تبا لمن يسترخص دماء الناس ويستبيحها.. كاليجولا يعود من جديد
بقلم/ كاتبة صحفية/سامية الأغبري
نشر منذ: 16 سنة و 10 أشهر و 25 يوماً
الجمعة 18 يناير-كانون الثاني 2008 09:17 م

مأرب برس - خاص

تغادرها مكرها فلا يمكن لزائرها إلا أن يعشقها.., تتركها وكأنك تركت قلبا وروحا هناك . لا تعلم سر عشقك لها أي سحر بهذه المدينة يجعلك مرتبط بها دوما وتحن للعودة إليها إنها عدن لا تفسير غير إنها عدن,, بترحاب وود مع توجس وخيفة يستقبلك أهلها أنت القادم من المحافظات الشمالية, ربما لديهم الحق في ذلك.. يحزنك أن تراها تحترق وهي الأم الحنونة التي احتضنت في زمن ليس ببعيد كل قادم إليها دون تصنيف و دون أن سؤال عن أصلك ونسبك لافرق هناك فأنت عدني!! عدن تحترق تحت وطأة الفقر والجوع والشعور بالإذلال, "حقيقة النظام هنا عادل فنحن في المعاناة سواسية شمالا وجنوبا" لكنها عدن أبت إلا أن تنتفض كطائر فينيق ينفض عنه الغبار لاستعادة ماسلب منها .. انتفضت ونفضت عنها غبار14 عاما من الذل والمهانة,الاحتجاجات لا تمر هناك بسلام وان كان منظميها لا يريدون عنفا تريده السلطة حين تواجه تلك الاعتصامات بالرصاص وبالدم , وخيرة أبناء المحافظة يتساقطون شهداء وجرحى ويزج بهم في المعتقلات!

الصيف فيها حار جدا وزاد من حرارته الاحتقانات التي تشهدها المحافظة وشتاءها هذا العام لم يكن دافئا البتة ولم يكن بأقل حرارة من صيفها زاد التوتر وزادت الاحتقانات, وكاد أن يكون الانفجار الذي لازلنا نترقبه!

في أزقة عدن وعلى جنبات الطرق في شواطئها ومحلاتها ترى سبب الدعوة إلى الثورة السلمية ضد السلطة,ترى الفقر والبؤس ماثلا أمام ناظريك تراه في المتسولين في شوارعها تراه في طفل يأكل ماتبقى من طعام متسخ على منضدة احدهم .. وطفلة تأتي إليك وتطلب المساعدة.. تراه في امرأة تحمل على كتفها طفل وفي يدها أخر, ترى ثغر يمننا "الباسم "حزين لم يعرف البسمة منذ أربعة عشر عاما فحرب صيف 94م لم تبق ولا تذر, أراض نهبت وظائف استبدل أصحابها بآخرين في7-7قتلت البسمة.. فقط الحزن مرسوم على وجوه أبناء المحافظات الجنوبية كما هومرسوم على وجوه أبناء المحافظات الشمالية , "مواطنة متساوية لاننكرها" فنحن شركاء في الفقر والجوع, والقمع وشركاء في النضال حتى سقوط هذا النظام .فبدلا من أن تحقق الوحدة الدولة التي حلموا بالعكس شعر أبناء تلك المحافظات إن الوحدة أضرتهم أكثر مما نفعتهم , فقد سرحوا من وظائفهم ونهبت أراضيهم ومنازلهم وبجاش الأغبري الذي يقبع في السجن المركزي خير شاهد على هذا الإقصاء المتعمد , بجاش حين رفض أن يأخذ منه اللصوص بيته ووظيفته وان يرمى به وعائلته إلى الشارع بعد حرب صيف 94م رمي به في غياهب السجن بعد أن كان قد حكم عليه إعدام وشردت أسرته , انه خير شاهد على الجبروت والطغيان , وخير شاهد على أن الحقوق تنتهك والأرض تنهب ولا يحق لك الاعتراض وإلا فأنت انفصالي وخائن ومكانك السجن.

