام الدولة ومنها الإدعاء أننا متورطون في عمليات أمنية.

 تؤكد شيخ خالد عبدالنبي إنك والعناصر المرتبطة بك لا صلة لكم بتلك العمليات؟!

- نعم.. اطلاقاً لا صلة لنا بها وجميع الاخوة.. لا علاقة لهم بأي حادث من الحوادث الأخيرة التي وقعت في محافظة ابين أو غيرها من المحافظات.

 .. ولكن لماذا توجه لكم الاتهامات؟

- هناك مسألة مهمة - حيث اطلعنا على تقارير أمنية كيدية تتهم أعضاء جماعة الجهاد بارتكاب مثل هذا الحوادث والتورط فيها- وهذه التقارير تقف خلفها وتقدمها بعض القيادات الأمنية المتنفذة في جهازان الأمن السياسي- المخابرات- والأمن العام في محافظة ابين، وهذه القيادات الأمنية لديها أحقاد ضد بعض الاخوة من أعضاء الجماعة ممن سجنوا لفترات مختلفة وتم التحقيق معهم واتضح بعدها أنهم أبرياء من التهم الكيدية التي لفقت لهم في التقارير التي كتبتها ورفعتها كوادر أمنية عملت في الجهاز الأمني لحكومة ونظام الحزب الاشتراكي التآلف الذي حكم جنوب الوطن.. وللأسف نحن نستغرب بهذه التقارير الكيدية التي يرفعها كوادر الحزب الاشتراكي خاصة بعد أن انتهت دولة الحزب الشمولي وتحققت الوحدة اليمنية.

تصفية حسابات

 .. بالتالي شيخ لماذا أنت شخصياً وجماعتك من يوجه لهم الاتهام!

- كما قلت لك ليس لي صلة وليس لجماعة الجهاد علاقة بمن قاموا بمهاجمة مراكز ومقرات ودوريات أمنية في محافظة ابين وغيرها خلال الفترة الماضية.. ولا تربطنا بمن قام بها أية صلة أصلاً.. وليس لنا علاقة، وصلة بتلك الأعمال والحوادث لا من قريب ولا من بعيد.. والسؤال يوجه إلى من قام بهذه الأعمال ومن يوجه الاتهامات!

 باعتقادك ما الذي تسبب في حدوث هذه الأعمال؟!

- كما علمت فإن بداية هذه الأحداث تعود إلى حدوث مشكلة تافهة بدأت عندما قامت قوات الأمن بمنع بعض الأشخاص من حمل السلاح في الأماكن العامة.. حيث نجم سوء تصرف من قبل قوات الأمن مع مجموعة من الأشخاص كانوا يحملون السلاح في أحد أسواق القات إلى تبادل الطرفين النار وتبادل الوعيد والتهديد..!! عقب ذلك ما حدث من حوادث ومن ملاحقات أمنية!

 هل صحيح أن عناصر من جماعة الجهاد المرتبطين بك لجأوا إلى جبال حطاط بسبب هذه الملاحظات؟

- لا ليس صحيحاً هذا الكلام.. الدولة والأجهزة الأمنية تعرف عدم صحة هذا الكلام وتعرف أن كل المشاكل التي جرت وقعت في زنجبار عاصمة محافظة ابين!

 مضايقات واعتقال ومع ذلك هناك من يصف خالد عبدالنبي بأنه موال للسلطة وأنه قد باع جماعته لها؟

- شوف يا أخي.. هذا الموضوع والحديث حوله سوف يجرنا للحديث حول موضوعات أخرى.. ولكن أقول لك باختصار إن كان من يبث مثل هذه الأقوال والشائعات هي أجهزة أو جهات أمنية.. فردي عليها هو أنها تعلم من هو خالد عبدالنبي.. وإن كان من يقف خلفها جهات أخرى خارج السلطة بغرض تصفية خلافات شخصية وتحمل أحقاداً ضد خالد عبدالنبي.. فأنا أكتفي بما يعرفه اليمنيون جميعاً وأبناء محافظة ابين وفي كل المحافظات عن خالد عبدالنبي ومن هو وما هي مواقفه.. وكما يقول المثل يد ما تسرق ما تخاف وكل الاخوة والشباب ومشايخ الجماعة يعرفون خالد عبدالنبي حق المعرفة..

