المخاء.. كما رأيت 2-3
بقلم/ يحي عبد الرقيب الجبيحي
نشر منذ: سنة و 10 أشهر و 10 أيام
الجمعة 20 يناير-كانون الثاني 2023 06:18 م

منذ قرابة ثلاث سنوات حينما ظللت أتردد على مدينة تعز.. ومع الإختلاط بالبعض - خاصة ممن هم من نفس العزلة التي هي مسقط رأسنا جميعاً.. والبعض منهم أقرباء لي نسباً وصهراً.. كنت أسمع منهم بعض ما آل إليه (المخاء) خلال السنوات الماضية.. وما تبع ذلك من إرتفاع في أسعار (العقارات)!..

بل تفاجأت بحال من كان يفتقر لمعظم الضروريات ، وبفضل إرثه لأرض أو لمنزل قديم بالمخاء.. أصبح بحال يحسد عليه !.. وإن أنسى.. فلن أنسى أحد الأقرباء ممن كانت صنعاء الحبيبة تجمعنا معاً ! حينما كان يقول شعراً رصيناً وهادفاً.. لأتفاجأ وقد أغناه الله من فضله ثم بفضل ما خلفه له ولأشقائه والدهم - رحمه الله - من عقار شبه قديم بمدينة (المخاء) لينشغل بالعائد المادي من خلال بيع ومتاجرة ذلك العقار.. وينسى أو يتناسى الشعر وما يعنيه الشعر !! مع أنني لم بل ولن ألومه بقدر ما أبارك له وأشجع -

هذا الذي عرفته.. إضافةً إلى ما ضللت أقرأ من مقالات ومنشورات مع وضد القائد الذي بات هو المعني بالمخاء وبمن بالمخاء اليوم !.. وكذلك ما ينشر عن بعض حدوث تطورات تنموية وخدمية.. بما فيها مطار دولي للمخاء وغيره.. كما أستمريت أقرأ المزيد من المقالات والمنشورات التي تختلط في مضمونها الحقائق بالدعاية المضادة والمقصودة ومن ذلك النشرعن وجود قواعد ومدن عسكرية وأمنية لبعض دول التحالف بالمخاء كما أن من كتب عن مطار المخاء فهناك من اعتبره ضرباً من الخيال..

وهناك من اعترف بصحة بنائه لكن الهدف كما قال هو سلخ أو فصل المخاء عن تعز محافظة ومدينة !! كل ذلك الذي عرفته من البعض وما قرأته وتابعته عن (المخاء) كانا الدافعان في رغبتي لزيارة (المخأ) ومعرفة الحقائق المجردة عنه وعلى الطبيعة.. ولكن كنت كلما هممت في تحديد موعد الزيارة.. كلما حدثت ظروف طارئه تحول دون ذلك !! رغم تواجدي بمدينة تعز !! وفي مساء يوم الخميس ٣٠ نوفمبر..

جاءتني دعوة مشتركة لي ولزميلي في زنزانة الأمن الحوثي (القومي) سابقاً الولد حمزة من الأخ عضو مجلس القيادة الرئاسي ، ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية (بالساحل الغربي) العميد ركن / طارق محمد عبد الله صالح.. وبقدر مفاجآتي غير المتوقعة لأمثالي بالدعوة !! بقدر حجم استغرابي من التوافق غير المسبق بين رغبتي المسبقة لزيارة المخاء.. كما قد أشرت لذلك آنفاً ، وبين هذه الدعوة التي قررنا حمزة وأنا الإستجابة لها.. وسافرنا صباح الجمعة ٣١ نوفمبر من مقر (فرزة ) المخاء المعروفة.. ولنصل بنفس اليوم بعد قرابة خمس ساعات من السفر (المضني) بينما كنا نقضي أقل من ساعتين في السفر من تعز إلى ميناءها من الطريق التي لا تزال محاصرة ومقطوعة من أجرم وأبشع وأوطأ عصابة عرفها تاريخ اليمن بل وتاريخ العرب والعجم !! وكان في إستقبالنا بعضاً من زملاء الحرف والكلمة.. ومن ظلوا على تواصل تليفوني معنا منذُ خروجنا من تعز حتى وصولنا إلى المخاء !! خاصة وأن الطريق الذي سلكناه والذي هو المتاح عن طريق منطقة (الكَدَحة) لا يزال جزء منه يمر بشق وسفلته.. والعمل فيه يسير بصورة حثيثة وبجهد متواصل.. والذي بقدر ما يضاف إلى ما حدث للمخاء من إنجازات تنموية ومن خلال العميد ركن / طارق صالح - جزاه الله خيراً- بقدر ما يعتبر بمثابة تحدٍ صارخ لحصار تعز ولمن هم وراء الحصار من مليشيات (حوثية) ومن قوى أخرى إيرانية وغير إيرانية !..

