آخر الاخبار
مستشار الرئيس: تسليم الألوية العسكرية للقادة الجدد سيستغرق أكثر من 3 أشهر
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 30 يوماً
الثلاثاء 30 إبريل-نيسان 2013 06:48 م

محبوب علي في حوار لـ «الشرق الأوسط»: نجل صالح سوف يؤدي اليمين الدستورية.. والأحمر ملتزم قرارات هادي

صنعاء: عرفات مدابش

أكد محبوب علي، مستشار الرئيس اليمني للشؤون الإعلامية، في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، أن تأخر العميد أحمد علي عبد الله صالح قائد الحرس الجمهوري السابق، الذي عين سفيرا ومفوضا فوق العادة لليمن لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، في أداء اليمين الدستورية، وهو بقية أفراد عائلة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، يرجع إلى ترتيبات تتعلق ببروتوكولات، واستبعد رفض صالح الابن أو أقربائه لمناصبهم الجديدة، وقال علي في المقابلة الأولى التي تجرى معه منذ تعيينه، إن عملية تطبيق قرارات الرئيس هادي بإعادة هيكلة الجيش اليمني والخاصة بتسليم الألوية العسكرية إلى القادة الجدد ونقل مقار تلك الألوية - سوف تستغرق، على الأقل، ثلاثة أشهر. وفي المقابلة الصحافية حديث متعدد الأوجه بشأن أداء الصحافة اليمنية وغيرها فيما يتعلق بمرحلة التسوية السياسية وغيرها من القضايا التي توضح الصورة للداخل اليمني، فإلى نص المقابلة:

* كيف تنظرون إلى أداء وسائل الإعلام المحلية وغيرها في تغطية مسيرة التسوية السياسية، في إطار دعوتكم لها لتقدير ظروف المرحلة الراهنة؟

- نعول على وسائل الإعلام بمختلف انتماءاتها ومشاربها، وألوان الطيف التي تحفل بها، أن تلعب دورا رياديا في هذه المرحلة الدقيقة والاستثنائية التي تمر بها البلاد بعد ثورة الشباب التي اشتعلت يوم 11 من فبراير (شباط) 2011 والتي غيرت مجرى التاريخ السياسي في اليمن، ووضعت البلاد أمام خيار واحد هو خيار الشعب الذي يتوق إلى بناء دولة مدنية حديثة، عمادها النظام والقانون، ونبضها الشعب بمختلف تكويناته السياسية وفئاته الاجتماعية، وخاصة منها فئة الشباب، والمرأة التي حيدت عن المشاركة السياسية على مدى عقود طويلة، بل وفي صنع القرار السياسي وبناء مؤسسات الدولة، والإسهام الفعلي في تنمية الوطن ونهوضه وازدهاره في كل المجالات.. وإنني على ثقة كبيرة بقدرة حملة الأقلام ورجال الإعلام في اليمن على ضبط إيقاع الأداء المهني، في إطار من المسؤولية الوطنية، دون الإخلال بمعايير المعادلة بين الحرية والصحافة، فالظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد يستوجب على الجميع أن يضعوا مصلحة الوطن فوق أي اعتبار أو انتماء سياسي أو حزبي أو مصلحة شخصية أو آنية، وتفرض الوظيفة الاجتماعية على الصحافي ورجال الإعلام أن يكونوا في مقدمة الصفوف لتحمل عبء الأمانة والمسؤولية، باعتبارهم رواد حملة مشاعر النور والتنوير، لا حملة معاول الهدم والتدمير.

* إلى أين وصل مؤتمر الحوار الوطني منذ انطلاقه حتى اللحظة دون الإشارة إلى نتائج بشأن الرؤية لمستقبل اليمن؟