حرب صيف 94م والاعتقاد إن الوحدة تعمدت بالدم اعتقاد خاطئ ويوما بعد يوم يزيد سخط الناس ورفضهم لوحدة يرون فيها وحدة ضم وإلحاق,فقد تعامل النظام مع أبناء المحافظات الجنوبية منذ ذلك الوقت بعقلية المنتصر وجعلوا من يوم 7-7 يوما للاحتفال بالنصر العظيم على تلك الفئة المهزومة

لازالوا لايفقهون ولايعون إن لغة المنتصر والمهزوم هي لغة مرفوضة و غير مقبولة فلا هم انتصروا ولااؤلئك هزموا.

,حين نقرأ كيف تمت الوحدة ومن أصر على وحدة إندماجية, ورضي بان يكون نائبا للرئيس, وكيف كان مطمئنا لنظام صنعاء وهو يسلمه دولة تفوق الشمال بمساحتها وثروتها وتمدنها وتقدمها , كل ذلك يقول وكل الشواهد تؤكد إن الأستاذ علي سالم البيض كان ولازال وحدويا ووطني شريف ,أيعقل من سلم كل هذا وهو راضيا أن يكون انفصاليا؟! لقد كان الغدر والانفصال شماليا, نظام الاوليجاركيين الجشع لم يكفهم إقصاء شريكهم الوحدوي حتى أقصي مواطني الجنوب من وظائفهم ومناصبهم, بالإضافة إلى سلسلة الاغتيالات البشعة التي راح ضحيتها قادة من الاشتراكي, ولازلت أتذكر رغم صغر سني حينها كيف اغتيل وبطريقة بشعة الشهيد ماجد مرشد والدكتورالحريبي.

· ليس هذا فقط لم يكن أبناء المحافظات الجنوبية يعرفون قبل الوحدة العنصرية والتعامل مع بعضهم باحتقار ودونية, حقيقة إن هذا النظام هو نظام عنصري بإمتياز فاليمنيين هم أحباش وصومال وهنود ...الخ, وإلا مالذي يعنيه أن تنشر بعض المواقع عن حسن باعوم وأصوله غير اليمنية حسب مزاعم تلك المواقع فقط لأنكم لستم راضون عن توجهاته ؟! وقبل المهندس فيصل بن شملان لمجرد انه مارس حقه وترشح للانتخابات !ممارسات كثيرة جعلت أبناء المحافظات الجنوبية يحقدون على النظام و يحنون لحكم الاشتراكي وللعودة إلى مقابل الوحدة " وكل ممارسات النظام وان كنا لسنا مع الانفصال لكنها تبرر لهم مطالبهم بعودة دولتهم.أتذكر في ذكرى الاحتفال بذكرى الثورة احد الشباب يصرخ ويقول "نحن لا نريد الوحدة نحن نريد عودة الحزب الاشتراكي الوحدة انتهت في 7-7" هذا التاريخ هو تاريخ اسود بالنسبة لهم, يوم استبيحت دمائهم وأرضهم على يد قوات الشرعية باسم الحفاظ على الوحدة, باسم الدين قتلوا وباسمه استبيحت أملاكهم!!إذا من حقنا أن نسال هنا من اغمد السكين في قلب الوحدة؟من جعل من اليمن وطن متهتك الأوصال, ممزق, وطن شاع بين أبناءه الحقد والكره, ونحن لازلنا نتغنى بالوحدة! كانت وثيقة العهد والاتفاق في حال نفذت ستبني لنا الدولة التي حلمنا بها, لكن دوما التخلف في هذا البلد هو المنتصر نرفض التقدم والتطور, وبدلا من التقدم خطوة للأمام نعود ألف خطوة للخلف, 

· دائما مايراودني سؤال في حال خير النظام الحالي بين الوحدة وكرسي الرئاسة مالذي سيختار؟ هل سيختار الوحدة ليثبت انه وحدوي أم سيتمسك بالكرسي وان بقيت له صنعاء فقط كما قال احدهم؟ونحن نطالب النظام من اصغر فرد إلى اكبر فرد فيه باسم الوطنية التي يدعي وباسم الوحدة إن كنتم وحدويين اثبتوا ذلك وإرحلواعن السلطة حفاظا على الوطن ووحدته, وعلى البلد وقبلها إلغاء الاحتفال بيوم 7-7 ليسجل لكم التاريخ على الأقل في صفحاته نقطة بيضاء مشرفة!