أنا معروف

 يعيب البعض عليك ما يعتبرونه موالاة للسلطة؟!

- يا أخي.. نحن ولاؤنا لله ورسوله وللمؤمنين ولكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.. وأي حاكم يحكم بكتاب الله وسنة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام نحن نعتبر أولياءه.. وأي حاكم لا يحكم بكتاب الله ولا بسنة رسوله فنحن أعداء له كائناً من يكون.

 باعتقادك شيخ خالد ما دواعي توجيه مثل هذه الاتهامات لك بموالاة السلطة؟

- يا أخي أقول لك.. قد يكون ذلك جزءاً من خطة أمنية هدفها أن تجعل من دعوة خالد عبدالنبي دعوة ظاهرة أمام الناس وذلك من خلال إلحاق التشويه بصاحبها وبدعوته.. وبالمنهج الذي يسير عليه ولم يستطع أحد أن يطعن فيه.. ذلك لأننا في منهجنا ندعوا إلى الكتاب والسنة النبوية المطهرة.. وهذا المنهج لا يستطيع أحد مهما كان أن يطعن فيه أو يتجرأ على الانتقاص من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وإن فعل ذلك فهو كافر.. ولذلك تم اللجوء إلى طعن هذا المنهج في الخفاءمن خلال وسائل غير مكشوفة للطعن في أصحاب وطريق هذا النهج.. لأن كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام طريق ونهج واضح وصريح ومعصوم من أي مزلة.. وبالتالي فإن أقرب وسيلة عداء لهذا النهج هو بالإساءة والانتقاص من أصحاب هذا الطريق والمنهج.. حتى يتأثر العامة من الناس وتصبح لديهم قناعة بأن أصحاب هذا الطريق والمنهج قد باعوه وتخلوا عنه.. وبذلك يصبح لدى من يعادون كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ما يظنون بأنه الدليل على أن هذا النهج أصبح باطلاً وأن هذا الطريق لا خير فيه..!!

دول خارجية

 قلت إن جهات تقف خلف ترويج ذلك.. هل تعني جماعات إسلامية أنتم في جماعة الجهاد السلفية على خلاف فكري معها حول بعض القضايا مثلاً أو ...؟!.

- قاطعني- الشيخ خالد عبدالنبي- بالقول: أنا متأكد أن دولاً تقف خلف هذه المسألة التي قد تتجاوز أن من يقوم بها هي أجهزة أمنية يمنية!

 تعني دول خارجية؟!

- احتمال كبير جداً.. هناك جهات لديها استراتيجيات طويلة المدى تجاه الصحوة الإسلامية في الدول العربية والإسلامية!

 ما مصلحتها في ذلك؟!

- نعم هذا السؤال هو الأمر الذي يستوجب سؤاله ومعرفة من هو المستفيد من تشويه طريق ونهج الجماعات الإسلامية ليس في اليمن ولكن في العالم أجمع.

وبالنسبة لي أستطيع أن أقول لك إن الاتهامات الموجهة إلي بصفتي خالد عبدالنبي أو الموجهة لجماعة الجهاد في اليمن لا تعني شيئاً.. فشباب الجماعة الجهادية في كل مكان أصبحوا الآن على فهم ووعي وإدراك بالوعي الشرعي الكامل الذي يجعلهم إذا ما سمعوا اتهاماً وشائعة ضد فلان أو علان من اخوانهم يبادرون إلى التحقق والتيقن من صحة هذه الاتهامات ومن كذبها؟!.

دعوة كاذبة

 هناك من استشهد في حديثه عن صلاتك بالسلطة بالتعويض المالي الذي حصلت عليه عقب هدم منزلك واعتقالك ومن ثم خروجك من السجن؟!.

- لم أحصل على أي تعويض وهذا الكلام كذب والدولة كاذبة وغير وفية بعهودها!!

 عهودها في ماذا؟!