- منذ انطلاقته في 18 مارس (آذار) الماضي، اعتبر الحوار الوطني الشامل حجر الزاوية في العملية الانتقالية السلمية، وحقق المؤتمر الذي يشارك فيه (565 شخصا) خطوات إيجابية في تشكيل فرق العمل والمجموعات لوضع الخطط المستقبلية. ويمكن القول إنه خلال فترة وجيزة من مؤتمر الحوار، الذي من المقرر له أن يستمر ستة أشهر، قطع المتحاورون أشواطا متقدمة رغم تباين وتعدد الرؤى والأفكار المطروحة، وعملوا كفريق عمل متجانس لمناقشة أكثر القضايا تعقيدا تواجه البلاد وكادت تدفع بها إلى شفير الاحتراب والاقتتال، وارتضوا أن يكون الحوار في طاولة مستديرة، وخيار اليمنيين للخروج من هذا المأزق وحل جميع القضايا على الساحة اليمنية وبلورة رؤى لصنع مستقبل اليمن الجديد عبر الحوار كخيار دون ما سواه، وما زال مسار الحوار ومداولات فرق العمل التسعة في مراحله الأولى التي أعطت مؤشرات إيجابية، وبالتالي فإن نتائج مؤتمر الحوار وما ستتوصل إليه فرق العمل قيد المداولة، ويصبح الحديث عن النتائج في الوقت الراهن سابقا لأوانه.

* بالقرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية الخاصة بإعادة هيكلة الجيش.. هل يمكن القول إن عملية الهيكلة جرى استكمالها؟

- قرارات إعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة التي أصدرها رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي يوم 10 أبريل (نيسان) الحالي، لم تكن لتستجيب لمطالب شباب الثورة والتغيير يوم 10 فبراير 2011 فحسب، بل مثلت استجابة لأهداف ثورتي 26 سبتمبر (أيلول) 1962م و14 أكتوبر (تشرين الأول) 1963، في تحويل هذه المؤسسة إلى مؤسسة وطنية احترافية حيادية عن الاستقطابات ومراكز النفوذ القبلية أو العائلية أو الحزبية، وتعتبر تلك القرارات التاريخية محورا لنجاح العملية الانتقالية، وما زال حتى اللحظة صدى هذه القرارات يثير الارتياح والتفاؤل لضمان نجاح التسوية السياسية في اليمن ونزع فتيل التوتر والاحتقان السياسي الذي كان يسود كل الأطراف ويتوجس منه الشعب. وتجري الآن، بعد صدور تلك القرارات، عملية التسلم والتسليم وتوزيع الألوية والوحدات على المناطق العسكرية السبع التي حددتها القرارات، والعملية ليست سهلة كما يتوقع البعض، وستأخذ مدى زمنيا لا يقل عن 3 أشهر أو يزيد قليلا.

* لماذا لم يؤد قائد الحرس الجمهوري سابقا (نجل الرئيس السابق) وبعض الذين جرى تعيينهم اليمين الدستورية حتى اللحظة أمام الرئيس؟

- اليمين الدستورية عادة لا يؤديها أمام رئيس الجمهورية إلا الوزراء والسفراء والمحافظون وأعضاء مجلس الشورى ورئيس وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات ورئيس وأعضاء المجلس الأعلى للقضاء دون من سواهم. وبالنسبة لنجل الرئيس السابق، الأخ أحمد علي عبد الله صالح الذي صدر قرار تعيينه سفيرا ومفوضا فوق العادة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في إطار قرارات إعادة هيكلة الجيش، فقد بادر بالترحيب بتلك القرارات فور صدورها، أما بالنسبة لأدائه اليمين الدستورية، فليس بالضرورة اقتران الأداء بالتزامن مع صدور قرارات التعيين، وهذا عرف دبلوماسي، وإنما عقب استكمال الإجراءات والخطوات المسبقة المتعارف عليها دبلوماسيا وقبل الشروع في تسلم المهمة الدبلوماسية الجديدة.

* ما صحة الأنباء التي يتناولها الشارع بأن اللواء علي محسن الأحمر يطالب بنصف مساحة الفرقة ونصف أسلحتها؟

