الإعجاز البحري
بقلم/ وائل مراد
نشر منذ: 16 سنة و 8 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 26 مارس - آذار 2008 11:16 م

الإحالة على البحر تعني العجز التام عن تقديم شيء للشعب والعجز التام عن محاربة الفساد المالي والإداري داخل مؤسسات الدولة باعتباره المتسبب الرئيسي في الأزمة، كما أنها تفصح عن العلاقة الحقيقية للدولة بالمواطن حين حمَّلت أخطاءه في التعامل مع الحياة تدهور وضعه في مختلف مجالاته إذ كيف لم يبحث هذا المواطن عن بدائل تجاه أية أزمة حكومية ..كالبحر مثلا ..؟

البحر كفيل بأن يحل مشكلة البطالة إن اتجه كل عاطل في اليمن إلى البحر لممارسة مهنة الصيد حتى أولئك الذين لا تطل محافظاتهم على البحر بمقدورهم السفر إلى المناطق الساحلية للغرض ذاته ... كما أنه كفيل أن يعوض المواطنين بلحوم صحية بدلا من اللحوم الأخرى ذات الأمراض القاتلة كلحوم الدجاج والبقر . قد نحطم الرقم القياسي في عدد الصيادين إن عمل العاطلون جميعًا بهذه النصيحة وقد يُطلق علينا مستقبلا " أكلة لحوم السمك " .. من كان يفكر أن البحر بهذه العظمة وأنه قادر على حل جميع الأزمات لولا هذا الاكتشاف العظيم ..؟ مع أن برنامج الرئيس الانتخابي خلا من البحر تماما رغم تطرقه لكل شيء بما في ذلك التتار والمغول والمأزومون والمستوردون من خارج الوطن . لا أدري لمَ ينتابني شعور بأن هناك مشاريع حكومية سرية تعمل على حل مشكلة الحليب والغاز من " البحر" ..؟ مع أني تحدثتْ إلى صديقي عن هذا الشعور فرد عليَّ ضاحكًا : " بحر قال احلبه " لكني قلتُ له بثقة " الأيام بيننا ولن يطول بك الوقت حتى تسمع خطابًا جديدًا فيه مفاجأة من هذا النوع وما عليك إلا أن تتابع نشرة أخبار التاسعة بشكل مستمر" . الثارات القبلية والسلاح والقات وقضية صعدة والقضية الجنوبية وظهور القاعدة من جديد وأزمة المتقاعدين وقضية محمد أحمد منصور وشعيب الفاشق ونثريات لا عد لها ولا حصر من المشاكل .. قد يتوصل علماء داخل الحزب الحاكم إلى حلها "بحريًا " . بالتأكيد لم نكن في الأسبوع العالمي للبحر حين لم يفصل بين " من لم يعجبه فليشرب من ماء البحر " وبين " النصائح بالتوجه إلى البحر لحل الأزمة المعيشية ،سوى أربعة أيام لكنها الحاجة الماسة ،والحاجة كما يقال " أم الاكتشاف " فشكرًا للحاجة التي جعلت الرئيس يكتشف كل هذه الإمكانات الهائلة داخل البحر .

المصدر: صحيفة الوسط