حزب الجميلات في السعودية
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 18 يوماً
الجمعة 14 أكتوبر-تشرين الأول 2011 07:11 م


"حزب الجميلات" بغية كل امرأة مع أن الحصول على عضويته محفوف بمخاطر صحية كثيرة بعضها يؤدي إلى الوفاة بسبب تجاوز الخطوط الحمراء. ورغم ذلك يزداد عدد النساء في السعودية المترددات على عيادات التجميل لإجراء جراحات تمنحها بطاقة العضوية، حتى وإن احتاج الأمر أن تجدد دورياً هذه البطاقة بإجراء جراحات جديدة كنفخ الشفايف وزيادة حجم الصدر وشد الوجه والرقبة.

عمليات الشد تنتهي بوجه فاتن لكنه في بعض الأحيان يتحول إلى ملامح "الأسد" وهو ما يسمى بتأسد وجه المرأة. في المقابل سجلت عيادات التجميل الخاصة أن 40% من زوارها الرجال يخضعون لعمليات التجميل.

مساء الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الثاني يقدم برنامج "واجه الصحافة" الذي يقدمه داود الشريان على شاشة "العربية" حلقة مع خبراء في جراحات التجميل، والطب النفسي، يتناولون خلالها الخطوط الحمراء مثل التعامل مع دخلاء وتاجرات شنطة يشوهون هذا المجال في السعودية، ويتسببون في وفيات ونتائج سلبية على المتعاملين معهم من الجنسين.

وأكدوا أن التجميل يتعرض للتشويه بدءا من بعض العيادات الطبية، ومرورا بالمشاغل النسائية، وصولاً إلى توفر أجهزة بشكل غير نظامي حتى في المنازل.

السعودية الثالثة والعشروين عالمياً

تأتي السعودية في المرتبة الثالثة والعشرين على مستوى العالم، ونسبة الإقبال على التجميل فيها يزيد بمعدل 15% سنوياً، والأمر لم يعد مقصوراً على الفتيات والسيدات بل تخطاه إلى شرائح عمرية صغيرة من الجنسين.

ويتحدث الاستشاريون في جراحات التجميل عن نتائج نفسية خطيرة والتهابات مزمنة وآثار مدمرة تنتظر المتعاملين مع الممارسين غير المدربين وأخصائيات التجميل في المشاغل النسائية اللواتي يستخدمن أجهزة الليزر الطبية دون دراية وخارج النظام المصرح به.

وفيما يتفق الخبراء على أن أجهزة الليزر المستخدمة في التجميل تعتبر آمنة جداً، إلا أنهم أكدوا أن الخطورة تأتي من الدخلاء على هذا المجال باعتباره تجارة ورغبة في الثراء السريع والتغرير بالمرضى والباحثين عن التجميل بدوافع من أبرزها إرضاء الغير وهروبا من تعليقات أقارب والمجتمع من حولهم لأسباب مختلفة.

تستضيف الحلقة د.أحمد محمد العيسى استشاري الأمراض الجلدية، ود.فؤاد هاشم استشاري جراحة التجميل والتقويم، ود. عبدالإله البصاص استشاري جراحة التجميل والترميم وزراعة والشعر، ود.إبراهيم الخضير استشاري أول الطب النفسي.

التحرك في حدود آمنة

وفيما يعتبر د.فؤاد هائم أن عمليات التجميل آمنة بنسبة 95%، أشار د.البصاص إلى أن جراح التجميل يجب أن يتحرك ضمن حدود معينة "آمنة".

ويؤكد د.العيسى أن الجميع يعيش "عصر تشويه التجميل"، والتعدي الكبير على هذا الطب بممارسات خاطئة كثيرة نتجت عنها الكثير من السلبيات.

وفي رؤية لعلم النفس أكد الدكتور الخضير أن كل الباحثين والباحثات عن عمليات التجميل ينطلقن من "دافع نفسي".

وحول عمليات شفط الدهون أشار الخبراء إلى أنه ليس كل أجزاء الجسم ستكون في وضع أفضل جراء ذلك، مقارنين بين التقنيات الجديدة التي تسمح بتذويب الدهون قبل شفطها. وأكدوا أن معظم الأخطاء ناتجة عن ضعف الممارسين الطبيين.

وأوضحوا أن كل ما يقال عن أجهزة الليزر في مجال التجميل في حقيقتها (دعايات مخادعة)، تروج لها الشركات التي تبيعها دون أن توفر لها حتى التدريب الكافي.

وصححوا بعض الأخطاء الشائعة ومنها وجود أجهزة ليزر تشفط الدهون خارجياً، مؤكدين أن أبرزها لا يشفط في كل مرة إلا مليمترات بسيطة، وأن غالبية عمليات شفط الدهون هي لتنسيق القوام وليس لتخفيف الوزن، وتتطلب التخدير الموضعي أو العام.

وقالوا إن حقن "البوتكس" مادة توقف عمل العضلات والجرعات الزائدة منها تؤدي للوفاة. مشيرين إلى أن معظم المواد التي يحقن بها الجسم في عمليات التجميل ومنها الدائم والمؤقت قد تنتج عنها التهابات مزمنة وأمراض مدمرة، فيما أبدى د.البصاص أسفه لأن الأمر وصل إلى الحقن بـ"الفازلين".

هوس ذكوري بعمليات التجميل

وفسر د. الخضير العزوف عن إجراء العمليات التجميلية في المستشفيات الحكومية بأنه يعود إلى اشتراط الأخيرة للضرورة وعرض المريض على أخصائي نفسي. وقال إن الهوس بالتجميل وصل إلى وجود حالات ذكورية تسعى لعمليات تجميل خاصة بالنساء.

وفيما يخص أبرز اهتمامات التجميل، تقبل النساء أكثر على عمليات حقن البوتكس وتجميل الصدر ونفخ الشفايف التي يمكن التحكم في فترة بقائها ما بين ستة أشهر إلى سنة كحد أقصى قبل الحاجة لنفخها من جديد.

ويقبل الرجال على زراعة الشعر وتجميل الأنف وتصغير الصدر وإزالة تكشيرة الوجه، حيث تأتي شريحة رجال الأعمال من أبرز الشرائح الحريصة على ذلك.

وحمل الخبراء الدخلاء المسؤولية عن تحويل الطب التجميلي إلى "تجارة رابحة" ووجود من يبحث عن الثراء الفاحش على حساب المهنية، وعدم التفريق بين احتياجات الناس والضرورة وتوفير التوعية والنصح للباحثين والباحثات عن التجميل في ظل الهوس به.

* العربية نت