يوم ساخر في ذكرى الانقلاب الثانية
بقلم/ خالد عليان
نشر منذ: 8 سنوات و 3 أشهر
الخميس 22 سبتمبر-أيلول 2016 11:54 ص
طل عبدالملك الحوثي على من تبقى من انصاره في الذكرى المشؤومة لسقوط صنعاء لقد بات مختلفا هذه المرة فشعوره بالزهو والغرور وحركاته المفتعلة على شاشته الوحيدة توارت فظهر متسولا الاعانة وطالبا التبرع بالمال من شعب افقره هو وعصابته ممن نهبوا خيرات البلاد وعاثوا في الارض فسادا
اضحى عبدالملك في يوم ثورته المزعومة مسخرة للجميع حتى من بعض انصاره ففي يوم كان يرتجي الحوثي ان تعزف من اجله الموسيقى العسكرية وتدبج له القصائد وتتغنى به الأهازيج ويرسل اليه التهاني والمباركات من الداخل والخارج
اذا به يتحول الي مادة دسمة للنكتة والسخرية والضحك ..
لقد كذب هذا الرجل حتى اصاب مشاهديه بالاشمئزاز
لم يعد لظهوره احتفاء ولا لطلته انتظار فبعد عامين من الكذب والخرافة والكهنوت والدمار .
ها هو الشعب يهينه في ليلة كان يأمل فيها ان يكرم ..
يا للأقدار! هي الايام تدور ..
فبعد ان ظن الحوثي الا غالب له وانه مالك اليمن بقبضتيه اليوم لايهنأ بعيش ولا استقرار ..
يعيش متواري عن الأنظار في كهف او مغارة او مكان ضيق يليق بهارب متخفي
بينما يجوب هادي العالم مفتحة له الابواب يمشي على سجاجيد الاحتفاء الحمراء ويستقبل بالأحضان اينما اتجه .
اليوم في ذكرى الانقلاب الثانية
الحوثي في غيابات الجب يتحدث الي نفسه فحسب ..
 من على منبر قناته المحدودة الافق و المنمطة الفكر والسيئة الصيت يتسول اليمنيين الانقاذ ويتحدث عن الماضي الذي لن يعود
وهادي من على منبر العالم ومحط انظار سكان الكرة الارضية يتحدث عن مستقبل اليمن واهميته للعالم اجمع ..
الحوثي يتوارى بعيدا عن الانظار يتخفى قلقا ويعيش كوابيس الموت
وهادي تستقبله الاضواء وتصافحه الكاميرات وتبتسم في وجه وسائل الاعلام
بل الحوثي وصالح لا احد يريد ان يقابلهم يخشى كثيرون من صورة الي جوارهم وهادي يود من التقى به ان يحظى بصورة تذكارية ومن يجلس معه يتمنى ان تمتد مسافات الزمن للاستماع والحديث اليه ..
اليوم وفي تاريخ مرور عامين على الانقلاب لاحد يتحدث من العالم عن صالح الا كماضي مؤسف وكشخص انتقم من بلاده وخان احلام شعب صبر عليه ثلاثة عقود من الزمن
لم يعد صالح في حسابات العالم ولا سجلاتهم
بينما يتزاحم مسؤولون هنا في قلب الدولة التي تصنع القرارات على الجلوس مع الرجل الاول في اليمن ..
فهادي لم يتوقف ولو قليلا للراحة والهدوء في امريكا حيث لاشيء يتوقف فجدوله مزحوم بلقاءات واجتماعات ومن يرافقه كحالتي لايستطيع ان يلتقط الانفاس ولو لساعات ..
يعمل هادي بقلب رجل شاب يتحمل مسؤولية شعب باكمله كما قال اليوم للجزيرة ..
لايفكر ابدا بالانتقام ولا بالمكوث على الكرسي هو يريد كما اكد مرارا ان يوزع الثروة والسلطة بين اليمنيين بالتساوي وان يضع البلاد على طريق امنة يسودها العدل والامان ..
هو يخطط لأقلمة البلاد وترتيبها بحيث يقضي على المركزية التي ابتلعت الثروة
واخرت النمو لستين عاما من الانتظار ..
خلاصة المقال في يوم ذكرى الانقلاب الثانية الحوثي من شرفته الضيقة يمثل الماضي الكئيب والعهد المظلم
بينما هادي اضحى رجلا عالميا وامميا ويمثل المستقبل المضيء الذي سيشرق عما قريب ..