- في حل القضايا وإرجاع الحقوق لأهلها.. ونحن لم نجد لدى الدولة مصداقية في شيء!

 ما الذي تعنيه؟!

- الجماعةعندما يقرأون هذه المقابلة سوف يعرفون المعنى.

 من هم الجماعة؟

- الدولة وكبار المسؤولين فيها..

 ما هي هذه الحقوق.. هل هي خاصة أم عامة؟

- منها ما هو خاص وشخصي ومنها ما هو عام- فعلى سبيل الذكر- أنا قدمت عشرين قطعة أرض من أملاكي استجابة لطلب من الدولة وذلك لإقامة مدن سكنية عليها لحل مشكلة الإسكان في محافظة ابين.. ومن العام 2001م وحتى الآن لم أتسلم ثمن تلك الأراضي على الرغم من الأوامر الرئاسية والمتابعة المستمرة للجهات الحكومية المعنية التي للأسف لم تنفذ الأوامر الرئاسية ولم تقم بواجبها ومسؤولياتها في إعطاء الحقوق لأصحابها.

هذه القضية عرضتها على الأخ رئيس الجمهورية الرئيس علي عبدالله صالح عندما قابلته قبل عدة أشهر- بعد خروجي من السجن عقب المشكلة التي تسببت بها قوات الأمن وأدت إلى تهديم منزلي ونهب محتوياته حيث استغرب الأخ الرئيس من عدم استلامي لقيمة الأراضي المملوكة لي والتي بعتها للدولة ووجه بسرعة تسليمي قيمة الأرض وتعويضي عن الخسائر التي لحقت بمنزلي والتي تقدر بأكثر من 15 مليون ريال.. ومع ذلك فإن الأمر مازال يراوح مكانه.. وأستطيع أن أقول لك إن من يفترض بهم من المسؤولين أن ينفذوا الأوامر هم السبب في إغماط حقوق الناس حيث إن أغلبية هؤلاءالمسؤولين مفتقدين للمصداقية ومعروف عنهم تمرغهم في الفساد.

 تتحدث عن ضرر شخصي لحق بك..

- أجابني.. دعني أكمل- المسألة ليست ضرراً تعرض له خالد عبدالنبي كشخص.. ولكن الأمر يتجاوز ذلك من ناحية انتهاك حقوق الآخرين!

 سألته.. كيف؟!

- هناك من الاخوة المرتبطين معنا من تم الزج بهم في السجون بالباطل ومن شوهت سمعتهم بالباطل.. وبكل بساطة وبعد سجنهم وثبوت براءتهم من التهم التي لفقت لهم في تقارير أمنية كاذبة تم إطلاق سراحهم بعد أشهر قضوها في السجن.. هؤلاء الاخوة وحين سألوا لماذا سجنوا ولماذا لم يتم إطلاق سراحهم بعد ثبوت براءتهم ولماذا بقوا في السجن لأشهر.. كان الرد عليهم بأن تأخر إطلاقهم من السجن هو بسبب انتظار الأوامر من صنعاء لإطلاقهم.

وهنا اتساءل كيف تريد الدولة منا أن نتفاهم معها.. وهي كيف تريد من هؤلاء الشباب أن يتعاملوا معها معاملة حسنة وهي لم تتعامل معهم إلا بالريبة والشك والزج بهم في السجون.

الحوار مع الجماعات

 السلطات الحكومية أكدت أنها تسعى لاستيعاب كل من كان على صلة بالجماعات والتنظيمات الإسلامية.. وقالت إنها أجرت حوارات ونجحت فيها مع العناصر المرتبطة بتلك الجماعات ومنها تنظيم القاعدة.. في الوقت الذي تقول لي إنها تمارس استهدافاً ضدهم!

- هذا الموضوع وحديث السلطات عن حوارات مع أعضاء جماعة الجهاد أو تنظيم القاعدة أو غيرها يكذبها الواقع.. وما يقال عن الحوار هو مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي ولا مناص أمور أخرى.. ولكن في الواقع ليس هناك جانب عملي وواقعي ملموس لهذه الحوارات.. وما تقوله السلطات الحكومية اليمنية حول نجاح حواراتها معنا أو مع غيرنا مجرد كلام في طرف والواقع العملي في طرف آخر..

