الإنتحار يغزو الجيش الإسرائيلي
بقلم/ الجزيرة نت
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 24 يوماً
الأحد 03 فبراير-شباط 2013 08:43 م

تفيد معطيات رسمية بأن الانتحار ما زال هو السبب المركزي للوفاة في صفوف الجيش الإسرائيلي، وإن كانت حدة الظاهرة قد تراجعت خلال العام المنصرم.

وكشف الناطق بلسان جيش الاحتلال اليوم أن عام 2012 شهد 14 حالة انتحار بين جنوده، فيما قتل ثمانية جنود في حوادث مرورية، وثلاثة آخرون خلال تدريبات عسكرية.

كما تفيد معطيات الجيش بأن جنديين ماتا غرقا، وخمسة آخرين توفوا جراء المرض، وبقيت حالة وفاة واحدة غامضة دون تفسير.

وفي المقابل، قتل خمسة جنود إسرائيليون خلال عمليات عسكرية في العام المنصرم، أحدهم خلال عدوان "عمود السحاب" على قطاع غزة.

ويستدل من لوائح الأرقام أن ظاهرة الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي تصاعدت في السنوات الأخيرة رغم تراجعها في العام المنصرم.

ففي 2007 انتحر 17 جنديا، وفي العام التالي ارتفع العدد إلى 20، وفي 2009 توفي 23 جنديا انتحارا، وفي 2010 بلغ عددهم 28 جنديا، وفي 2011 انخفض العدد إلى 21 جنديا. ويبلغ عدد الجنود الإسرائيليون الذين انتحروا في العقد الأخير (2012-2002) 278 جنديا.

أسباب

ويرى الاختصاصي النفسي جمال دقدوقي أن الأرقام الرسمية أقل من العدد الحقيقي، إذ إن الجيش الإسرائيلي يحجب جزءا من الحقيقة لاعتبارات أمنية وحفاظا على دافعية الالتحاق بالجيش، إضافة لمراعاة مشاعر المجموعات اليهودية المحافظة.

وقال دقدوقي إن إسرائيل كرست في العقود الثلاثة الأخيرة جهودا كبيرة لتقليص هذه الظاهرة المتفشية، مشيرا -إلى أن هذه الظاهرة المتفاقمة لدى الإسرائيليين تنتقل إلى الجيش، ومردها أسباب كثيرة منها اتساع الفجوات الاقتصادية/الاجتماعية وارتفاع البطالة والفقر.

كما يشير لعوامل أخرى منها ارتفاع نسب الطلاق، وتأثير تفشي داء فقدان المناعة المكتسب (الأيدز)، وتفشي الكحول والسموم، والاكتئاب المرضي، والاعتداءات الجنسية، واستخدام الإنترنت، وازدياد وسائل الانتحار كالسلاح والسيارات.

وهذا ما يؤكده ضابط محجوب الهوية قال لصحيفة "هآرتس" إن الجيش الإسرائيلي يبذل مساعي كبيرة لخفض حجم الظاهرة بفعاليات وقائية واسعة، وأبرزها تجنيد اختصاصيين نفسيين في صفوف الجيش، مرجحا أن "السلاح المتاح بين أيدي الجنود يسهل عملية الانتحار".

ويفيد بأن نسبة المنتحرين لدى الجنود أعلى منها بقليل لدى الإسرائيليين بشكل عام، ويلمح لما يؤكده دقدوقي من أن واقع الاحتلال والخدمة العسكرية في الضفة الغربية -التي تميزها حالة من الرتابة والملل- يساهم هو الآخر في رفع حالة الاكتئاب والاندفاع نحو الانتحار، رغم أنه محظور وفق تعاليم الديانة اليهودية.

جيوش العالم

وتشير صحيفة "هآرتس" إلى أن ظاهرة انتحار الجنود في الجيوش المختلفة بالعالم خلال أوقات السلم هي السبب المركزي لموت الجنود فيها أيضا، مشيرة إلى أنها ما زالت واسعة كما هو الحال لدى المجتمع الإسرائيلي والمجتمعات الغربية.

وورد في دراسة جديدة صادرة عن مركز العلوم في الكنيست (البرلمان) أن إسرائيل تشهد 400-500 حالة انتحار كل عام، ثلاثة أرباعها بين الذكور والمسنين، وأن الانتحار ما زال سبب الوفاة الثاني لدى جيل الشباب (15-24) كما في الدول الأوروبية.

ومن جانبه، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن نسبة المنتحرين بين الجنود قد انخفضت في العام المنصرم.

ويقر في بيانه بما يقول له اختصاصيون نفسيون من أن الظاهرة كانت ستزداد أكثر لولا العمل الواسع والمتواصل الذي تقوم به وحدة الخدمات النفسية داخل الجيش، ويتابع "نحن نولي الموضوع أهمية بالغة، ونكرس فعاليات وقائية متنوعة لتقليص الظاهرة".