بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد .. الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية القوات المسلحة اليمنية: أبواب صنعاء ستفتح قريبًا وخطة تحرير العاصمة تسير بخطى ثابتة
كثيرا ما قيل وخط في كتب التاريخ حول دور المرأة في المجتمع ولكن حالة المرأة في المجتمعات البشرية اليوم لا تزال مؤلمة. وإذا لم يكن لدينا أي شك حول صحة هذه العبارات بأن "المرأة هي نصف المجتمع" أو أن "المرأة هي أيضا بشر"، فإن السؤال هو: "أين حقوق المرأة؟" . ولماذا، جنبا إلى جنب التطور الاجتماعي، والتطور البشري لم يتغير الموقف من قضية المرأة بعد؟
وعند دراسة قضية المرأة في فترات مختلفة من التطور الاجتماعي (فترة العبودية والاسترقاق أو الإقطاعية والرأسمالية) وبصرف النظر عن الاختلافات الثقافية الصغيرة فاننا نجد انه كان لديهم موقف واحد تجاه المرأة. في هذه الفترات وحتى في المجتمعات البرجوازية المتقدمة، فقد كان ينظر للمرأة على أنها سلعة . أي أن المرأة هي ملك الرجل ويتصرف بها كما يشاء. لذلك تبقى هناك قضية تاريخية لم تحل بعد.
لكن تاريخ البشرية يخفي حقيقة في صدره فبرغم الخدمات القيمة التي قدمتها النساء ودورها بعض الحالات التي لامثيل لها في تقدم فترات التطور الاجتماعي ولكن لم يكن بالإمكان إظهارها بسبب هذه القضية التاريخية. اكتشاف هذه الحقيقة أن النساء يمتلكن الكفائة والأهلية اكثر بكثير من الرجال (على الأقل لفترة واحدة) في توجيه وقيادة المجتمع وجلب الوعي الذكوري وسحبه نحو قبول قيادة النساء وسيطرتهن وتمهيد الطريق للرجال والنساء في النهوض بالمجتمع في المدارات الجديدة هي ظاهرة من الضروري اتباعها أكثر من أي وقت مضي من أجل تحرر المنطقة من حلقات الأزمات المميتة والقاتلة. لان العبور الناجح والآمن من هذه الأزمات يتطلب وجود النساء والرجال معا حتى يتم التخلص من القيود والشروط التاريخية المتعلقة بقضية المرأة.
واذا ألقينا نظرة على ثورات العالم العظيمة أو بحثنا في أكثر الاحزاب السياسية المتقدمة في نقاط مختلفة من العالم سوف نجد أنه بسبب نفس هذه القضية التاريخية لم تحصل النساء على حقوقهم المتساوية.
تكريما لليوم العالمي للنساء فمن الضروري أن نلقي نظرة على موضوع النساء من منظور النظام الاصولي الاسلامي الحاكم في إيران من جهة ومن منظور مقاومة الشعب الإيراني من جهة أخرى.
النساء في إيران تحت حكم الولي الفقيه هم أكثر الأشخاص تعرضا للتعذيب والاضطهاد وهن محرومات أيضا من أبسط حقوقهن. ليس لديهن الحق في اختيار ملابسهن وغطاء رأسهن وليس لديهن الحق في حرية التعلم واختيار اختصاصهن أو حق الحصول على الطلاق أو حق الترشح لرئاسة الجمهورية أو حق أن يصبحن قاضيات. قضية المرأة حساسة للغاية فعلى سبيل المثال لم يتجرأ رئيس جمهورية الملالي حسن روحاني أن يشرك امرأة واحدة ضمن تشكيلات حكومته والملالي من أجل فرض الحجاب الاجباري على النساء قاموا بانشاء ٢٦ وزارة ومؤسسة قمعية خصيصا لذلك وفي كل يوم يعتقل في إيران أكثر من 2000 إمرأة. في سجون هذا النظام البشعة يتم تطبيق أشد صور التعذيب والقمع ضد النساء وقتل حتى الآن عشرات الآلاف من النساء على يد الأجهزة القمعية الإيرانية. وقد أعدمت السيدة ريحانه جباري، التي تعدى عليها أحد عملاء وزارة المخابرات التابعة للنظام. فريناز خسروي في حالة مشابهة ألقت نفسها من أعلى الشقة وتوفيت على الفور. وينتحر عدد كبير من النساء الإيرانيين سنويا في إيران تحت حكم الملالي ضد هذا الظلم وعدم المساواة. لأنهن أمام محاكم هذا النظام خاسرات على أي حال. ومواضيع (التمييز الجنسي، الفصل بين الجنسين وجميع أنواع القيود الأخرى) تم إضفاء التابع المؤسساتي عليها في دستور نظام الملالي.