نمثل الدعوة

 بالنسبة للجماعة المرتبطة بك.. قلت إنهم ليسوا جيش عدن ابين الإسلامي..

- قاطعني الشيخ خالد قبل أن أكمل سؤالي قائلاً.. في الأساس جيش عدن ابين غير موجود أصلاً- ومن ادعى أن هذا الجيش موجود فإنه يتكلم في الهواء؟

 أنت يا شيخ خالد من تمثل؟!

- أمثل الدعوة إلى الكتاب والسنة النبوية.

 دعوة سلفية؟!

- نعم.. نحن دعوتنا.. قال الله وقال رسوله.. وندعوا إلى التوحيد ونصرة التوحيد وإلى نبذ الشرك ومحاربة الشرك وأهله.. وتنطلق دعوتنا من المساجد ومن خلالها نقدم النصح لكل المسلمين في العالم وليس في اليمن فقط.

 بما تنصحونهم..؟

- بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله وبالتدريب على السلاح وأن يكون لديهم أسلحة لحماية دينهم من الاستهداف.. فإذا كان اليهود والنصارى يتدربون على السلاح لحماية معتقداتهم الزائفة.. فكيف بنا نحن المسلمين وهذا الأمر هو واجب ديني وشرعي علينا.

 قد يصف البعض ذلك بأنه تحريض على قتل الغير؟

- ليس كذلك، والمشكلة لدينا كمسلمين هي في مفهوم الناس الذين حصروا قضية الجهاد وقضية القتال للدفاع عن العقيدة والدين والتدريب على السلاح بأنها مقصورة على فئة معينة من المسلمين.. هذا الفهم ليس صحيحاً والله عز وجل قال كتب عليكم الصيام وهذه الفريضة تقع على كل مسلم وقال الله تعالى كتب عليكم القتال وهذا الأمر يقع على كل المسلمين.. ولكن للأسف هناك من يسعى إلى تأويل النص القرآني الصريح ويأخذ منه ما يريد ويترك ما يريد؟!.

 الآن تتم محاكمة مجموعات مرتبطة بالقاعدة وفي الأشهر الماضية أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن عمليات وقعت في صنعاء وحضرموت ومحافظات أخرى.. ما تعليقك حول هذه المحاكمات؟

- سبق أن أجبت في سؤال سابق بأن جهاز الأمن اليمني مخترق من قبل الاشتراكيين وتسمياتهم المختلفة وبتوجهاتهم المتعددة.. فهناك منهم من يتكلم باسم الانفصال وباسم العنصرية والاحتجاجات وغيرها من المسميات حيث تستغل هذه القيادات الأمنية وضعها في تصفية حساباتها مع الشباب المسلم بضربهم من خلال اتهامهم بالانتماء للقاعدة وللحركات الإسلامية.. وأنت لو تتابع جلسات المحاكمة والاتهامات التي توجه لأولئك الشباب وما يقولونه دفاعاً عن أنفسهم ستجد أن 90% منهم ممن سجنوا وحوكموا ليس لهم علاقة بتنظيم القاعدة أو بغيره من الحركات الإسلامية.. وإن كل الاتهامات الموجهة لهم مصطنعة ومفبركة.

 كيف...؟!

- يلاحظ أن التهم التي توجه إليهم هي أنهم كانوا ينون السفر للعراق أو أن أحدهم قام باستخراج بطاقة شخصية أو جواز سفر أو أنه يرتبط بصداقة ومعرفة مع سين أو صاد من الناس.. فهل هذه جرائم يعاقب عليها وهل تستحق أن يتهم الشخص بأنه ارهابي!.

مجرد عملاء

 خلال العامين الماضيين ظهر على الساحة اليمنية ما سمي بالحراك الجنوبي.. والذي دعت بعض قياداته إلى الانفصال واعتبرت أن الوحدة اليمنية التي تحققت عام 1990 ما هي إلا احتلال من قبل الشمال للجنوب.. ما الذي يقوله خالد عبدالنبي حول هذه المسألة؟!

