نتابع ومنذ شهور تحركات لا نستطيع وصفها إلا بالمشبوهة والغريبة علينا أبناء تعز وعلى مناطقنا التي نقطنها ,وأخص بالذكر هنا مناطق الحجرية تحديدآ , وأعتقد أن مهندسي هذه التحركات ومموليها حسب ما وردنا من معلومات أكيدة ليسو بالبعيدين عنكم يا إخوتنا الأكارم ولا عن أهدافكم أو من يقف خلفكم من دول الإقليم التي نتفهم أجندتهم وأطماعهم في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ المنطقة السياسي وتجاذباته , كما نتفهم طبيعة الروابط التي تربطكم بهم ونقدره في نفس الوقت,لكننا نود من خلال هذه الرسالة القصيرة أن نتوجه إليكم بعتبنا واستياءنا في الحين ذاته ,ومنطلقين من حقنا الطبيعي نحن أيضاً في الدفاع عن أمن واستقرار وسكينة المجتمع في مناطقنا ومصالحه المشروعة,وعلى ذلك , وإدراكآ منا لتفهمكم لما عانته محافظتنا عمومآ ومناطق الحجرية خاصة طيلة عقود من حكم صالح الغير رشيد ولا صالح من صراعات سياسية كان نتاجها الطبيعي مزيد من البؤس والأسى والحرمان المتعمد والممنهج وما ترتب عن ذلك من إنهاك طال كل شئ في تعز والحجرية على وجه الخصوص.....,كما أننا نخاطبكم الآن طمعآ في إستياعبكم لنوايانا الحسنة في التعامل مع هواجسنا الحقيقية تجاه هذا الأمر , ووصولآ للكف عن مواصلة نهجكم في استقطاب أبناءنا وجرهم إلى دروب ومسالك لا ناقة لهم فيها ولا جمل , سوى محاولة إستغلال محدودية الوعي عند البعض أحيانآ , وعوز وحاجة البعض الآخر المآسة للمال , والتي يبدو أنكم خير من يحسن توظيفها في هذه الفترة الحساسة والغاية في الصعوبة والقسوة.

إخواننا الأعزاء :تعاطفت معكم تعز رجالاً ونساء , مثقفيها وعامتها مدنييها وعسكرييها ,عندما كنتم تتعرضون لأبشع حروب العدوان من قبل جيوش الداخل والخارج وطيلة ست حروب ظالمة شنت عليكم ,تعاطفنا وتفطرت أفئدتنا ألمآ وحسرة عليكم لا لمصلحة أو غاية سوى أنكم كنتم حينها تذودون على العرض والأرض في قراكم ومدنكم المعتدى عليكم فيها , ولم تكونوا تهاجمون أحداً على حد علمي يومها لا أمنياً ولا مذهبياً كما هو حالكم اليوم في تعز ,لذا ذهب الكثير من أبناء محافظة تعز الشجاعة الغيورة في ذلك الوقت إلى أبعد من مجرد التعاطف والدعم المعنوي بكثير وأنتم لا شك تدركون ذلك وتقدرونه أيضا , ونؤكد هنا أننا لسنا بصدد المن في هذه العجالة ولا التذكير كذلك بالجمائل عندما نأتي على ذكر هذه الحقائق من التاريخ المشرف , فالأمر لم يعدو وقتها كونه أكثر من واجب وطني حتمته علينا دواعي الأخوة والمواطنة التي تجمعنا في وطن واحد ومصير مشترك,لكننا أحببنا أن ننوه لهذا الأمر فقط من قبيل الشئ بالشئ يذكر ,ومن قبيل أن الأجدر بكم اليوم ألا ترتضوا الضيم علينا وجراحاتكم الناجمة عن ضيم الآخرين لكم مازالت نازفة ولم تلتئم بعد.....ولكي لا نسهب في الأمر ولكل ما سبق ذكره فأنكم يا أعزائنا لو قررتم السير في ذات المسلك الذي إخترتموه أو أو قد يكون فرض عليكم ,فإنكم يقيناً ستجدون أنفسكم تخسرون كثيراً في تعز ولا تحققون إلا النزر اليسير ولربما أقل حتى من ذلك بكثير ,

 أخيراً يا إخواننا في الحركة الحوثية إن جاز لي تسميتكم كذلك ,صدقوني أنكم ستخسرون وتفقدون حبنا وتعاطفنا وأخوتنا لو حاولتم القفز على واقع الحجرية الثقافي والمذهبي ظناً منكم أنها ضآلتكم المنشودة وأنها قد أضحت نقطة إرتكازكم لتبشير مذهبي يتوسع ليشمل كل مشاريعكم في تعز مستقبلاً , فريالات إيران لن تحدث في تعز ما أحدثته ريالات آل سعود في بقاع أخرى من اليمن عبر تاريخنا المعاصر الذي نعرفونه ونعرفه جميعاً ,كما أنكم ستخسرون دون أدنى شك نقاط سياسية عدة أيضاً ربما كان ينبغي أن يكون لكم منها يوماً في تعز نصيب لو ولجتم البيوت من أبوابها , ولست ملزم لتفسير ما بين سطوري هذه , لو كنتم حقيقية تنشدون إنشاء قاعدة لحزب أمة لا لمذهب لا تربطنا به في الحجرية أي رابط مع كل احترامنا وتقديرنا الكبيرين لخصوصيتكم في هذا الشأن ,وهذا مما لا شك فيه حقكم الذي لا يستطيع أحد إنكاره عليكم .,

وأخيراً ثقوا أن دافعي لمخاطبتكم من خلال رسالتي هذه هو خوفي من توترات لن تحمد عقباها تحاولون إذكائها في مديرياتنا وقرانا خاصة , بقصد أو بغير قصد ,وصدقوني وللمرة الألف أن هذا جل ما سنحصده وإياكم من نتائج لسياسة الإستقطاب الغير مبنية على أي أسس منطقية مطلقاً ,وستدركون حينها أن كل قطرة دم تزهق هنا أو هناك بفعلكم هذا , ستكونون أنتم أول المسؤلين عنها أمام التاريخ والمسائلين عنها وهذا الأهم أما الله سبحانه يوم الحساب .

هي إذآ كذلك المشكلة ومآلاتها المحتملة لا قدر الله تعالى , لكن عزائنا الوحيد أن أرض المعركة فيها هي تعز العز والشموخ ,التي لم تعد كما يتصورها البعض , مجرد يمامة سهلة الصيد والشواء بل صقر قد يستعصي عليكم إصطياده كما استعصى على غيركم طيلة عام من ثورتنا المظفرة ,وإن أتيح لكم بقدرة قادر ذلك فستجدون مشقة حقيقية في شوائه وأكل لحمه,والذي ما يعرف الصقر يشويه .والله من وراء القصد