توكل كرمان: لم ينهب بيت واحدة في حلب ولم تحدث عملية انتقام واحدة هذا أمر مثير لاعجاب العالم هناك جيش وطني حر اخلاقي يعرف مايريد وكيف يحكم سوريا بريطانيا تحمل الرئيس السوري مسؤلية ما يحدث حاليا من تصعيد عسكري عاجل:بشار الأسد يطلب المساعدة من إسرائيل وتل أبيب تشترط طرد إيران من سوريا أول رد من الإدارة الأمريكية على المجزرة الحوثية بحق مدنيين في أحد الأسواق الشعبية هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة الأحزاب والقوى السياسية بمحافظة تعز تخرج عن صمتها وتوجه دعوة للحكومة والمجلس الرئاسي
كثيرا ما تحتل قضايا الصهيونية مساحة كبيرة من الجدل والخلاف بين المهتمين بتفسيرها، خاصة إذا كانت تتعلق بفكرة التآمر. على سبيل المثال، لم يُحسم حتى الآن الجدل الثائر حول مدى صحة بروتوكولات حكماء صهيون، فالبعض يزعم صحتها، ويقول إن هذه الوثيقة كُتبت في أواخر القرن التاسع عشر، تزامنا مع المؤتمر الصهيوني الأول في بازل، وتم نشرها في بدايات القرن العشرين في هيئة كتاب للروسي سيرجي نيلوس، قال إنه تسلم المخطوطة عام 1901، من صديق له، وهذا بدوره أخذها من امرأة سرقتها من أحد أقطاب الماسونية في فرنسا، ثم انتقلت إلى أوروبا عام 1919، ولاقت رواجا كبيرا حتى غدت الأكثر مبيعا في العالم، لأنها تتضمن خطة صهيونية للسيطرة على العالم.
وفي المقابل هناك من يشكك في صحتها، ويجزم أنها مزورة، وبعضهم قال إن الصهاينة هم الذين يقومون بترويجها لتضخيم قوتهم في أذهان الشعوب.
وممن يميل إلى كونها مزورة الدكتور عبد الوهاب المسيري، إذ يرى أنها تأتي في سياق نظرية المؤامرة، وسببها أن العقل إذا لم يجد نموذجا تفسيريا لواقعة ما، يلجأ إلى اختزالها وردها إلى أياد خفية. القضية الأكثر جدلا في ما يتعلق بالصهيونية، هي قوة اللوبي اليهودي في أمريكا، ومدى قدرته على توجيه سياستها الخارجية لخدمة المصالح الإسرائيلية لكن على الرغم من إنكار شريحة كبيرة من الباحثين لهذه البروتوكولات، إلا أنها تثير جدلا لا ينقطع، لأن المتأمل في مسار الأحداث العالمية في القرن العشرين إلى الآن، يجد أن الواقع يترجم هذه البروتوكولات، ومن ثم تجد هذه الوثيقة مكانا لها في الأوساط الثقافية والعلمية حتى اليوم..
لكن القضية الأكثر جدلا في ما يتعلق بالصهيونية، هي قوة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية، ومدى قدرته على توجيه السياسة الخارجية لأمريكا لخدمة المصالح الإسرائيلية، وأقول أكثر جدلا لأن البروتوكولات مشكوك في صحتها من الأصل، بينما اللوبي الإسرائيلي وتأثيره في القرار السياسي في أمريكا وسياستها الخارجية، أمر لا يستطيع أحد إنكاره، لكن الخلاف والجدل إنما يدور حول مدى قوة هذا اللوبي. المسيري في كتابه «اليد الخفية»، يرى أنه يتم تضخيم قوة اللوبي، لا ينكر تأثيره، لكنه يتبنى القول بأن اللوبي اليهودي في أمريكا لا يتصرف في إطار صهيوني، بل في إطار أمريكي، بمعنى أنه لا يتعدى إحدى جماعات الضغط في التركيبة الديمقراطية الأمريكية، مثله مثل اللوبيات الأخرى في أمريكا، كاللوبي
الأرمني الذي دفع الولايات المتحدة للاعتراف بمذابح الأرمن التي يتهمون بها الأتراك. وجهة نظر من يتبنى هذا المسلك، تقوم حول وجود انتماء مزدوج لليهود في أمريكا، انتماء إثني لا يمنع الانتماء للوطن الأم (الولايات المتحدة)، على اعتبار أن أمريكا أمة مهاجرين، فمن الطبيعي أن تكون هناك إثنيات في مكونات الشعب الأمريكي. على الرغم من الموضوعية التي اتسم بها طرح هذه الفئة من الباحثين، إلا أن ميلها إلى ذلك التفسير، جعلها تهوّن كثيرا من قوة اللوبي اليهودي في أمريكا، ومدى تأثيره في السياسة الخارجية الأمريكية، في ما يتعلق بمصالح دولة الاحتلال. لكن ستيفن والت عميد كلية كينيدي في جامعة هارفرد، وجون ميرشايمر بروفيسور العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، كان لهما رأي آخر، عندما كتبا مقالتهما التي هزت العالم ونشرت في العقد الأول من الألفية الجديدة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، على هيئة كتاب بعنوان «اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية».