ظلت ولا تزال تشجعها على إستمرار إجرامها في حصار (تعز) وفي غيره؟!! كانت المفاجآة الأولى تتمثل في نوعية (الفندق) الذي تمت إستضافتنا فيه والذي فضلناه على فندق أكبر منه حجماً وعرضاً وجوهراً.. والذي بعد مشاهدتنا له تضاعفت المفاجآة بجانب الإستغراب بأن يصبح في المخاء فنادق بهذا المستوى !! وكان التفضيل يرجع إلى حجم وكثافة الأمن والتفتيش عند الدخول إليه والخروج منه.. أعني فندق (جولدن ستار) ولأسباب قدرناها بعد معرفتها !! ولنفضل فندق (الميناء) عنه. لقد عُدتُ حينها بخيالي إلى سنوات مضت.. حينما جئتُ إلى المخاء وعمري لا يتجاوز الخامس عشرة !! وظللت فيه قرابة عام في كنف شقيقي - رعاه الله - وخالي - رحمه الله

- حيث كانت المخاء مجرد (قرية) تفتقر إلى أبسط الضروريات الممكنة.. وتكررت الزيارة بعدها حتى زيارتي قبل الأخيرة عام ٢٠٠٨م وحتى آنذاك لم تتواجد فنادق مشابهة لما شاهدناه مؤخراً بل ولا غيرها.. بقدر ما كانت توجد بعض (اللوكندات) أو ما كان يطلق عليها بعاصمتنا المحتلة (سمسرات) ! في اليوم الثاني من وصولنا إلى المخاء - اليوم الأول في برنامج (الزيارة) كانت زيارتنا الأولى إلى ميناء ومطار المخاء.. إلتقيت أثناء الذهاب إلى الميناء بزملاء أعزاء ممن جاؤا بدعوات مماثلة إلى المخاء - بعضهم جاءوا من مدينة تعز وبعضهم جاءوا من مأرب الحبيبة ومن غيرهما.. يمثلون (بعض الأحزاب السياسية الفاعلة ) وغيرها.. عند وصولنا الى الميناء كان في إستقبالنا أخ عزيز وزميل قدير عرفته أيام الدراسة بمكة المكرمة وجده - حينما كان يأتي لزيارة والده الذي أعتز بعلاقتي معه ومع عمه والفضل لله ثم للقاضي الخالد الذكر محمد بن محمد النور - طيب الله ثراه - في معرفتي لمثل هؤلاء الفضلاء كان الدكتور / عبد الملك إسماعيل الشرعبي يدرس في (الإتحاد السوفيتي) سابقاً.. وها هو الآن مديراً لميناء المخاء.. وهو ما كنت أعرف ذلك مسبقاً.. كون العلاقة ظلت ولا تزال مستمرة. الدكتور عبد الملك الذي بكفاءته وخبراته يمكنه إدارة وزارة بل وزارات.. قام بشرح شبه متكامل على " الميناء " وكيفية العمل حالياً في إعادة تأهيله من خلال بناء ( أرصفة ) قادرة على إستقبال السفن التجارية بمختلف أنواعها وأن العمل جارٍ من خلال شركة مصرية متخصصة وإستشارية.. إلى غير ذلك من المعلومات المهمة ذات الصلة بالميناء بوجهٍ عام..ثم ذهبنا لزيارة (مطار المخاء الدولي) والذي زرناه مرة ثانية بحضور مديره العام الذي لخص لنا مراحل العمل فيه إذ تم إنشاء (مدرج) بطول ثلاثة كيلو مترات وفق المواصفات والمعايير الدولية المماثلة في بناء مطارات مماثلة له..

