أخوية الشياطين المقدسة
بقلم/ محمد عبد الملك الشيباني
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 6 أيام
الإثنين 23 يوليو-تموز 2012 11:05 م

روبرت لانغدون بطل روايات الكاتب دان بروان عالم امريكي متخصص في علم الرموز والجمعيات السرية القديمة أو ما يطلق عليه الكاتب الأخويات السرية.

والأخويات السرية جمعيات فيها أفراد متجانسون يجمعهم هدف واحد وهو غالبا هدف سري قد يكون نبيلاً أو عكس ذلك تماما ولكنه يحقق المصلحة لأعضاء الجماعة .

في رواية ملائكة وشياطين ظل روبرت لانغدون يمارس هوايته في فك الشفرات والرموز السرية بين عالمين متناقضين.

وما أشبه شياطين دوان بروان ومجانين السلطة بشياطين اليوم في اليمن المنهك

هناك أخويه سريه تتكون اليوم في اليمن تحت هدف واحد رغم أن مكوناتها لن تتجانس ولو تجانس مرج البحرين ولسنا بحاجه الى محلل شفرات ورموز لكي نفهم ماذا تريد تلك الأخوية

أخويه سريه لها هدف واحد مثل سكرتير البابا في رواية ملائكة وشياطين ولكن كل عضو من اعضاء هذه الأخوية المقدسة يظن انه هو الذي سوف ينقذ البشرية وأنه يحظى بتأييد إلهي مطلق في استباحة الدماء والاستئثار بالسلطة.

كان سكرتير البابا وأجيره الحشاش في الرواية يقتلون الضحايا من رجال الكنيسة ويسمونهم بتواقيع أخوية علميه سريه كانت تحارب الكنسية , من أجل تمجيد الكنيسة وإضعاف نفوذ رجال العلم والصعود الى قمة السلطة , كما أن أخويه اليوم البليدة تقتل بالمتفجرات عشرات العسكر وتسم جرائمها ببصمات القاعدة المتهالكة من أجل أهداف مشابهه .

الأخوية المقدسة في اليمن ترتكب حاليا جرائم بدون هويه فليست هناك أي هويه دينيه أو مناطقية أو طائفيه لعنونة وتصنيف تلك الجرائم التي استهدفت طلاب الكليات العسكرية في اليمن ,ولكنها جرائم عبثية و الهدف منها واحد وهو نشر الخوف و توريط طرف أخر ثم محاولة خلق اصطفاف شعبي مرتبك من أجل التمهيد لصراع طائفي مناطقي في المرحلة القادمة كالصراع الحاصل في العراق بعد أن فشل مشروع الصوملة وأثبت اليمنيون عقلانية منقطعة النظير ذهبت بمشروع الصوملة تحت الأقدام .

ولذلك اشك كل الشك أن تلك التسجيلات والأدلة التي تشير الى تورط القاعدة حقيقيه بل هي مجرد فخ ساذج وجزء من السيناريو الموجه للصراع الطائفي القادم خصوصا اذا ما لاحظنا طبيعة التغطية الإعلامية لها في وسائل إعلام النظام السابق أو أن النظام السابق قد نجح في تفريخ قاعدة مواليه له مثلما كان يفرخ الاحزاب لتحقيق مصالحه الخاصة . ولاشك أن الفترة القادمة سوف تشهد أعمالاً ربما اكثر عنفاّ وأكثر عبثية ولكنها ستكون ذات هوية واضحة حتى تحقق تلك الجرائم أهدفها ومن يختلف معي فليفسر لي التهديدات السابقة في السوبرات وأماكن تجمع المواطنين , ألم يكن هدفها الوحيد أن تجعل الخوف شيئاً من مستلزماتنا اليومية لغرض ما ؟

لم تعد صور التقارب بين النظام السابق والحوثيين تخفى على أحد بينما صورة المناضل الذي صدع رؤوسنا بثوريته المزعومة وهو يهنى الزعيم المزعوم بيوم الجلوس ساهمت في استكمال مفردات الصورة المذهبية المناطقية للأخوية السرية المقدسة ومشاريعها القادمة.

نتفق جميعاً أن الجماعات الإسلامية هي اكبر المستفيدين من ثورات الربيع العربي ويعرف ذلك جيداً أعضاء الأخوية المقدسة في اليمن وأن الصورة القادمة في اليمن لن تختلف كثيراً عن مثيلاتها في مصر وتونس,وإن كنت أتمنى أن تكون مختلفة , ولذلك عمدوا الى ترتيب صفوفهم من جديد تحت هويتهم الطائفية كما أنهم مستعدون للاتفاق مع أي أطراف أخرى وإن كانت لا تتفق معهم شكلاً ومضموناً مثل الحراك الجنوبي حتى تتكون جبهة قويه مناوئة لحزب الإصلاح,الحزب الأقوى في اليمن من أجل توجيه الصراع السياسي الحالي والذي يميل لصالح الإصلاح الى صراع طائفي بحت يربك كافة الحسابات

لدى شعور صاخب يحدثني أن كافة المشاريع الشيطانية للأخوية المقدسة سوف تفشل وإن نجحت في إحداث نوع من الفوضى حاليا أو في المستقبل القريب ,شهركم مبارك وتقبل الله طاعاتكم