- اللواء علي محسن الأحمر مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن والدفاع، رحب فور صدور قرارات رئيس الجمهورية بإعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة، واصفا إياها بالقرارات الشجاعة، ولم يسمع أحد منه أي مطالبات بمساحة الفرقة وغير ذلك، بل كان مرحبا بصدور قرار رئيس الجمهورية الخاص بتحويل مقر الفرقة الأولى مدرع سابقا إلى حديقة عامة تحمل اسم حديقة «21 مارس (آذار) 2011».. وشاهدته شخصيا يدخل القصر الرئاسي بعد صدور قرارات الهيكلة ويقابل الرئيس، ويعلن استعداده لمباشرة مهام عمله الجديد مستشارا للرئيس لشؤون الدفاع والأمن، وتنفيذا لقرارات إعادة هيكلة الجيش وتخصيص مساحة الفرقة الأولى مدرع لتصبح حديقة عامة قام بتسليم الفرقة الأولى مدرع التي كان يتوجس الجميع الاقتراب منها أو الدخول إليها، لترفع على بوابتها لوحة كبيرة تحمل اسم الحديقة الجديدة بعد أن طاف أمين العاصمة مع المهندسين المدنيين لإعادة تأهيلها كحديقة وليست كثكنة عسكرية. ولعلي أجزم، في ضوء ذلك، بأنه يستحيل أن تكون تلك مطالبات اللواء علي محسن الأحمر.

* بما يحدث من حوار وقرارات في ضوء المبادرة الخليجية.. هل يمكن القول إن اليمن بات بعيدا عن شبح الحرب الأهلية؟

- نحن متفائلون بأن النخب السياسية وكل فئات الشعب يتوقون إلى أن تخرج اليمن من عنق الزجاجة وتصبح واحة يستظل بها كل أبناء الشعب بأمان واستقرار، بعيدا عن شبح الحرب والاحتراب، فقد عاش الشعب اليمني على مدى خمسين عاما مآسي جمة وعانى ويلات الحروب الأهلية التي أكلت الأخضر واليابس، ولا يريد الشعب أن تتكرر فصول تلك الحقبة من المعاناة التي ولدتها المطاحنات والمناحرات، إنه يريد يمنا جديدا ودولة مدنية حديثة تتسع للجميع بلا استثناء وبلا تمييز أو إقصاء، يمنا يكون الجميع فيه شركاء في صياغة معالم المستقبل الجديد.

* هل هناك أمل في وقف الهجمات التي تستهدف مصالح الكهرباء والنفط والغاز وما مطالب المهاجمين؟

- لا جدل في أن الهجمات المتكررة على خطوط نقل الطاقة الكهربائية وأنابيب ضخ الغاز والنفط أضرت كثيرا بمصالح الشعب والوطن وبالاقتصاد الوطني، وأثرت سلبا على حياة المواطنين في جميع المحافظات، فهي لا تخدم إلا فئة تضع مصلحتها الشخصية فوق أي اعتبار، ولا يردعها عن ممارساتها أي وازع وطني أو ديني، لأنها تستهدف قتل النفس البريئة التي حرم الله قتلها، وهناك العشرات بل المئات من أحدث الأجهزة الطبية في الكثير من المستشفيات التي أعطبت بسبب انقطاع الكهرباء ومئات من المرضى الذين انقطعت عنهم سبل الأمل في الحياة بسبب تلك الهجمات المتكررة على خطوط نقل الطاقة الكهربائية، التي تشل الحياة وتزهق الأرواح، والأمل معقود بأن إعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة ستضع حدا لهذه الممارسات، التي يبرأ منها كل مواطن غيور على وطنه وسمعته.

* الرئيس السابق علي عبد الله صالح رحب بالقرارات الأخيرة.. لكن، هل من إجراءات عملية من قبل أنصاره لتنفيذها؟

- لليمن خصوصية متميزة، واليمنيون بطبعهم متسامحون ومحبون بعضهم لبعض، وهم بحق كما وصفهم نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلوات الله عليه القائل: «هم أرق قلوبا وألين أفئدة»، وهم أهل الحكمة والإيمان الذين يصنعون ملحمة تجربة جديدة في الحياة السياسية اليمنية، ويجعلون اليمن يكبر في عيون العالم ويشهد له القاصي والداني بأنه تقدم وسيقدم أنموذجا جديدا يحتذى به، رغم إعصار الربيع العربي، بانتهاجهم لخيار التسوية السياسية السلمية، والتداول السلمي للسلطة، والانصياع لإرادة الشعب في التغيير وفي بناء دولته المدنية الحديثة المرتقبة بمكوناتها ومؤسساتها المدنية والعسكرية على حد سواء.