حيث يمكنه إستقبال أكبر الطائرات المدنية بمختلف أحجامها وأنواعها.. بعد أن تم ردم جزء كبير من البحر لصالح للمدرج.. ويجري العمل حالياً في إنشاء وبناء (البرج) وصالتي الإستقبال والمغادرة وبقية الخدمات الأخرى ذات الصلة بالمطار وإحتياجاته والتي ستستغرق ستة أشهر على الأكثر حسب تأكيد مدير ( مطار المخاء الدولي ) ومن خلال مشاهداتنا للعمل وحجم العمل والمهندسين والفنيين ربما قد ينتهي العمل بأقل من ستة أشهر إن لم تحدث تطورات مفاجئة أو طارئة (لاسمح الله) ها أنا والزملاء بمطار المخاء الدولي بعد أن كنت شخصياً ضمن المشككين من وجوده أصلاً حينما كنتُ أتابع إفتتاح (المدرج) رسمياً !! وإلى المدرج نفسه وصلت طائرة رئيس مجلس النواب !! والذي حضر وحضرنا جميعاً إحتفالات مناسبة الذكرى الخامسة لإنتفاضة الثاني من شهر ديسمبر..

وكان لخطاب الشيخ سلطان البركاني وقعاً غير مألوف لدى البعض وإن لم أستغرب ما قال لمعرفتي المسبق به وببعض توجهاته خاصة عن الدور المباشر وغير المباشر عن الوقوف الأمريكي والأوروبي مع " المليشيات " الحوثية وعرقلة " قوات الشرعية " التي كانت قد أوشكت من دخول العاصمة المحتلة صنعاء لتحريرها لولا الفيتو الأمريكي العاجل والحازم بأن (صنعاء) خط أحمر !! حسب ما جاء بخطابه وبجانبي محافظي الحديدة وتعز ونائب رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية وبعض الشخصيات الثقافية والسياسية والإجتماعية والإعلامية والتي حضرت ذلك الإحتفال بمقر مدرسة الشهيد (عارف الزوكا) رحمه الله داخل مدينة (٢ ديسمبر ) السكنية.. تفاجأت أيضاً بحضور الأخت القديرة / فائقة السيد التي أعتز بعلاقة شخصية معها والتي بقدر وجود بعض التباينات والتوجهات والإنتماءات بيننا.. بقدر إحترام وتقدير مواقفها وثباتها على مبادئها وبصورة جريئة وجلية ولا أحسب معشوقي " المتنبي " عنى عداها وأمثالها حينما قال : " وإن تكن خُلِقت أنثى فقد خُلقت كريمة غير أنثى العقل والحَسَبِ " مدينة (٢ ديسمبر السكنية ) التي زرناها أيضاً وهي تتكون من ٦٠٠ وحدة سكنية.. لأبناء الشهداء ولبعض النازحين والموطنين.. إضافة إلى زيارتنا لمستشفى حديث يحمل إسم ( ٢ ديسمبر ) أيضاً..

هذه المشاريع ظهرت عملياً خلال السنتين الماضيتين.. إضافة إلى شق طريق منطقة (الكدحة) وسفلتته وهي جوانب تنموية حيوية لا بد من شكر من كان وراء القيام بتنفيذ معظمها ، وإستمراره في تنفيذ ما تبقى منها.. بجانب بناء مدارس ورصف بعض الطرق الفرعية بمدينة (المخاء) .. فإن (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) أو كما جاء بنص الحديث النبوي الشريف..