- قبل الإجابة أطرح بعض الاسئلة.. السؤال الأول هو: مايسمى بالعراك الجنوبي من يقف وراءه.. وهذا السؤال يطرح نفسه بقوة.. فهل من يقف وراءه هو أيدي يمنية؟ فمن هي هذه الأيدي ومن أصحابها! حتى يعرف الناس شخصياتهم وبالتالي يستطيع أن يتحقق من صدق ما يطرحونه.. أما السؤال الثاني فهو: هل تقف أيادي أجنبية خارجية غير يمنيةخلف ما يسمى بالحراك الجنوبي.. وهذه الأيادي الخارجية لها أهداف أكبر من مسألة مطالب الحراك والشمال والجنوب، السؤالان هنا يطرحان مسألة معقدة لكن هذا الأمر كان في بدايته وبداية نشاط ما يسمى بالحراك الجنوبي.. حيث كشفت الأحداث عن واجهة محلية تتصدر ما يسمى بالحراك مسنودة بدعم خارجي.. حيث يتحدث قادة الحراك في تجمعاتهم ولقاءاتهم بصراحة أن بريطانيا تقف معهم وأنها إلى جانبهم وأنهم يحصلون على الدعم منها ومن جهات خارجية أخرى ويطمنون من يلتحق بهم بوجود هذا الدعم البريطاني والأجنبي لهم.. فماذا نسمي هذا..!!

 أنت ما تسميه..؟

- اسميه عمالة.. وخيانة ومجاهرةوقحة بالتحلل من كل القيم.. ذلك أنه من الطبيعي أن يحدث خلاف بين الأخ والاخوة.. وأن يحدث تباين بينهم وأن يكون توصلهما إلى إنهاء هذا الخلاف قائم في الأساس على أنهم يمنيون وأشقاء.. لكن أن يقول ويتكلم ويجاهر دون حياء أحدهم بالقول إنه يعتمد على طرف خارجي في مواجهة اخوة.. تمتلك عمالة وكارثة.. وبالتالي بالأمس كان قادة ما يسمى بالحراك الجنوبي يعتمدون علي دعمهم من قبل الحزب الاشتراكي اليمني ويعتمدون على مراكزهم في دولة الحزب الاشتراكي.. لكنهم اليوم يجاهرون بالاعلان أنهم مدعومون من بريطانيا ومن دول أخرى.. فكيف يمكن أن يصدق اليمنيون في المحافظات الجنوبية والشرقية وفي كل اليمن انهم يتبنون قضية الجنوب.. وهم قد كشفوا عن عمالتهم وأنهم يتكلمون بلسان غيرهم ويخدمون مصالحه ويستخدمون يده لضرب وطنهم وأهلهم واخوتهم!

استهداف اليمن

 تقصد أن الهدف هو استهداف اليمن. وليس تبني مطالب حقوقية!

- نعم.. نعم.. فتحت مسميات مختلفة ودعاوى عديدة تعمل جهات ودول على استهداف اليمن واستقراره.. نحن مع الوحدة وضد انفصال أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية سبق أن تصدو لمحاولة الانفصال عام 1994م مثل اخوانهم في المحافظات الشمالية والشرقية.. وهم مع الوحدة اليمنية.. العادلة التي ترد الحقوق لأهلها والتي يكون جميع اليمنيين تحت مظلتها متساوون في الحقوق والواجبات دون تفرقة.. نحن مع الوحدة التي توفر العدالة والنزاهة والتي تمنع نهب مملتكات الناس والبعيدة عن العنصرية والتفرقة بينهم.

اليمنيون هذا هو مطالبهم.. أما من ينادي بالانفصال.. فهو يحلم بالمستحيل.. والله عز وجل من فوق سبع سنوات أمرنا كمسلمين أن نعتصم بحبل الله جميعاً.. وهذا الأمر، ليس مقصوراً على اليمن.. وإنما على الأمة الإسلامية كلها والتي عليها أن تتوحد حتى تصبح دولة إسلامية واحدة ترفع راية لا إله إلا الله.