· من محافظات جنوبنا الغالي جاءتنا البشرى وان رياح التغيير آتية لامحالة .. نعم الثورة على الظلم هي جنوسبية .. حاجز الخوف انكسر فلم تعد مروحيات النظام ولا عصي عساكره ولا قنابله المسيلة للدموع ولا الرصاص تخيف الناس فمن اجل حقوقهم انتفضوا, ويقولون لأبناء المحافظات الشمالية اصحوا ولنضع أيدينا بأيدي بعض لنناضل معا سلميا لإسقاط دولة الطغيان.

نضالهم سلمي لكن كاليجولا بطغيانه وجنون عظمته صور تلك الحركة على أنها حركة"دادية" فوضوية هدفها زعزعة الأمن والانفصال وإنهم مجموعة غوغائية عميلة تعمل لحساب الخارج .

نقول ألا تبا لكم يامن تسترخصون دماء الناس وتستبيحونها تبا لكم وانتم تستبيحون الأرض وتنتهكون الكرامة الإنسانية بإسم الوطينة وباسم الوحدة.. هم ليسوا فوضويون هم أصحاب حق سلب منهم.. نضالهم واحتجاجاتهم على الأوضاع المزرية التي ألت إليها البلاد هي سلمية انتم من تواجهونهم بالرصاص ويواجهونها بصدر عارية وفقط شعارات غاضبة.

طبيعي أن تخلق الأزمات والحروب لان النظام قائم أصلا على افتعال الأزمات وإشعال الحرائق ولديه قدرة هائلة في ذلك مع فشله في إطفائها متى أراد

لكن الأسوأ انه حين أراد أبناء المحافظات الجنوبية طي صفحة الماضي وبدء صفحة بيضاء خالية من الأحقاد والكراهية.. حين أرادوا التصالح والتسامح فيما بينهم , أبى النظام إلا أن يزرع الشقاق بينهم, حتى وان كان الثمن يدفعه الأبرياء من أرواحهم ودمائهم لا يهم!! اذا السلطة ترفض أي تصالح بين أبناء الشعب!ولم تكفيهم الدماء التي سالت ولا الجرحى في مستشفيات عدن من المواطنين والعسكريين, انتهى المهرجان لكن القمع والاستبداد لازالا حاضران حملة اعتقالات شعواء قامت بها أجهزة الأمن, وضرب للمعتقلين,مالذي تستفيده السلطة من إفشال أي محاولة للصلح بين أبناء الشعب؟!!مالذي تخسره إن تصالح الناس , والتئمت الجروح وطويت صفحة الماضي بكل مآسيها ودمويتها سواء في شمال الوطن أو جنوبه. 

·  دائما مايهدد أو يلوح رئيس الجمهورية بخطاباته بفتح ملفات الماضي, ونحن مع فتحها ليحاسب أولا كل من تلطخت يديه بدماء الأبرياء, ولنعرف ثانيا الحقيقة الغائبة , فلتفتح الملفات بداية باغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي, وإعدام قادة حركة15اكتوبر 1978م من الناصريين , مرورا بأحداث الحجرية ليبرأ الرائد عبد الله عبد العالم , والكشف عن فرق الموت التي نفذت اغتيالات ضد قادة الحزب الاشتراكي منذ قيام الوحدة وحرب صيف94م وصعده.

رسالة إلى المشترك

لا يكفي أن تظل متفرجا في الوقت الذي يقدم فيه الناس التضحيات ويقدمون أرواحهم, ولا يكفي أن تكون مشاركا فقط. يجب أن تحرك وتقود الجماهير وان تكون المبادرة منك إن أردت الفوز بحبها وثقتها.