لاحظت خلال مطالعة هذا الكتاب، أن الكاتبين يؤكدان في مواضع كثيرة على أنهما ليسا ضد فكرة وجود وطن قومي لليهود في فلسطين، وأنهما لا يعاديان السامية، وأنهما انطلقا في هذا المشروع ليس رغبة في إبراز السلوك الإسرائيلي، بل عالجا الموضوع لأنه أساسي في بعض الحجج الأخلاقية المستخدمة لتبرير المستوى الاستثنائي من الدعم الأمريكي للدولة اليهودية، والتفسير واضح، وهو تعرض الكاتبين لضغط كبير من الجماعات اليهودية وأنصارها وهو ما تحدثا فيه صراحة.
وعلى الرغم من ذلك تضمن الكتاب معلومات بالغة السخاء في إيضاح قوة تأثير اللوبي الإسرائيلي على سياسة الولايات المتحدة الخارجية. يحشد الكتاب مسلك مرشحي الانتخابات، سواء الجمهوريين أو الديمقراطيين، كلهم بلا استثناء، ويوضح أنه حال انتخابه سوف تبقي الولايات المتحدة على
التزامها بقوة في الدفاع عن أمن إسرائيل في ظل أي من الظروف، واستبعد الكاتبان تماما أن يقدم أحدهم على مجرد الإشارة أو الإيحاء بأن الولايات المتحدة سوف تسلك سبيلا أكثر توازنا في المنطقة، وإلا انتهى به الحال إلى قارعة الطريق، حسب تعبير الكتاب. تساءل الكتاب عن سبب إصرار الولايات المتحدة لتجاوز الإطار الأخلاقي في دعم إسرائيل، رغم أنها تقتل وتعتقل وتشرد الفلسطينيين، ولا تتبنى سياسة متوازنة في الملف الفلسطيني، ودحض كل التفسيرات الرائجة، وأكد فقط على حقيقة واحدة بنص كلام المؤلفين: «السبب الحقيقي لهذا القدر من المراعاة التي يبديها السياسيون الأمريكيون، هو قوة اللوبي الإسرائيلي داخل معظم مراكز القرار في الإدارة الأمريكية».
تدمير العراق، كان أبرز مظاهر تأثير اللوبي الإسرائيلي في القرارات المصيرية التي يتخذها الساسة الأمريكيون، ولم يكن هناك أي مبرر موضوعي لهذا الغزو الأمريكي، حتى إن ريتشارد هارس مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية في عهد بوش قال إنه سيذهب إلى القبر، وهو غير عارف بالجواب عن سبب غزو العراق. لقد كان الجيش العراقي منهكا، والعقوبات الاقتصادية أرهقت الخزانة العراقية، وعمليات التفتيش المتعسفة لم تجد أي أمارات
لأسلحة كيماوية، وليس هناك أي رابط بين صدام حسين وتنظيم «القاعدة» بزعامة بن لادن، وكان بإمكانها أن تسقط صدام من دون حرب كما تفعل بحلفائها عادة، مثلما صنعت مع برويز مشرف في باكستان وغيره، فكان اختيار العراق لتلك الحرب القذرة مريبا.
يؤكد الكاتبان في هذه القضية على وجود أسباب متنوعة، لكن أبرزها هو اللوبي الإسرائيلي الذي كان يدفع من قبل أحداث 11 سبتمبر إلى مهاجمة العراق، خاصة مجموعة صانعي القرار من المحافظين الجدد، بهدف إجراء عملية تغيير إقليمي تستفيد منه إسرائيل وأمريكا. ولم يأت ذلك التفسير على سبيل التكهن والتحليل، بل هو ما اعترفت به صراحة شخصيات أمريكية
بارزة، أكدوا ارتباط الحرب على العراق بالأمن الإسرائيلي، منهم فيليب زيليكوف عضو المجلس الاستشاري للمخابرات الخارجية التابعة للرئيس ومستشار وزيرة الخارجية، وكذلك الجنرال ويسلي كلارك القائد المتقاعد للناتو والمرشح الرئاسي السابق، وكذلك السيناتور السابق إرنست هويللغز، وغيرهم.
وعن تأثير اللوبي الإسرائيلي في سياسة أمريكا في القضية الفلسطينية فحدث ولا حرج، على سبيل المثال عندما أعربت إدارة بوش عن عدم رضاها عن بناء إسرائيل للجدار الفاصل، ضغط اللوبي الإسرائيلي فكانت النتيجة أن شارون أعلن بعدها بأربعة أيام وإلى جواره بوش، أنهم سوف يبنون الجدار العازل. وعندما أعلنت كونداليزا رايس احتمال خصم تكلفة السياج الفاصل من مبلغ التسعة مليارات (قروض وافقت عليها أمريكا)، استنفر مؤيدو إسرائيل في الكونغرس، وشددوا على البيت الأبيض، أنه حال معاقبة إسرائيل لدفاعها عن نفسها، فسوف يقوم الكونغرس بكل ما أوتي من قوة لضمان عدم حجب القروض. ينقل الكتاب عن الصحافي مايكل ماسينغ أن موظفا في الكونغرس مواليا لإسرائيل، أبلغه أن أكثر من نصف مجلس النواب يقومون طوعا بما تريده الإيباك، والإيباك هي اللجنة الإسرائيلية الأمريكية للشؤون العامة، وهي أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي تأثيرأ في القرار السياسي والعسكري لخدمة الكيان الإسرائيلي المحتل.
الكتاب حقيقة مكتظ بالأدلة على التأثير القوي للوبي الإسرائيلي على السياسة الأمريكية لصالح الكيان المحتل، أدعو القارئ إلى مطالعته، فما هذه السطور إلا إشارة لتحريك الشهية للقراءة حول اللوبي الإسرائيلي في أمريكا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المصدر: القدس العربي