المقاومة الإيرانية وبالاعتماد على هذه الحقيقة كانت قد انتخبت قبل 22 عاما مضت السيدة مريم رجوي كرئيسة منتخبة. هذا الانتخاب الذي أزعج بشدة قادة النظام الأصولي الحاكم في إيران. لان هذا الانتخاب كان نقطة البداية في الطريق الذي يؤدي الى انهيار ايدلوجية الملالي المعادية للنساء. والإيرانيون وبخاصة النساء الإيرانيات يشجعون على النضال والوقوف في وجه الاصولية الاسلامية في مختلف المواقف والمشاهد.
بالرغم من أن النساء المناضلات والمجاهدات كن في طليعة المواجهة مع الاصولية الاسلامية طوال فترة حكم الملالي إلا أن النهوض بالحركة النسائية وتعزيزها كانت وقبل كل شئ نتيجة محاربتهن واستشهادهن. وهذا شأن جديد في نهوض المقاومة الإيرانية وتعزيرزها لم يكن له أثر في داخل إيران فحسب بل أحدث تغييرا كبيرا في المشهد الدولي أيضا.
حيث أن الكثير من الناس حول العالم الآن يعتبرون السيدة مريم رجوي رمزا للمواجهة مع الأصولية الاسلامية ويطالبون بتقديم الدعم لها.
المقاومة الإيرانية تحتفل باليوم العالمي للنساء كل عام و تتضمن مراسم الحفل الذي يقام سنويا بهذه المناسبة، وجود الآلاف من الشخصيات البارزة من النساء المناضلات و الناشطات في مجال حقوق المرأة في العالم وتعلن السيدة رجوي عن آخر الإنجازات التي حققتها المقاومة الإيرانية فيما يتعلق بهذه القضية التاريخية.
أعلنت رجوي في حديثها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: هذا العام يوم المرأة هو يوم الكرامة والشرف يوم السعادة والاعجاب وذلك لان النساء الإيرانيات لعبن دورا رائدا في خطوط المعركة الأمامية مع الأصولية التي هي عدوة لكل نساء العالم. وفي اشارتها الى الدور المشرق للنساء في انتفاضة الشعب الإيراني الأخيرة أيضا قالت : ان النساء الإيرانيات لم يخرجن للشارع يردن شيئا من النظام لكنهم خرجن من اجل القضاء على نظام الملالي. النساء الإيرانيات لم ينتفضن من اجل المطالبة بحريتهن فقط بل انتفضن من أجل تحرير كل أنحاء إيران.
وأعلنت مريم رجوي في عام 1995 م عن خطتها فيما يتعلق بحريات المرأة والنساء : نحن نؤمن بالمساواة الكاملة للنساء والرجال في كل من الحقوق السياسية والاجتماعية والمشاركة المتساوية للنساء في القيادة السياسية. والنساء سيتمتعن بحقوقهن في حرية اختيار اللباس وغطاء الرأس وحق الزواج والطلاق والتحصيل الدراسي والعمل.
وقالت أيضا في حديثها: سجل 39 عاما من تاريخ هذا النظام مليئ بالتعذيب والقمع للمرأة الإيرانية والآن تريد المرأة الإيرانية أن تطوي هذه الصفحة المظلمة من تاريخ إيران. ولهذا السبب فان الانتفاضة الإيرانية لم تكن فقط من أجل اسقاط نظام سياسي واحد بل كانت انتفاضة ضد الأصولية والرجعية الدينية التي جرت المنطقة كلها إلى حمام من الدم. لان الرجعية والأصولية التي ولدت في عام 1979 تزامنا مع بدء حكم الاستبداد الديني في إيران توفيت ودفنت مع بدء انتفاضة الشعب الإيراني الأخيرة.
وفي ضوء هذه الخطوة التاريخية الفريدة تألقت المرأة الإيرانية في الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني وكسرت جدار الخوف والصمت، وقامت بدور لا مثيل له في توسيع واستمرار الانتفاضة. هن من كن ينادين ويصرخن بشعارات "الموت لخامنئي" و "الموت للدكتاتور" و "أيها الاصلاحي وأيها الأصولي لقد انتهى الأمر" في جميع أنحاء إيران وطوين صفحة ذهبية براقة في نضالهن من أجل اسقاط النظام وهن الآن مصممات -ولا سيما فئة الشباب -على تنفيذ الخطوات التالية للانتفاضة عن طريق تنظيم القوى وتشكيل مراكز الثورة، و على تحقيق المطالب المشروعة والشاملة للشعب الإيراني. يعني اسقاط النظام الإسلامي الأصولي وتفكيك بسطات والمتاجرة بالدين والأصولية وسفك الدماء التي سحبت إيران وكل المنطقة الى حافة الموت.
وبفضل هذا الانجاز أصبح النساء والرجال متحررين من هذه الايدلوجية المدمرة ومستعدين للتضحية بكل ما يملكون من أجل النهوض والقيام بدورهم التاريخي في هذه المنطقة ومستعدين لتقديم كل شئ من أجل كل الشعب.
ينبغي أن نؤمن بأن الغد المشرق في انتظار كل العالم.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
abdorrahman.m@gmail.com