 وحدة المسلمين هي الأساس!

- نعم.. أما التقسيمات والدعوات بالانفصال ليعود اليمن إلى شمال وجنوب فهي دعوات مشبوهة تقف خلفها جهات استعمارية وتغذيها منظمات صهيونية معادية لليمن ووحدته ومعادية للمسلمين ووحدتهم.. فهناك ثوابت وأصول.. ومن المستغرب الأن أن هناك من اليمنيين من يرفع مثل هذه الدعوات وكان الأجدربهم أن يعملوا ويتكاتفوا مع بعضهم بعضاً لمحاربة الفساد والشر ومواجهة ما يحاك ضد بلادهم من مؤامرات.. ونوايا مبيتة لتمزيقه.. وأقول لك إن التواجد الذي تزايد في الأونة الأخيرة للسفن والقطع الحربية الأمريكية والغربية ومن مختلف دول العالم في منطقة البحر الأحمر بأنه يعد واحداً من النوايا المبيتة لاستهداف اليمن!

 كيف..؟!

- الدول التي تضمر الشر باليمن وبالأمة الإسلامية لم ترسل سفنها وقطعها الحربي ةالضخمة إلى البحر الأحمر وخليج عدن للاستجمام أو الراحة... لكن لتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة.

وهنا أنا أنصح أبناء اليمن جميعاً أن يحصلوا على السلاح وأن يعدو أنفسهم لمواجهة مؤامرات قادمة تستهدف بلدهم.. وعليهم أن يعرفو من هو عدوهم الحقيقي.. حيث أرى أن ذرائع بريطانيا عندما احتلت عدن عام 1839 قد عادت الآن باسم محاربة القراصنة الصوماليين.. وكأن التاريخ يعيد نفسه.. فالتواجد للدول الكبرى في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن تواجد مريب وغير مطمئن.. وما يقال إن هذا التواجد هو لمكافحة عمليات القرصنة مجرد تمثيلية يراد من خلالها إخفاء الأهداف الحقيقية والنوايا المبيتة لاستهداف اليمن.

لا خير فيها

 اختتم حواري معك شيخ خالد عبدالنبي بسؤالك حول التغيير في موقف بعض الجماعات السلفية هنا في اليمن تجاه مشاركتها في العمليةالسياسية حيث أعلنت أنها ستشارك في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في شهر أبريل المقبل؟!.

- أجابني الرجل مقاطعاً..أقول لك إن أي انتخابات جرت في اليمن أو ستجري في المستقبل أساسها باطل من جذوره.. فليس لها أساس شرعي بالمرة.

 لماذا..؟!

- لأنها تفرق الأمة وتفرق بين المسلمين وتجعل المسلمين شذر مذر ما أنزل الله بها من سلطان.. حيث جعلت الديمقراطية والانتخابات الشعب اليمني ينقسم إلي أحزاب وشييع وحولتهم إلى أعداء بسبب انتمائهم لهذه الأحزاب التي يعادي كل حزب منها الحزب الآخر ويتمنى زواله؟!

 أنتم لن تشاركوا في الانتخابات؟!

- كما قلت لك نحن ضد فكرة وجود الانتخابات من أساسها جملة وتفصيلاً.. فليس فيها خير لليمن أو لغيرها من البلدان الإسلامية.. حيث نرى أنه يكفي أن يوجد ولي أمر واحد في البلاد ومجلس شورى له مهمة معينة يقوم بها.. والأهم هو أن يطبق الشرع الإسلامي في البلاد المستند على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام!

أما أن تسعى خلف بدعة الديمقراطية ونجري انتخابات تفوز فيها أحزاب متنافسة لدى كل حزب منها أفكاره السياسية التي بعضها أفكار كفرية مخالفة للشرع ولكتاب الله وسنة رسوله.. فهذا الأمر نرى ألا خير فيه لنا كمسلمين ولا خير فيه للأمة.. ولذلك فإن الديمقراطية والانتخابات نرى أنها قائمة على أساس باطل.