\"يوم الخميس ترى الصبيان في فرح ... مستبشرين بهذا اليوم والثاني \"

وكان الصبيان في السابق يرددون المقولة التالية:( السبت سبّوت, والحد عنكبوت , والأثنين بيْن بيْن , والثلثوث شنْقنا,والربوع خنْقنا,والخميس سيدنا, والجمعة عيدنا)..كانوا يرددون هذه المقولة فرحا بيومي الخميس والجمعة ..

فالخميس تكون الدراسة فيه نصف يوم , والجمعة راحة .. هذا ما رسخ في أذهان الناس عن يومي الخميس والجمعة الى ما قبل ان يكون يوم الخميس يوم اجازة بالأضافة الى يوم الجمعة..

فماذا حدا بحكومتنا الجديدة – حكومة الوفاق – ان تجعل يوم السبت يوم راحة بدلا من يوم الخميس ؟ هل السبب الذي ذكرته , وهو مسايرة الدوام العالمي , سبب مقنع؟ لانظن ذلك .. فاليمن لم تصل بعد الى مصاف الدول المتقدمة التي تعمل على شكل دوريات متعاقبة ليل نهار.. وبأ سلوب متواصل .. وانتاج مستمر على كل أ صعدة الأنتاج .. فنحن لازلنا في ذيل قائمة دول العالم في جميع المجالات .. فلا إنتاج ولاتصنيع ... ولاشيئ يستدعي من الحكومة الجديدة أن تتخذ مثل هذا القرار الغريب .. أو أن تشغل نفسها وتضيع وقتها بمثل هذه السفاسف .. اذ أن تغيير يوم الراحة من الخميس الى السبت لن يزيد أو يقلل في تقدم اليمن وتطوره .. بل بالعكس سيزيد اليمنيين كسلا فوق كسل .. ويكون عندنا نصف الأسبوع بلا عمل ..!

فالخميس سيكون نصف دوام – كما كان سابقا – والأحد سيكون نصف دوام أو بالتعبير الشايع عند موظفي الدولة \" سبلة السبت\" كسبلة \" عطلة العيد\".. واذا ما أخذنا في الحسبان أن الشعب اليمني شعب \"مخزّن\" – درجة أولى – فانه سيكون عنده فرصة للتخزين أيام الخميس والجمعة والسبت ... ثم يأتي الموظفون والعاملون الى وظائفهم وأعمالهم وهو شبه نائمين .. هذا اذا تمكن الكثير منهم أن يستيقظ يوم الأحد مبكرا أو حتى متأخرا.

فهل كان قرار حكومة الوفاق صائبا وحكيما في مثل هذه البيئة .. والظروف الأجتماعية .. والعادات المتوارثة ..وعدم وجود مبرر مقنع .. غير ما ذكرته من مسايرة العالم .. وهو سبب غير مقنع ..اذ لاوجود لما يمكن ان يكون سببا لمقارنة اليمن بالعالم المتقدم كما سبقت

الإ شارة..؟

 ثم لماذا تفتح حكومة الوفاق بابا

 للأنتقادات وشن الحملات عليها باتخاذها قرارا كهذا ليس له صلة بالشأن اليمني المشتعل ..؟ فالشعب منتفض من أصاه الى أقصاه .. يريد التخلص من حاكم جائر طاغي قاتل .. إغتال حلم اليمنيين وآمالهم في عيون أطفالهم بأ غتيال الطفولة برصاص الغدر والأجرام . وسفك الدماء البريئة وعاث في الأ رض فسادا.. ولا يزال يعبث حتى آخر فرصة له للعبث بمقدرات اليمن ..

 يتطلع الشعب اليمني الى اليوم الذي يتنفس فيه الصعداء بإ نقاذه وتحريره وتخليصه من هذا الكابوس المخيف.. فهل حكومة الوفاق على هذا القدر من المسئولية .. وعلى مستوى تطلعات وطموحات الشعب ؟ أم انها ستكون \"محلك سر\"..و\"كأنك يا أبو زيد ماغزيت \"..؟

 إن حكومة الوفاق تقع على عاتقها مهام جسيمة لابد أن تنوء بحملها , وتؤدي الدور الذي أنيط بها .. عليها أن تعرف أنها حكومة إنقاذ .. لاحكومة دوام .. حكومة, عليها أن تضطلع بالمهام الكبرى .. فتسعى الى اطلاق المساجين من شباب الثورة والبحث عن المختطفين منهم .. عليها أن تسعى لأعادة الكهرباء والماء للمدن اليمنية وفي مقدمتها العاصمة وأن توفر البترول والديزل وتعيد النظر في سعره.. عليها أن تضع الخطط الهامة لانقاذ اليمنيين وانتشالهم من براثن البطالة..

 عليها أن تعيد الكرامة للأنسان اليمني.. وتعيد له إعتباره بعد أن أهين في جميع أصقاع العالم .. وخاصة في دول الجوار التي لم يعد لليمني فيها قيمة..وذلك بسبب المواقف الخاطئة للسياسة الرعناء في عهد الرئيس الأرعن الذي جلب لليمن واليمنيين كل الويلات والمصائب .. وأذل اليمنيين في كل مكان ..

عليها أن تعيد النظر في قراره الخاطئ وتصدر قرارا بألغائه ... والعمل بنظام الدوام السابق مسايرة لدول الجوار التي تعمل بنظام الخميس و الجمعة كإجازه رسمية.

على حكومة الوفاق..الشيئ الكثير والكثير.. فهل لنا أن نتعشم فيها خيرا ونتطلع الى إنجازات مهمة , أم أننا نطلب المستحيل .. وليس بمقدورها أن تغير من واقع الأمر شيئا ..؟؟ حين أن تكون عاجزة عن تغيير الواقع .. حينذاك نقول :

ياحسرتاه على دماءالشهداء..ياخيبتاه ..!